بالقواعد العسكرية

تركيا تطمح فى استعمار ليبيا بمساعدة الإخوان

وكالات

يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الشراكة مع حكومة الوفاق بزعامة "فايز السراج"، إلى السيطرة العسكرية على ليبيا وضمان دائمية البقاء داخلها عبر القواعد التي من شأنها أن تهدد أمن الشرق الأوسط والقارة الأفريقية بأكملها، فضلا عن كونها ذراعا عسكرية تركية تتمدد في الحديقة الخلفية للقارة الأوروبية.

لم يعد التدخل التركي في ليبيا ذا خفايا استراتيجية، فالسلطة صاحبة الحلم العثماني اختارت أن تعرب عن أهدافها الاستعمارية في المنطقة بوضوح، وعبر صحيفة "يني شفق" القريبة من الحزب الحاكم "العدالة والتنمية"، نقلت مواقع إخبارية عالمية مثل "بي بي سي" وغيرها في 15 يونيو 2020 أن حكومة "أردوغان" تهدف لإقامة قاعدتين عسكريتين في الدولة التي مزقتها الحرب، علي أن تكون الأولى جوية ومركزها الوطية جنوب غرب العاصمة طرابلس، وهي القاعدة التي أعلنت حكومة فايز السراج منذ أسابيع السيطرة عليها عبر ميليشيات إرهابية مدعومة بالسلاح والمال التركي، أما القاعدة الثانية فالمرجح لها أن تكون بحرية ومتمركزة في مصراتة.

 

الاحتلال التركي لليبيا

يتحدث الساسة والمتابعون لملف الشرق الأوسط عن أن التدخل التركي في ليبيا لا يهدف فقط للسطو على الثروات الطبيعية في البلاد مثل الغاز الطبيعي والنفط ولكن لتكريس وجودها العسكري في المنطقة، بينما لا تنفصل الرؤيتان عن بعضهما البعض، فلو أن ليبيا لا تمتلك ثروات طبيعية وموقعًا حيويًّا مهمًا وبعدًا إقليميًا لما تداعت عليها الدول الاستعمارية، بما يعني أن الاهتمام التركي مرتبط بثرواتها وموقعها، وما الوجود العسكري إلا لضمان ديمومة الحصول على هذه الموارد وغيرها من المصالح الاستراتيجية.

وبناء عليه فإن ما وصلت إليه تركيا من تدخل سافر في الشأن الليبي ما كان يحدث لولا وجود حكومة الوفاق التي تمهد لهذا الأمر منذ وقت مضى، إذ عقد فايز السراج اتفاقية عسكرية مع الجانب التركي في ديسمبر 2019، تشمل التعاون في مجال التسليح والتدريب ومعاونة القوات العسكرية بريًا وبحريًا وجويًا والتعاون على تأمين الحدود والمناورات، وتبادل المعلومات الاستخبارية، فضلا عن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية للسيطرة على حقول الغاز الطبيعي بالبحر الأبيض المتوسط.

وبالطبع استمدت حكومة الوفاق غطاء إعلامي وتبريري لما تقوم به من تسليم لمقاليد البلاد للقوى الاستعمارية الكبرى، وهذا الغطاء وفرته لها جماعة الإخوان وتياراتها السياسية في الداخل الليبي وفي دول الشمال الأفريقي المجاورة تونس والجزائر والمغرب، والتي تدعي شرعية "السراج" كقائد يمكنه إبرام ما يشاء من صفقات مع غض الطرف عن طبيعة الحكومة التي يبرم معها هذه الصفقات وما تكنه من عداء وطموحات استغلالية للمنطقة، وبالتالي فمن المرجح أن تلعب هذه القواعد دورًا كبيرًا تهديد أمن منطقة الشرق الأوسط والعبث بأمن أوروبا، حيث تمثل ليبيا بعدا جغرافيا وتاريخيا واستراتيجيا لها.

وعن الاستثمار العسكري لتركيا في ليبيا، يقول اللواء سمير راغب الخبير العسكري في تصريحات صحفية إن هدف تركيا الأهم في المنطقة هو إنشاء قواعد عسكرية تكون حامية لمصالحها الاستعمارية، مع تأمين مطارات خاصة بتوافد الإرهابيين والمرتزقة إلى البلاد فضلًا عن تأهيل المنطقة البحرية لاستقبال الفرقاطات لإخضاع السواحل بمصالحها الاقتصادية.