الأردن يكافح لاحتواء التهريب من سوريا عبر أراضيه

التعامل بكل قوة وحزم مع أي عملية تسلل
أعلن الجيش الأردني الجمعة عن إحباط محاولة تسلل وتهريب أسلحة وذخيرة من سوريا إلى أراضي المملكة، فيما يتهم المسؤولون الأردنيون صراحة جهات نظامية سورية بالتعاون مع المهربين.
وذكر الجيش في بيان له أن المنطقة العسكرية الشمالية وبالتنسيق مع مديرية الأمن العسكري، أحبطت فجر الجمعة محاولة تسلّل وتهريب على إحدى واجهاتها.
وأشار إلى أنه “تم تطبيق قواعد الاشتباك، ما أدّى إلى ضبط المتسلل وبحوزته كمية من الأسلحة والذخيرة”.
وقال الجيش إنه “تم تحويل المتسلل والمضبوطات إلى الجهات المختصة”.
وأكد أن “القوات المسلحة ماضية في التعامل بكل قوة وحزم مع أي عملية تسلل أو محاولة تهريب لحماية الحدود”.
وفي السابع عشر من يناير، أعلن الأردن تغيير قواعد الاشتباك على الحدود ووسّع عملياته، إثر ارتفاع عدد عمليات التهريب والتسلل.
ونتج عن إحدى هذه المحاولات مقتل ضابط وعنصر من الجيش في مواجهة مسلحة مع مهربين.
وخلال السنوات الماضية، شهد الأردن المئات من محاولات التسلل والتهريب، أبرزها على الحدود مع سوريا (شمال)، نتيجة تردّي الأوضاع الأمنية في البلدين.
وأعرب مسؤولون أردنيون عن قلقهم المتزايد من تصاعد محاولات تهريب المخدرات من سوريا، بما في ذلك كميات كبيرة عثر عليها مخبأة في شاحنات سورية تمر من خلال معبرها الحدودي الرئيسي إلى منطقة الخليج.
ويقول المسؤولون إن “حزب الله اللبناني وفصائل مسلحة لها نفوذ في جنوب سوريا يقفان وراء تجارة المخدرات عبر الحدود”.
وضبطت القوات المسلحة الأردنية نحو 1.4 مليون حبة كبتاغون في 2020، وأحبطت تهريب أكثر من 15 مليون حبة كبتاغون عام 2021، كما أحبطت نحو 5.5 مليون حبة من المخدر نفسه في الأسبوعين الأولين فقط من عام 2022.
ويعد حزب الله المتهم الأول في التهريب إلى الأردن، حيث يعتبر المملكة طريقاً رئيسيا لمرور المخدرات إلى دول الخليج خاصة باتجاه المملكة العربية السعودية.
ويقول أستاذ العلوم السياسية عامر ملحم إن “عملية تهريب المخدرات التي يقف خلفها حزب الله اللبناني من سوريا ليست جديدة، والأردن يعي تماماً من يقف خلفها”.
ويرى ملحم أن الأردن أمامه حل آخر إلى جانب الخيار العسكري لحماية الحدود، وهو إجراء اتصالات مع الجانب السوري لإيجاد حلول لهذه المشكلة خاصة وأن علاقاته مع دمشق شهدت تحسناً جيداً في الفترة الأخيرة.
لكن محللين يعتقدون أن الحديث إلى الجانب السوري لن يفيد عمّان بشيء بسبب انشغال دمشق بأمور أخرى وتحكم حزب الله والميليشيات الإيرانية في جزء كبير من الأماكن هناك.
ويشير هؤلاء إلى أن الحل قد يكون في قرار دولي يردع حزب الله اللبناني في ظل وجود أرضية جاهزة لذلك نظراً إلى الأزمات التي يتسبب فيها الحزب سواء في داخل لبنان أو خارجه.