ترجمات..

بوتين بزي الحرب النووية.. هل دقت الأجراس؟

"أرشيفية"

واشنطن

على وقع الحرب الأوكرانية التي قرعت طبولها قبل 8 أشهر دون أن تضع أوزارها، بات السلاح النووي الشغل الشاغل للكثيرين، بعد التهديدات الروسية.

تلك التهديدات والتي اختلف حول إمكانية تنفيذها على أرض الواقع، المحللون والمسؤولون الأمريكيون، وجدت صداها في جميع أنحاء العالم، بين مؤيد لممارسة روسيا ما اعتبروه حقًا لها في الدفاع عن أراضيها، ومنتقد لمجرد التلويح بالنووي وليس وضعه موضع التنفيذ.


وبين هذين الفريقين، كان مغردو مواقع التواصل الاجتماعي يتلمسون الخطى، حول أي خيط يقودهم إلى هذا أو ذاك، إلا أنهم وجدوا ضالتهم في منشور يضم صورتين قيل إن الأولى تظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يرتدي لباساً مخصصًا للحرب النووية، فيما الثانية يبدو بوتين جالساً في اجتماع مرتدياً الزي نفسه.

وعلق مغردو مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا المنشور قائلين، إن الصورة ملتقطة حديثاً ويبدو فيها "بوتين خلال اجتماع طارئ وهو بلباس الحرب النووية".


فما حقيقة تلك الادعاءات؟
انتشار الصورتين جاء بعد تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإمكانية استخدام الأسلحة النووية إذا تعرضت "وحدة أراضي" روسيا أو وجودها للتهديد.

"نيويورك تايمز": مخاطر الأسلحة النووية على روسيا تتساوى مع أوكرانيا
كما تأتي بعد تصريحات الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف بأن موسكو ستدافع عن الأراضي التي تنوي ضمها، لا سيما من خلال "الأسلحة النووية الاستراتيجية".

إلا أن صورتي المنشور متلاعب بهما؛ فالأولى التي يبدو فيها بوتين وهو يدخل من باب مركبة من صورتين، الصورة الأولى وزعتها وكالة "فرانس برس" في الرابع والعشرين من مارس/آذار 2020 وهي تظهر الرئيس الروسي مرتدياً زياً واقياً خلال زيارة لمستشفى في العاصمة موسكو يعالج مصابين بفيروس كورونا.

صور مركبة
وبحسب خدمة تقصي الحقائق التابعة لوكالة "فرانس برس"، فإن بوتين اجتزئ من الصورة ليركب على صورة أخرى ملتقطة في العام 2017 ومنشورة على وكالة الأنباء الروسية "تاس" ليبدو وكأنه يدخل من الباب الذي يفتحه الجنديان.

وتقول خدمة تقصي الحقائق، إن الصورة الثانية فهي مركبة -كذلك- من صورتين؛ الأولى من الزيارة نفسها لمرضى فيروس كورونا في المستشفى في موسكو في مارس/آذار 2020، أما الثانية فمن اجتماع لمجلس الأمن الروسي عام 2020.

وتزامنت التهديدات النووية مع انتهاء الاستفتاءات التي نظّمتها موسكو في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا في الشرق الخاضعتين لسيطرة روسيا، فيما نددت أوكرانيا وحلفاؤها بهذه الاستفتاءات.