من أجل النفط

إرهابيو الصومال يضربون قاعدة ترسكوم التركية

وكالات

للمرة الأولى من نوعها حدث خلاف كبير بين الجماعات الإرهابية في الصومال والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الداعم الأول للإرهاب.

وشهدت القاعدة العسكرية التركية في الصومال ترسكوم في العاصمة مقديشو، تفجيرًا انتحاريًّا يوم الثلاثاء 23 يونيو 2020، اسفر عن مقتل ثلاثة.

بحسب ما جاء في وكالة أنباء إيطاليا « نوفا».

 

الإرهاب وصراع النفط

وأفاد موقع «ستي نيوز» الكندي، أن هذا الهجوم هو الأول من نوعه ضد الأتراك في الصومال، وأنه جاء بسبب خلافات نفطية بين الأتراك و الإرهابيين في الصومال، خاصة أن الطرفين يبحثان عن النفط في بلاد بنط.

وبالاتفاق مع حديث ستي ينوز، أعلن تنظيم القاعدة في الصومال تبنيه هذه العملية عبر ما تُسمى بـ « قناة الفرقان» التابعة له.

وتنظيم القاعدة بحسب موقع الصومال الجديد، اتجه خلال السنوات الماضية للتنقيب عن النفط في قرى الصومال المختلفة، ولكن استطاعت تركيا عبر الشركات الخاصة بها في الصومال والاتفاقيات التي أبرمتها مع الحكومة الصومالية أن تنقب بشكل أسرع وأدق عن البترول الصومالي، ما أثار غضب تلك الجماعات ودب الخلاف بينهما.

وكانت صحيفة «لكسبريس» الفرنسية أعلنت في مايو 2020 أن أردوغان يسعى لنهب ثروات الصومال من النفط والمواد الهيدروكربونية.

وأكدت الصحيفة، في تقرير لها أن تركيا تزعم أنها شريك إستراتيجي لمقديشو، لكن في الحقيقة أن حقول النفط هي الدافع الرئيسي لتقارب أردوغان مع نظام عبدالله فرماجو.

 

2011 .. بداية الوجود التركي

ووفقًا لدراسة أجراها موقع « الصومال الجديد»، فإن الوجود التركي في الصومال يعود إلى عام2011 أثناء المجاعة التي ضربت البلاد نتيجة موجات الجفاف المتكررة، حيث زار وفد تركي برئاسة رئيس الوزراء آنذاك، رجب طيب أردوغان، العاصمة الصومالية مقديشو، وكان الهدف من ورائها تحسين صورة الأتراك في أذهان الصوماليين، وسبق هذه الزيارة تنظيم برنامج تقديم منح دراسية لـ 1200 طالب صومالي في الجامعات والمعاهد التركية، يدرسون فيها في مختلف فروع المعرفة من الطب والهندسة والحقوق وغيرها بكلفة تبلغ نحو 70مليون دولار، كما تم تجهيز 414 مليون دولار من القطاعين العام والخاص كمساهمة في برامج إغاثية وتنموية عدة في الصومال.

وأشار الموقع الصومالي، إلى أن الهدف وراء هذا التقارب هو البحث عن النفط الصومالي للحصول عليه لدعم الاقتصاد التركي، فوجود تركيا في الصومال غرضة السرقة والنهب.

 

الأهمية الصومالية للأتراك

من جانبه زعم موقع وزارة الخارجية التركية أن علاقات تركيا مع الصومال ضاربة في القدم، وتعود إلى حقبة الدولة العثمانية، في إشارة من ذلك الموقع توحي بطموح أردوغان لاستعادة الدولة العثمانية البائدة من جديد، فحلم الخلافة يسيطر على أردوغان.

وتوجد في «مقديشو» أكبر قاعدة لتركيا خارج أراضيها، وعلى الرغم من أن الهدف المعلن من القاعدة هو المساعدة في تدريب القوات الصومالية، فإن وسائل إعلام تركية أقرت بنفسها بأن موقع القاعدة يعطي أنقرة أهمية إستراتيجية في القرن الأفريقي، مشيرة إلى أن القاعدة يمكن أن تكون مدخلًا لتسويق السلاح التركي.