الاشتباكات صارت شأنا معتادا في العاصمة الليبية

اندلاع اشتباكات في طرابلس بين قوات تابعة للجيش والمجلس الرئاسي

طرابلس

أصيب عدد من المدنيين خلال اشتباكات عنيفة اندلعت بين مجموعتين مسلحتين ليلًا وما زالت مستمرة السبت في العاصمة الليبية طرابلس التي تشهد أزمة سياسية خطيرة تثير مخاوف من اندلاع نزاع جديد.
ونشب القتال بأسلحة ثقيلة وخفيفة ليل الجمعة السبت في عدد من أحياء العاصمة الواقعة في غرب ليبيا على خلفية فوضى سياسية مع حكومتين متنافستين.
 وذكرت مصادر امنية ان الاشتباكات جرت في عدة مناطق بالعاصمة بين مجموعة من "اللواء 777" التابع لرئاسة أركان الجيش، وأخرى تابعة لجهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي.
وسُمعت رشقات نارية ودوي انفجارات في طرابلس (غرب) طوال ليل الجمعة السبت.
وقال الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي لقناة "ليبيا الأحرار" صباح السبت إن المعارك مستمرة، لذلك "نواجه صعوبة في التحرك في أكثر من منطقة" على حد تعبيره.
واضاف أن "هناك إصابات في صفوف المدنيين جراء الاشتباكات" من دون أن يذكر عددا.
وتحدثت وسائل الإعلام المحلية عن مقتل مدنيين أيضا لكن لم تنشر أي حصيلة رسمية على الفور.
وخلفت الاشتباكات أضرارا جسيمة في قلب العاصمة، كما أظهرت صور عديدة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لسيارات متفحمة ومبان تحمل آثار الرصاص.
في غرب البلاد تدعم مجموعات مسلحة رئيس الحكومة المتمركزة في طرابلس عبدالحميد الدبيبة بينما تساند مجموعات أخرى رئيس الحكومة المنافسة فتحي باشاغا الموجود في سرت (وسط) ويعتبر السلطة التنفيذية في العاصمة "غير شرعية".
وحاول باشاغا دخول طرابلس في مايو/أيار، مما أدى إلى تبادل لإطلاق نار استمر لساعات أجبره على المغادرة. وأشار في الآونة الأخيرة إلى أنه قد يحاول دخول العاصمة مرة أخرى.
ومنذ تعيينه في شباط/فبراير من قبل البرلمان المتمركز في الشرق يحاول باشاغا من دون جدوى دخول طرابلس لتأسيس سلطته هناك. وقد هدد مؤخرًا باستخدام القوة لتحقيق ذلك.
ولم يعرف ما إذا كانت هذه المعارك الجديدة جزءًا من محاولة وزير الداخلية السابق للاستيلاء على السلطة في طرابلس.
ويحظى باشاغا بدعم المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الذي حاولت قواته احتلال العاصمة في 2019.
من جانبه، أكد دبيبة أنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة.
وتصاعد التوتر بين الفصائل المسلحة الموالية للقادة المتنافسين في الأشهر الأخيرة في طرابلس.
وفي 22 تموز/تموز، أودت المعارك بحياة 16 شخصا وتسببت في جرح نحو خمسين آخرين.
وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إنها "قلقة جدا" من "التعبئة العسكرية" ودعت إلى "وقف فوري للتصعيد".