خطة إيرانية في الضفة وراء التصعيد على غزة

الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية(أرشيف)

غزة

عادت إسرائيل من جديد بعد انتهاء عمليتها العسكرية في غزة للتركيز على منطقة الضفة الغربية وتتبع نشطاء حركة "الجهاد الإسلامي"، حيث تواصل اعتقال العشرات منهم بعد اعتقال القيادي بسام السعدي الذي تسبب في التصعيد في القطاع.

يقول مركز القدس لشؤون العامة في إسرائيل إن بسام السعدي هو أكبر شخصية في تنظيم الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية، موضحاً أنه يحمل معلومات أمنية مهمة للغاية ستساعد جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" في الكشف عن البنية التحتية السرية للتنظيم في جميع أنحاء الضفة الغربية وعلاقتها بقطاع غزة، والقيادة في الخارج، وطرق التواصل والتمويل العمليات التي يتم تنفيذها ضد إسرائيل.

وتحت عنوان "بأوامر من إيران.. الجهاد أراد إقامة قاعدة أمامية شمال الضفة"، إنه بعد اعتقال بسام السعدي، هناك تقدم في تحقيق الشاباك، فضلاً عن اعتقال نشطاء الجهاد الإسلامي في جميع أنحاء الضفة الغربية، لافتاً إلى أنه تم اعتقال حوالي 40 من عناصر التنظيم حتى الآن وبينهم عدد من كبار المسؤولين في منطقة جنين من بينهم بسام دياب من كفر راعي وناصر العمور من كفر عنزا.

وأشار إلى أنه في 9 أغسطس (آب) الجاري، قامت قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي باغتيال إبراهيم النابلسي القائد في كتائب شهداء الأقصى، بجانب ناشط آخر، حيث كانا مسؤولين عن عدد من الهجمات الأخيرة في إسرائيل، ولفت المركز الإسرائيلي إلى أنه على "تل أبيب" أن تستغل نجاحها في عملية "الفجر الصادق" لاقتلاع البنية التحتية لتنظيم الجهاد الإسلامي من جذوره في الضفة الغربية وخصوصاً في المنطقة الشمالية منها.

قاعدة بالضفة تحت سيطرة إيران
يقول المركز إن حركة "الجهاد الإسلامي" عملت خلال العام الماضي بتوجيه من إيران لإنشاء منطقة مستقلة في شمال الضفة الغربية لن تكون خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أنها نوع من القواعد الأمامية لإيران.

ونقل عن مصادر أمنية أن القيادي بسام السعدي قاد هذه الخطوة باستخدام أموال حصل عليها من قطاع غزة لشراء أسلحة وتمويل عمليات هجومية، مضيفاً أن مدينة جنين يتواجد فيها ومخيمها والقرى المجاورة مئات العناصر المسلحة وآلاف الأسلحة وكميات كبيرة من الذخيرة.

ويرى المركز أن الجهاد الإسلامي استطاعت إخراج السلطة الفلسطينية بشكل كامل من منطقة جنين وأنشأت كياناً جديداً أُطلق عليه "كتيبة جنين" والذي يضم مسلحين من تنظيمات أخرى مثل كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح بالإضافة إلى مسلحين من حماس.

وأشار إلى أن هذه المجموعة بدأت في الانتشار باتجاه منطقتي نابلس وطولكرم، بالإضافة إلى أنها شنت عمليات إطلاق نار ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين، مضيفة أنه ليس من قبيل الصدفة أن قيادة الجهاد الإسلامي اتخذت قرارها بالتصعيد مع إسرائيل بعد اعتقال بسام السعدي، حيث فوجئت إسرائيل بهذا الرد لأنها لا تزال غير مدركة بشكل كاف للدور الكبير الذي تشمله خطط الجهاد الإسلامي وإيران.

بسام السعدي
قال المركز إن بسام السعدي شخصية صاحبة كاريزما ومحورية للغاية في التسلسل الهرمي للتنظيم، وهو من المخضرمين وكان من بين الـ400 الذين تم ترحيلهم من حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في لبنان، ويعرف شخصاً قيادة التنظيم بالكامل في غزة وفي الخارج أيضاً، كما أنه سُجن لدى إسرائيل لمدة 15 عاماً وعمل بهدوء "تحت الرادار" من منزله في مخيم جنين للاجئين.

فرصة للشاباك
لفت المركز إلى أن وقف إطلاق النار مع الجهاد الإسلامي يمنح جهاز الأمن العام الإسرائيلي فرصة مرة أخرى للتركيز على ما يحدث في شمال الضفة الغربية، وجمع المعلومات الاستخباراتية اللازمة لاقتلاع البنية التحتية للجهاد الإسلامي في منطقتي جنين ونابلس، مشيراً إلى أن نجاح هذا الجهد سيسمح للسلطة الفلسطينية بتجديد حكمها في المنطقة وتعزيز الأمن.

حرب استنزاف
وبحسب ما نقله المركز عن مصادر في الجهاد الإسلامي، فإن مهمة زعيمه زياد النخالة هي بدء حرب استنزاف ضد إسرائيل في أراضي الضفة الغربية وضد الجيش الإسرائيلي وضد المستوطنين، لافتاً إلى أنه موجود حاليا في طهران مع أكرم العجوري قائد أركان سرايا القدس، ويجري مباحثات مع قيادة "الحرس الثوري" حول كيفية تعزيز "الجهاد الإسلامي" في قطاع والضفة الغربية.