حوالى 24 مليون شخص ريما أصيبوا في الواقع بكورونا في الولايات المتحدة..
الولايات المتحدة تغرق في موجة ثانية من الوباء، وأوروبا تقاوم
بعد شهرين من بدء انتشار الوباء، ارتفع عدد الاصابات الجديدة بين الأميركيين ينحو 40 الفا الخميس وهي أكبر زيادة في يوم واحد للوباء، والصحة العالمية من أن العديد من الدول الأوروبية تواجه أيضا ارتفاعا خطيرا في الحالات.

واجت الولايات المتحدة الخميس تزايدا قياسيا في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في عدد من الولايات بينها تكساس، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن العديد من الدول الأوروبية تواجه أيضا ارتفاعا خطيرا في الحالات.
وواصل وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة أكثر من 480 ألف شخص في العالم، الانتشار في أميركا اللاتينية.ه
وسجلت البرازيل الدولة الأكثر تضررا في المنطقة حوالي 55 ألف وفاة و1,2 مليون إصابة بينما تجاوز عدد الوفيات في المكسيك الخميس ال25 ألفا وبلغ عدد الإصابات مئتي ألف.
وفي الولايات المتحدة وبعد شهرين من بدء انتشار الوباء، ارتفع عدد الاصابات الجديدة بما لا يقل عن 39818 يوم الخميس، وهي أكبر زيادة في يوم واحد للوباء.
وشهدت ولاية تكساس التي كانت في طليعة الجهود لإعادة فتح الاقتصادات المتضررة التي أغلقت في مواجهة جائحة فيروس كورونا، واحدة من أكبر القفزات في حالات الإصابة الجديدة، حيث أبلغت عن أكثر من 6000 في يوم واحد يوم الاثنين.
وقال الحاكم جريج أبوت، وهو جمهوري يقضي فترته الثانية بالمنصب، في بيان "هذا التوقف المؤقت سيساعد ولايتنا على تطويق الانتشار حتى نتمكن من دخول المرحلة التالية بفتح ولايتنا للأعمال بأمان".
وسجلت تكساس أيضا عددا قياسيا في دخول المرضى المستشفيات لمدة 13 يوما على التوالي. وأوقف أبوت إجراء العمليات الجراحية الاختيارية في مناطق هيوستون ودالاس وأوستن وسان أنطونيو لتوفير أسرة بالمستشفيات.
وتأتي الأرقام المتزايدة في تكساس في إطار عودة لتفشي المرض على الصعيد الوطني في الولايات التي تجنبت وطأة التفشي الأولي أو تحركت مبكرا لرفع القيود المفروضة على السكان والشركات.
كانت تكساس من بين الولايات الأكثر جرأة في استئناف النشاط مطلع حزيران/يونيو. وكان الحاكم الجمهوري للولاية غريغ أبوت واثقا من أن تكساس أفلتت من أسوأ وباء في الولايات المتحدة.
واضطر أبوت الخميس لوقف استئناف النشاط التدريجي في الولاية وبدأ العمل على تأمين أسرة شاغرة في المشافي مع تزايد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 والعلاج بالمستشفيات.
وقال حليف الرئيس دونالد ترامب الذي واجه انتقادات شديدة بسبب إدارته للأزمة "آخر شيء تريد الدولة القيام به هو التراجع (عن تخفيف إجراءات العزل) وإغلاق الشركات".
وأضاف أن "هذا التوقف المؤقت سيساعد ولايتنا على الحد من انتشار" فيروس كورونا المستجد.
وشهدت أيضا ولايات ألاباما وأريزونا وكاليفورنيا وفلوريدا وأيداهو ومسيسيبي وميزوري ونيفادا وأوكلاهوما وساوث كارولينا ووايومنج ارتفاعات قياسية في هذا الأسبوع.
وينسب الخبراء هذا الارتفاع الجديد في الإصابات إلى مجموعة من الإجراءات على المستوى الرسمي وتسييس الأقنعة الواقية والتباعد، وانتشار ظاهرة "التعب من الحجر الصحي" بين الأميركيين على نطاق واسع.
ويعتقد مسؤولو الصحة الأميركيون استنادا إلى دراسات حول الأجسام المضادة، أن حوالى 24 مليون شخص أصيبوا في الواقع بالفيروس في رقم أكبر بعشر مرات من العدد المسجل رسميا ويبلغ 2,4 مليون.
