مساعي الضم الإسرائيلية تربك السلام..
اللجنة الأميركية اليهودية تعتبر المصالحة الإقليمية ممكنة رغم التحديات
مدير السياسات في اللجنة الأميركية اليهودية: قضية الضم تربك السلام لكنها لا تعيقه
قالت اللجنة الأميركية اليهودية في ختام مؤتمرها الذي خصص لقضايا السلام في الشرق الأوسط إن المصالحة الإقليمية ممكنة على الرغم من التحديات القائمة، وأبرزها قانون ضم الأراضي الفلسطينية الذي تشرع إسرائيل في تنفيذه.
وبالتزامن، أشاد جيسون إيزاكسون، مدير السياسات في اللجنة في مقابلة مع “العرب ويكلي”، بمواقف الإمارات بشأن حوار الأديان والسلام في الشرق الأوسط، بالرغم من اعتراض أبوظبي على سياسات الضم الإسرائيلية، وذلك على هامش مشاركة أنور قرقاش، وزير الشؤون الخارجية الإماراتي، في المؤتمر.
واختتمت اللجنة الأميركية اليهودية منتداها العالمي السنوي مساء الخميس، والذي عقد افتراضيا لأول مرة بسبب الوباء، بحضور العديد من الشخصيات في الولايات المتحدة والشرق الأوسط، بما في ذلك وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي المناوب وزير الدفاع بيني غانتس.
واعترفت اللجنة في بيان عام في بداية المؤتمر بالدور الذي لعبه “قرقاش وغيره من كبار المسؤولين الإماراتيين الذين رحبوا بوفود اللجنة في زيارات منتظمة إلى الدولة الخليجية لأكثر من 20 عاما”.
وأشارت إلى أنه في سنة 1996، وفي ذروة التواصل العربي الإسرائيلي بعد اتفاقيتي أوسلو 1993 و1995، استضافت اللجنة الأميركية اليهودية وزراء خارجية عدد من الدول العربية.
وقال جيسون إيزاكسون إن “المحادثة التي دامت 45 دقيقة مع أنور قرقاش في المنتدى العالمي الافتراضي كانت أعلى خطاب علني لمنظمة مناصرة لليهود من قبل مسؤول في أي دولة عربية تفتقر إلى العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل”. وأضاف أن “تعليقات قرقاش على الأخطاء التي ارتكبت في الماضي بافتراض أن تجاهل إسرائيل أو عزلها سيساعد في حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، كانت أكبر من تصريحاته في جامعة نيويورك أبوظبي العام الماضي”.
وأشار إلى أن “ما قاله قرقاش حول وجود خلافات جوهرية مع سياسات إسرائيل دون دحض فكرة التواصل معها والبحث عن مجالات التعاون المشتركة كان ليُعتبر أمرا عاديا في أي سياق آخر. ولكنه كان منعشا في سياق شرق أوسطي مثقل بالعداء وانعدام الثقة منذ فترة طويلة”.
وتحدث قرقاش خلال المؤتمر عن عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية والرؤية الإماراتية المرنة لإدارة الصراع. وقال “أعتقد أنه يمكن أن يكون بيننا وبين إسرائيل خلاف سياسي”، لكن ذلك لا يعني تقويض رحلة البحث عن حلول للمسائل العالقة الأخرى.
وأشار إلى أن العمل مع إسرائيل من خلال الأمم المتحدة للحصول على مساعدة للفلسطينيين “لا يغير” موقفنا في ما يتعلق بقضية الضم التي أصبحت موضوع الساعة.
وقال “ليس لدينا علاقة بإسرائيل، لكن الوباء مجال يجب أن نتعاون فيه لأنه يؤثر على البشر ككل”.
وفي حديثه إلى اللجنة الأميركية اليهودية، قدم قرقاش رؤية جديدة للمنطقة. إذ يجب أن تكون منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي أكثر تسامحا مع التنوع. فشيطنة الآخر لم تساعد على تجاوز أي أزمة.
ويعترف إيزاكسون بتأثير خطط الضم التي يشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الضفة الغربية على الجهود الرامية إلى تحقيق المزيد من التقارب بين العرب وإسرائيل.
وقال إيزاكسون في حواره إلى “العرب ويكلي”، إنه يتفهم “المشاعر الإقليمية حول إمكانية تحقيق هذه الخطط”، لكنه يعتقد أنه “من الضروري أن نفهم أولا أن الضم مقترح ليس مؤكدا، وأنه قد يقتصر على تطبيق محدود للقانون الإسرائيلي على المناطق المتنازع عليها حيث يعيش عشرات الآلاف من الإسرائيليين منذ عقود، وقد يتم التراجع عنه مع تواصل المناقشات السياسية داخل إسرائيل، وبين القدس وواشنطن، وكذلك مع الحلفاء الآخرين”.
ويتوقع أن تشهد المنطقة، لو تقدّم هذا المشروع تداعيات إقليمية، تعطّل الخطوات المحتملة نحو تفاعلات أكثر انفتاحا وفاعلية، لتأسيس علاقة مشحونة أكثر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لكن إيزاكسون، الذي يسافر كثيرا إلى العالم العربي وإسرائيل، يظل متفائلا. وأضاف “في النهاية، أعتقد أن التحديات الإستراتيجية الملحة والفرص الواعدة للطرفين ستتغلب على التداعيات، وأن الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين أراد القدر أن يعيشوا جنبا إلى جنب، سيعيدون اكتشاف الطريق نحو المفاوضات وتعزيز المصالحة والتعاون الإقليميين”.
ويرجع إيزاكسون جزءا من تفاؤله إلى ثقته في الدور الذي يمكن أن تلعبه الجمعية الأميركية اليهودية لتضييق الخلافات في الشرق الأوسط المضطرب وفي إسهاماتها السابقة على أكثر من جبهة.
وأشار إلى أن اللجنة، التي تأسست قبل 114 عاما، كانت داعما دائما لأي جهود لكسر الحواجز التي تحول دون التفاهم والتعاون بين العرب والأميركيين، والعرب واليهود، والعرب وإسرائيل، مشددا على التزامها بالحوار بين الأديان والنهوض بالمصالح المشتركة.
وأضاف أنه من خلال سجل اللجنة واتصالاتها المستمرة مع أطراف النزاع، حشدت الثقة والمصداقية لتلعب دور جسر التواصل بين المتخاصمين.