التحالف الشيطاني..

قطر تقف وراء تفاقم مشكلات الصومال

مدير المخابرات الصومالية السابق: التحالف الشيطاني بين الرئيس محمد عبدالله فرماجو والدوحة دمّر البلاد.

وكالات

حمّل المدير السابق لوكالة الاستخبارات والأمن الوطني في الصومال عبدالله علي المسؤولية كاملة إلى قطر لما آلت إليه الأوضاع في الصومال وما تعانيه مقديشو من مشكلات أمنية واقتصادية، متهما الدوحة بممارسة "تأثير خبيث" على بلاده إلى درجة تقويض مستقبلها والتنكر لوعود مساعدتها.

وقال عبدالله علي، إن المشكلات التي تعانيها بلاده حاليا سببها تحالف الرئيس محمد عبدالله فرماجو مع قطر، وهي علاقة استفادت منها الدوحة بشكل كبير لتنفيذ سياساتها الخبيثة في المنطقة.

ويعتمد التوسع القطري في الصومال في المقام الأول على تغذية التوترات الدينية والقبلية والدعم المالي للمجموعات المتشددة بشكل تسعى من خلاله إلى التأثير في اللعبة السياسية في هذا البلد الذي يعاني من الحرب والفقر منذ عقود.

وأضاف علي، الذي شغل أيضا منصب السفير الصومالي في تركيا وبريطانيا، في مقال نشره بموقع "ذا ناشونال إنترست"، أن الصوماليين، سواء في الداخل أو الخارج، تفاءلوا عندما انتخب فرماجو رئيسا للصومال في فبراير 2017.

ورأى الدبلوماسي السابق أن الصومال باتت في حال أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل تولي فرماجو الرئاسة، فـ"الأمن في حال تنذر بوقوع كارثة، والاقتصاد انهار. الولايات مهمشة، والسياسة الخارجية من دون تركيز. علاوة على ذلك، أصيبت المؤسسات الوطنية بالشلل بينما يجتاح فيروس كورونا الشعب ببطء".

ولم يكن من المفترض أن تسوء الأمر لهذه الدرجة في الصومال، بحسب علي، الذي أكد أن مشكلات مقديشو تنبع إلى حد كبير من "التحالف الشيطاني" الذي شكله فرماجو مع قطر، والتأثير الخبيث الذي تمارسه الدولة الخليجية في جلّ جوانب السياسة والدبلوماسية الصومالية.

وأضاف "يتحدث الصوماليون الآن عن المدى الذي تشكله رغبة قطر في شن حرب بالوكالة ضد قوى إقليمية أخرى، (وتأثير ذلك) على السياسة الخارجية للصومال (...)".

 

وقال "بناء على طلب قطر، خفض فرماجو علاقات البلاد العميقة والإستراتيجية والتاريخية مع دول الخليج الأخرى ومصر. هذه الخطوة جعلت الصومال أكثر اعتمادًا على قطر التي، على نحو مثير للسخرية، فشلت في تحقيق المشروعات التي وعدت بها الصومال".

وأشار مدير المخابرات الصومالية السابق إلى أن "الكارثة الأكبر بالنسبة للشعب الصومالي هي كيف أثر النفوذ القطري واعتماد فرماجو المفرط على الدوحة، على تقويض سنوات من التقدم الأمني".

وبناء على اقتراح قطر "قام فرماجو بتعيين رجله الخبيث فهد ياسين لرئاسة وكالة الاستخبارات والأمن الوطني الصومالية (نيسا)، رغم أن ياسين، صحافي الجزيرة السابق، ليس لديه خلفية أمنية أو استخباراتية".

و"قام هذا الرجل بتفكيك الركائز الأساسية للوكالة، واستبدل على نحو منهجي ومنسق بالعملاء المحترفين وذوي الخبرة هواة متملقين، وخدم على نحو فعال كمركز لتبادل المعلومات لعمليات الاستخبارات القطرية في القرن الإفريقي"، بحسب الدبلوماسي الصومال السابق.

وتعتقد الدوحة أن تقوية علاقاتها مع إرهابيي الصومال ودعمهم بالمال والسلاح، يضمنان لها استمرار تأثيرهم في منطقة القرن الأفريقي، وبالتالي وقف الجهود الرامية للاستقرار، فضلا عن استخدام العناصر المسلحة في حماية تجارتها التي تمر عبر خليج عدن والبحر الأحمر من هجمات القراصنة.

ترفض قطر أن يشكل أي حضور عربي آخر دورا في فرض الأمن في الصومال، لأن ذلك يقف حائلا أمام محاولتها احتكار السيطرة على المناطق الاقتصادية، مثل الموانئ ومواقع الثروات النفطية، باعتبار أن استمرار الانفلات ووقوع حوادث إرهابية في محافظات ترفض الوجود القطري يغذي وجودها كدولة تدّعي مساندة الحكومة وانتشالها من أزماتها الأمنية والاقتصادية.