عضو بـ«الرئاسي» يعتبر الحادث «جريمة» بحق المواطنين

جرحى «شاحنة الوقود المنفجرة» في جنوب ليبيا للعلاج بمصر

القاهرة

أعلن «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، عن تنسيق مباشر مع مصر، لنقل المصابين من الحالات الحرجة جراء انفجار شاحنة نقل الوقود في بلدية «بنت بية» بجنوب البلاد، لتلقي العلاج.

وقال اللواء خالد المحجوب، مسؤول التوجيه المعنوي بالجيش، إنه تم مساء أمس (الثلاثاء) وفقا لتعليمات حفتر، وحسب التنسيق مع القيادة المصرية، نقل الجرحى من أبناء الجنوب على طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية المصرية، لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة.

يأتي ذلك فيما أبلغ المجلس البلدي ببنت بية، وسائل إعلام محلية محلية بوجود استياء واحتقان لدى سكان البلدية بسبب الإجراءات المتخذة ومنع أهالي المصابين من مرافقة أبنائهم المتجهين إلى مصر عبر طيران عسكري.

بدوره، تعهد عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة بالعاصمة طرابلس، لدى تفقده مساء أمس، (الثلاثاء) المصابين، بتقديم وزارة الصحة بحكومته الرعاية الصحية اللازمة، والتنسيق لنقل الحالات الحرجة إلى العلاج في الخارج، وإيفادهم إلى تونس وإسبانيا وإيطاليا.


وقالت حكومة الدبيبة، إنه أكد تولي وزارة الصحة متابعة أوضاعهم وإيفاد من تتطلب حالتهم العلاج بالخارج، كما أصدر تعليماته بضرورة الاهتمام بالمرافقين وتوفير السكن المناسب لهم تقديرا لظروفهم.

وأظهرت لقطات فيديو مصورة الدبيبة، وهو يتهم في معرض رده على مواطنين، سكان المنطقة الجنوبية بالقيام بعمليات تهريب وبيع «الوقود»، وقال منفعلا: «الوقود لا يهرب فيه من يأتوا من الخارج، من يهربه ويبيعه هو أبناء الجنوب، ليسوا مصريين ولا تشاديين».

وأغلق عدد من أهالي البلدية الذين تجمعوا مساء أمس الثلاثاء، بموقع الحادث، الطريق أمام الشاحنات المتجهة نحو الحقول النفطية، حتى يتم حل جميع الأزمات التي يعانون منها وللمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية.

كما أعلن بيان أصدره عمداء عدة بلديات بالجنوب، بلدية بنت بية منطقة منكوبة، وحملوا حكومة الدبيبة، المسؤولية كاملة بسبب تردي الأوضاع المعيشية في المنطقة.

في السياق ذاته، شكل فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية المدعومة من مجلس النواب، لجنة برئاسة نائبه سالم الزادمة، ‏للتقصي والتحقيق في أزمة الوقود بالمنطقة الجنوبية، واتخاذ الإجراءات العاجلة لحلها، ووضع الحلول المناسبة لضمان وصوله للمواطنين بالأسعار الرسمية للدولة.

وكشف تقرير جهاز المباحث الجنائية أن السبب الرئيسي للحريق هو استخدام المواطنين لمضخة كهربائية لتفريغ الوقود بطريقة لا تتوافر فيها أدنى شروط السلامة، وأوضح أن من تجمعوا لتعبئة براميل الوقود من الصهريج المتعطل على ناصية الطريق، استعانوا ببطارية سيارة لتشغيل المضخة بديلاً عن الكهرباء لعدم توفرها في تلك المنطقة شبه النائية.

وقال إن 9 مواطنين لقوا حتفهم نتيجة الانفجار فيما تعرض 70 غيرهم للإصابة بحروق جسيمة متفاوتة واحتراق عدد 11 سيارة.

واعتبر موسى الكوني عضو المجلس الرئاسي الحادثة التي وصفها بالفاجعة الوطنية والإنسانية، جريمة بحق الجنوب يجب التحري عن أسبابها، وقال خلال زيارته لمستشفى الحروق إنه يتابع ملف علاج المصابين، مع الجهات المحلية والدولية ذات العلاقة، والعمل على نقل الحالات الحرجة للعلاج في مراكز متخصصة بالخارج، بما في ذلك إيطاليا التي تعهد سفيرها بنقل 15 مصابا للعلاج في مراكز متخصصة هناك.

في شأن مختلف، قال الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الدبيبة، إنه اطلع لدى زيارته مساء أمس (الثلاثاء) مقر القوات الخاصة الصاعقة بطرابلس، على آخر المستجدات، ونظر في بعض المشاكل والعراقيل التي تواجه عمل القوات.

كما بحث الحداد مع وكيل وزارة الداخلية للشؤون العامة بحكومة الدبيبة الإجراءات والتدابير اللازمة لتنظيم العمل الأمني وتأمين مطار طرابلس الدولي، وقال إنه تم التأكيد على أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن وحماية الوطن والمواطن.

من جهتها، وللمرة الثانية على التوالي، أجلت محكمة استئناف جنوب طرابلس، النطق في القضية المرفوعة من مصطفى صنع الله ضد قرار الدبيبة، بإقالته من منصبه كرئيس للمؤسسة الوطنية للنفط إلى 17 من الشهر الجاري.

من جهة أخرى، أعلن عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، أن اجتماعه مساء أول من أمس، مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بحضور رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، وعضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، أكد على وحدة ليبيا ودعم إرساء الاستقرار والسلام والتعجيل في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال.

وشدد صالح في بيان وزعه الناطق باسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، على أهمية الدور التركي في دعم إحلال السلام والأمن والاستقرار في ليبيا، كما أشار لدى لقائه مع شنطوب إلى ما وصفه بالروابط التاريخية بين الشعبين الليبي والتركي، مؤكداً أن أولوية حكومة باشاغا، هي ضمان إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد.

ونقل صالح، عن شنطوب، قوله إن الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية يستحوذ على أهمية بالغة بالنسبة لتركيا.

بينما قال اللافي، إن وجهات النظر اتفقت على الحفاظ على وحدة ليبيا، والإسراع في إجراء الانتخابات من خلال التشريعات اللازمة، عبر حكومة واحدة قوية، والتأكيد على استبعاد الحل العسكري.