ألمانيا تنضم إلى قائمة الدول غير المرغوب فيها في مالي

تعقيدات تواجه الجنود الألمان للقيام بواجباتهم باتت أكثر صعوبة

برلين

أدت القيود الجديدة التي فرضتها الحكومة في مالي إلى جعل ظروف عمل الجنود الألمان في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا أكثر صعوبة، لتنضم برلين بذلك إلى فرنسا على قائمة الدول غير المرغوب في تواجدها على أراضي باماكو.

وأعلنت قيادة عمليات الجيش الألماني في جلسة لممثلي لجنة شؤون الدفاع في البرلمان الألماني الأربعاء، أن السلطات المالية سحبت تصريح التحليق لطائرات النقل العسكرية من طراز "أي 400 أم".

وأوضحت القيادة أن من دون تصريح التحليق، لا يمكن ضمان سلسلة إنقاذ كاملة للقوات الألمانية المشاركة في مهمة "مينوسما" الأممية، مضيفة أن سبب سحب التصريح لم يتضح بعد.

وبحسب البيانات، يتأثر الجيش الألماني أيضا بتعليمات الحكومة المالية بعدم السماح للجنود الأجانب بالبقاء في جزء من المطار بالعاصمة باماكو، حيث توجد أيضا قاعدة للأمم المتحدة.

وأوضحت قيادة عمليات الجيش أنه يتعين لذلك على جميع الجنود، بمن فيهم 60 جنديا من الجيش الألماني، مغادرة القاعدة اللوجستية التابعة لشركة “خدمات الطيران الساحلية” في غضون 72 ساعة.

وقال ألكسندر مولر، خبير الشؤون الدفاعية في الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، "بعد أن دفعت حكومة الانقلاب في مالي بالفعل الفرنسيين إلى الخروج من البلاد، فإن عدد المضايقات ضدنا يتزايد بشكل كبير". وأضاف مولر أن "من السذاجة الاعتقاد بأننا نتعامل هنا مع مصادفات أو سوء تفاهم".

وتابع "إذا تغيرت الأجواء في المنطقة ورأى السكان أننا محتلون أجانب بدلا من 'أصدقاء ومساعدين'، فإن الخطر على جنودنا سيزداد باطراد". وشهدت مالي، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 20 مليون نسمة، انقلابا عسكريا ثلاث مرات منذ عام 2012، وتعتبر غير مستقرة سياسيا للغاية.

ومنذ الانقلاب الأخير في مايو 2021، قادت البلاد حكومة انتقالية عسكرية على علاقات وثيقة مع روسيا. وقال مولر إن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام "مينوسما" إذا تم سحبها من مالي، فإن منطقة الساحل ستصبح أكثر اضطرابا، مضيفا أن ذلك سينذر أيضا بمعاناة جديدة وبؤس وتدفقات لاجئين إلى أوروبا.

وأضاف "المرتزقة الروس الذين يعتمد عليهم الماليون الآن لديهم مصالح أخرى غير السلام والاستقرار والرعاية الطبية والإنسانية، ومن ناحية أخرى، فإن سلامة جنودنا تأتي دائما في المقام الأول"، مؤكدا ضرورة اتخاذ القرارات الصحيحة الآن في ظل هذه الأجواء.

وطالبت حكومة مالي في وقت سابق الأمم المتحدة بتوضيح العلاقة بين الحكومة الألمانية والجنود الإيفواريين الـ49، الذين تم إلقاء القبض عليهم في باماكو عاصمة مالي في وقت سابق من الشهر الماضي.

وكانت الحكومة العسكرية في مالي قد اعتقلت الجنود الإيفواريين في العاشر من الشهر الماضي عندما هبطوا في باماكو، واتهمتهم السلطات المالية بدخول البلاد بطريقة غير مشروعة وبزعزعة استقرار الحكومة المالية وبالعمل كمرتزقة.