إجراءات جديدة لوقف تدفق المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي

طريق المهاجرين تغير
تعهد زعماء المجر وصربيا والنمسا الاثنين بإجراءات جديدة لاحتواء تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الاتحاد الأوروبي عبر غرب البلقان، حيث تتعرض قوات مراقبة الحدود لضغط متزايد.
وقالت وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس) إنه في الأشهر الثمانية الأولى من العام تم اكتشاف 86581 دخولا غير نظامي على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مع غرب البلقان، بزيادة 190 في المئة عن العام الماضي.
وقال فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر التي بدأت الجهود، إن هذه الإجراءات تهدف إلى دفع خط دفاع الاتحاد الأوروبي الأمامي نحو مقدونيا الشمالية من الحدود الجنوبية للمجر مع صربيا، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين وإنشاء مناطق خارج حدود الكتلة لتقديم طلبات اللجوء.
وأضاف أوربان في مؤتمر صحافي مع الرئيس الصربي والمستشار النمساوي “هذا الخط الآن على الحدود الصربية - المجرية. هذا ليس جيدا لصربيا ولسنا سعداء بهذا أيضا”.
وقال أوربان “إذا غيرنا قانون الاتحاد الأوروبي (…) فسيمكن تقديم طلبات اللجوء في نقاط خارج الاتحاد ولن يُسمح بدخول أوروبا حتى تقييم الطلبات”.
وقال رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش إن بلاده ستوائم سياسات التأشيرات مع سياسات الاتحاد الأوروبي حتى لا يتمكن المهاجرون من استخدام صربيا باعتبارها أول دولة للدخول، مضيفا أن هناك زيادة ملحوظة في عدد الوافدين من سوريا وباكستان وأفغانستان. لكنه أضاف أن صربيا لا تريد استضافة نقاط تلقي طلبات اللجوء.
والوصول إلى صربيا صعب والخروج منها أصعب، فالسلطات الصربية تواجه ضغطا شديدا صار يصعب عليها تحمله، لذا لجأت إلى الجيش للمساعدة على إقامة الحواجز، وتسجيل المهاجرين في مركز خاص ليتمكنوا بعدها من مواصلة طريقهم نحو بلد أوروبي آخر.
والوثائق التي تمنح لهم في هذا المركز تسمح لهم بالبقاء في صربيا ثلاثة أيام فقط، وخلال هذه المهلة يستعدون لمرحلة جديدة من رحلتهم الطويلة.
ولا يمكن للمهاجرين الذين لا يحملون تصاريح دخول أن يعبروا الحدود من اليونان إلى مقدونيا ومن صربيا إلى المجر، ولذلك فقد ظهر طريق بديل عبر ألبانيا والبوسنة والهرسك إلى كرواتيا.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فإن هناك 10 آلاف مهاجر حاليا في غرب البلقان، منهم حوالي 4 آلاف في البوسنة. وهذا ما يظهر أن منحى طريق المهاجرين في البلقان تغير إلى الشمال.
وبعد إغلاق “طريق البلقان” الشمالية في بداية 2016 وتعزيز جمهوريات مقدونيا الشمالية وصربيا وكرواتيا إمكانيات مراقبتها للحدود، تحوّلت ألبانيا البلد الفقير في جنوب شرق أوروبا إلى نقطة عبور للمهاجرين. ومنها يتجهون نحو مونتينيغرو، وفي بعض الأحيان نحو البوسنة والهرسك في مسعاهم للوصول إلى الاتحاد الأوروبي.
وتقع ألبانيا على الطريق من اليونان إلى البوسنة وهي واحدة من أفقر الدول في أوروبا، حيث أن حوالي 20 ألف ألباني يقدّمون سنويا طلبات لجوء في إحدى الدول الأوروبية.
وتواجه ألبانيا صعوبات في التعامل مع هذه الأعداد المتدفقة خاصة أنّها تتشارك مع اليونان في حدود بطول 350 كيلومترا تتصف بطبيعتها الجبلية ومن الصعب السيطرة عليها.
وتشرح نائبة مدير الشرطة الألبانية عايدة هاجناج أنّ “طرقات البلقان نشطت من جديد” منذ عدة أشهر. وتقول “يبدو جليا في ألبانيا أنّ ثمة تصاعدا مقارنة بالسنوات الأخيرة بسبب إغلاق طريق البلقان الشمالية التي كانت تمرّ بجمهورية مقدونيا الشمالية فصربيا ثم المجر”.
وبحسب الأرقام الرسمية للفترة الممتدة بين نهاية مايو وبداية سبتمبر 2019، جرى اعتراض 2310 مهاجرين في الأراضي الألبانية، في زيادة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة حيث لم يكونوا سوى 206 في العام 2017 و882 في العام 2018.
ويسعى العديد من المهاجرين، البالغ عددهم حوالي 70 ألف شخص في اليونان ومنطقة غرب البلقان، للتوجه إلى الشمال للوصول إلى دول غرب أوروبا، لكن تواجههم سلسلة من العقبات. فمقدونيا والمجر وضعتا شبكة أسلاك شائكة على حدودهما الجنوبية منذ عدة سنوات، كما أن بلغاريا معروفة بقمعها للمهاجرين. ورغم الانتقادات الشديدة من منظمات حقوق الإنسان والمفوضية الأوروبية، إلا أن هذه الأسباب أدت إلى نشوء طريق بديل لـ”طريق البلقان”.