نقل جرحى انفجار شاحنة الوقود للعلاج في مصر

بلديات جنوب ليبيا تعلن «بنت بية» منطقة منكوبة

أحد جرحى حادث انفجار شاحنة الوقود أثناء نقله للعلاج في مصر

وكالات

أعلن «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، عن تنسيق مباشر مع مصر لنقل المصابين من الحالات الحرجة جراء انفجار شاحنة نقل الوقود في بلدية «بنت بية»، الواقعة جنوب ليبيا، لتلقي العلاج.

وفي غضون ذلك، أغلق عدد من أهالي البلدية، الذين تجمعوا مساء أول من أمس بموقع الحادث، الطريق أمام الشاحنات المتجهة نحو الحقول النفطية، حتى يتم حل جميع الأزمات التي تعاني منها، وللمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية.

فيما أعلن بيان أصدره عمداء عدة بلديات بالجنوب، بلدية بنت بية منطقة منكوبة، وحمّلوا حكومة عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، المسؤولية كاملة بسبب تردي الأوضاع المعيشية في المنطقة.

وأظهرت لقطات فيديو مصورة الدبيبة، وهو يتهم في معرض رده على مواطنين، سكان المنطقة الجنوبية بالقيام بعمليات تهريب وبيع «الوقود»، وقال منفعلاً: «الوقود لا يهربه القادمون من الخارج، بل يهربه ويبيعه أبناء الجنوب».

كما تعهد الدبيبة لدى تفقده المصابين بتقديم وزارة الصحة بحكومته الرعاية الصحية اللازمة، والتنسيق لنقل الحالات الحرجة إلى العلاج في الخارج، وإيفادهم إلى تونس وإسبانيا وإيطاليا.

فيما قالت حكومة الدبيبة إنه أكد تولي وزارة الصحة متابعة أوضاعهم، وإيفاد من تتطلب حالتهم العلاج بالخارج، كما أصدر تعليماته بضرورة الاهتمام بالمرافقين، وتوفير السكن المناسب لهم تقديراً لظروفهم.

من جهته، قال اللواء خالد المحجوب، مسؤول التوجيه المعنوي بالجيش، إنه تم مساء أول من أمس، وفقاً لتعليمات حفتر، وحسب التنسيق مع القيادة المصرية، نقل الجرحى من أبناء الجنوب على طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية المصرية لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة.

لكن المجلس البلدي ببنت بية أبلغ وسائل إعلام محلية بوجود استياء واحتقان لدى سكان البلدية، بسبب منع أهالي المصابين من مرافقة أبنائهم المتجهين إلى مصر عبر طيران عسكري.

في السياق ذاته، شكّل فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية المدعومة من مجلس النواب، لجنة برئاسة نائبه سالم الزادمة، ‏للتقصي والتحقيق في أزمة الوقود بالمنطقة الجنوبية، واتخاذ الإجراءات العاجلة لحلها، ووضع الحلول المناسبة لضمان وصوله للمواطنين بالأسعار الرسمية للدولة.

على صعيد متصل، كشف تقرير جهاز المباحث الجنائية أن السبب الرئيسي للحريق هو استخدام المواطنين مضخة كهربائية لتفريغ الوقود، بطريقة لا تتوفر فيها أدنى شروط السلامة، وأوضح أن من تجمعوا لتعبئة براميل الوقود من الصهريج المتعطل على ناصية الطريق استعانوا ببطارية سيارة لتشغيل المضخة، بدلاً من الكهرباء، وذلك بسبب عدم توفرها في تلك المنطقة شبه النائية.

وقال إن تسعة مواطنين لقوا حتفهم نتيجة الانفجار، فيما تعرض 70 آخرين إلى الإصابة بحروق جسيمة متفاوتة، واحتراق 11 سيارة.

واعتبر موسى الكوني، عضو المجلس الرئاسي، الحادثة التي وصفها بالفاجعة الوطنية والإنسانية، «جريمة بحق الجنوب يجب التحري عن أسبابها»، وقال خلال زيارته لمستشفى الحروق إنه يتابع ملف علاج المصابين مع الجهات المحلية والدولية ذات العلاقة، والعمل على نقل الحالات الحرجة للعلاج في مراكز متخصصة بالخارج، بما في ذلك إيطاليا، التي تعهد سفيرها بنقل 15 مصاباً للعلاج في مراكز متخصصة هناك.