وسط إدانات عربية
تركيا تخترق المجال الجوي العراقي بزعم ملاحقة إرهابيين
تعرضت أنقرة لإدانات عراقية وعربية بسبب انتهاكها للأجواء العراقية، ضمن العملية العسكرية التي أطلقت عليها وزارة الدفاع التركية «مخلب النسر»، زاعمة أن طائراتها «تدمّر جحور الإرهابيين فوق رؤوسهم»، في إشارة لحزب العمال الكردستاني المصنف في تركيا كمنظمة إرهابية، وادعت قتل عدد من عناصره خلال الغارات حسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية، كما قالت وزارة الدفاع التركية إنها دمرت 81 هدفًا للحزب؛ ما أسفر عن خسائر كبيرة في صفوفه، وأن أهداف الغارات شملت كهوفًا ومخابئ وتحصينات لمقاتلي العمال الكردستاني.
وأكدت الدفاع التركية استمرار عملياتها ضد حزب العمال حتى «تحييد آخر إرهابي»، على حد قولها، فيما أكد السفير التركي لدى بغداد، فاتح يلدز، الإثنين 16 يونيو 2020، أن المنظمة عدو مشترك لتركيا والعراق «يجب سحق رأسه».
لكن وزارة الخارجية العراقية استدعت فاتح يلدز، وسلمته مذكرة احتجاج على العملية التي استهدفت شمالي العراق، كما استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، العملية التركية، مبينًا أن التدخل العسكري التركي اعتداء على سيادة العراق، ويجري بدون تنسيق مع الحكومة في بغداد، بما يعكس استهانة أنقرة بالقانون الدولي، وبعلاقاتها مع جيرانها العرب.
واستنكرت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في وقت سابق الإثنين، اختراق طائرات تركية أجواء البلاد واستهدافها مخيمًا للاجئين قرب سنجار شمالي البلاد، وأشارت إلى أن اختراق طائرات تركية لأجوائنا انتهاك صارخ لسيادة العراق، ودعت إلى إيقاف هذه الانتهاكات؛ احترامًا للمصالح المشتركة، وأن العراق مستعد تمامًا للتعاون، وضبط الأوضاع الأمنية على الحدود.
شكوى للأمم المتحدة
وكشفت لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب العراقي، الثلاثاء، عن توجه لتقديم شكوى لدى الأمم المتحدة؛ احتجاجًا على القصف التركي ضد الأراضي العراقية.
وأدى القصف بحسب البيانات الإعلامية المحلية إلى نزوح نحو 2500 شخص في محافظة نينوى، وشمل أيضا القرى المحيطة بجبل غارا في ديرلوك وفي العمادية، ومنطقة دينارتا التابعة لقضاء عقرة.
وبالتزامن مع القصف التركي شنت القوات الإيرانية قصفا على إقليم كردستان أيضا موقعة خسائر في تلك المنطقة، جراء الهجوم الذي بدأ أنه جاء بالتنسيق مع أنقرة، إذ إنه جاء بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لتركيا للتباحث حول ترتيبات إقليمية في المنطقة.
ويعزز توقيت العملية مع بداية الصيف وانكشاف الغطاء النباتي الكثيف في المناطق الجبلية الحدودية إمكانية التوغل البري التركي بالتزامن مع العملية الجوية، إذ ذكرت تقارير إخبارية كردية أن الجيش التركي جلب تعزيزات إلى مشارف منطقة برادوست، على مفترق الطرق بالمثلث الحدودي العراقي التركي الإيراني.
مشكلة لحكومة بغداد
ويستضيف العراق عددا من القواعد العسكرية التركية أشهرها قاعدة بعشيقة في إقليم كردستان، ومثلت هذه القضية مشكلة لحكومة بغداد خلال السنوات الماضية، لكن مطالبهم كانت ترفض دائمًا من جانب أردوغان بحجة وجود مجموعات إرهابية تابعة لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل العراقية تهدد الأمن القومي التركي.
لكن البرلمان العراقي أصدر في 5 يناير 2020، قانون إخراج القوات الأجنبية من العراق، بما فيها القوات التركية أيضًا وليس الأمريكية فقط.