وهم يرون أن انتشار الوباء على الصعيد السكاني يتغير لأن الشباب يتبعون سلوكا أخطر بسبب رغبتهم في العودة إلى "الوضع الطبيعي" السابق للوباء.
"دموع الفرح"
بحثا عن الشعور بالعودة إلى الحياة الطبيعية، تحدى عشرات السياح درجات الحرارة المرتفعة في باريس وتسلقوا السلالم الحديدية لبرج إيفل أثناء إعادة فتحه للسياح، بدون المصاعد التي اعتبرت صغيرة جدا لإجراءات التباعد الاجتماعي.
وقالت تيريز (60 عاما) من مدينة بربينيان (جنوب غرب فرنسا) "أنا أبكي لكنها دموع الفرح".
من جهتها، أعلنت النروج، التي لا تزال تفرض بعض القيود الصارمة على السفر، الخميس أنها ستعمل على تخفيف الإجراءات مع دول شينغن والإتحاد الأوروبي بحلول منتصف تموز/يوليو.
وفي بريطانيا، بالغ البعض في الاستفادة من تخفيف الإجراءات إذ شهد شاطئ مدينة بورنماوث الساحلية الإنكليزية ازدحاما لآلاف جاؤوا للاستمتاع بأشعة الشمس.
ووصف المجلس المحلي للمدينة الوضع ب"الحادث الكبير" وقال إنه "صدم" بسلوك مرتادي الشواطئ.
لكن الارتياح الذي أثارته إعادة فتح مواقع سياحية وشواطئ، حد منه التحذير الجديد الذي صدر عن منظمة الصحة العالمية، من أن الوضع في أوروبا لم يتضح بعد.
وحذر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغي من أنه في 11 دولة "أدى انتقال العدوى المتسارع إلى انتشار واسع جدا من جديد وإذا لم يتم الحد منه سيدفع الأنظمة لنظم الصحية إلى حافة الهاوية مرة أخرى في أوروبا".
وفي البرتغال، أعيد فرض إجراءات حجر صحي على أجزاء من العاصمة لشبونة، كما حدث في منطقتين في غرب ألمانيا.
توازن هش
لا تزال الحكومات تكافح من أجل تحقيق توازن بين احتياجات الصحة العامة لمكافحة فيروس أصاب 9,5 ملايين شخص في العالم وتأثيره المدمر على الاقتصاد العالمي.
وكان هناك المزيد من الأخبار السيئة لشركات الطيران في العالم. فقد أعلنت الاسترالية "كوانتاس" أنها ستلغي ستة آلاف وظيفة بينما اقتربت الألمانية لوفتهانزا من الاستفادة من خطة إنقاذ الدولة التي تبلغ قيمتها عشرة مليارات دولار بعد موافقة الاتحاد الأوروبي عليها.
ووصدرت التقديرات الأخيرة لحجم الضرر الاقتصادي عن صندوق النقد الدولي الذي توقع أن يتراجع إجمالي الناتج المحلي العالمي بنسبة 4,9 بالمئة هذا العام ويمحو 12 تريليون دولار على مدى عامين.
وتكشف المشاكل التي عانت منها كوانتاس ولوفتهانزا عن معاناة قطاع الطيران، وعلى نطاق أوسع، قطاع السياحة.
وتحاول الحكومات بجد منع الشركات من الاستغناء عن موظفين، ومن بينها اسبانيا التي مددت الخميس برنامج المساعدات المخصصة للبطالة الجزئية، الممول من الدولة حتى نهاية أيلول/سبتمبر، أي بعد ثلاثة أشهر مما كان مقررا.
وأعطى الاتحاد الأوروبي دفعا لآفاق تأمين عقار رمديسيفير المضاد للفيروسات الخميس عبر توصية باستخدامه. وهو أول علاج يصدر ضوء أخضر على استخدامه في أوروبا.
ولكن إلى أن يتم العثور على لقاح أو علاج، حذر الخبراء من أن القيود المفروضة على النشاط الاقتصادي - وارتفاع عدد الوفيات - يمكن أن تظل هي القاعدة.
في إيران تجاوز عدد الوفيات الخميس العشرة آلاف، وسجل مسؤولو الصحة أكثر من مئة وفاة لليوم السابع على التوالي.
في الوقت نفسه، أعلنت الصين، حيث ظهر المرض للمرة الأولى في أواخر العام الماضي، أنها سيطرت على تفش للوباء في بكين أثار مخاوف لفترة وجيزة من حدوث موجة ثانية وتسبب بفرض قيود مجددا وبإجراء عدة ملايين من الاختبارات.