واشنطن تبدي مخاوف حيال أوضاع العمالة الوافدة في قطر

قلق أميركي من تصاعد نسق استغلال العمال خلال المونديال

الدوحة

حذرت أوزرا زيا وكيلة وزير الخارجية الأميركي المكلفة بشؤون الأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان من أن العمالة في الاقتصاد غير الرسمي في قطر معرضة بشكل خاص لخطر الاستغلال خلال كأس العالم لكرة القدم هذا العام، وإن على الدوحة بذل جهود كبيرة لملاحقة مهرّبي البشر والوصول إلى الضحايا.

وهذه من المرات النادرة التي توجه فيها الإدارة الأميركية انتقادات لقطر بشأن أوضاع العمال الوافدين، ويرتبط ذلك وفق مراقبين بتصاعد الضغوط من المنظمات الحقوقية على الدوحة حيال هذه الفئة التي تواجه تحديات كبيرة في الإمارة الخليجية.

وتخضع قطر لتدقيق ورقابة، وواجهت انتقادات من جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بسبب معاملتها للعمالة الوافدة خلال فترة الإعداد لاستضافة بطولة كأس العالم التي ستُقام على أرضها الشهر المقبل. وقطر هي أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف البطولة.

وقالت زيا خلال زيارة أجرتها إلى العاصمة القطرية الدوحة “تشكل كأس العالم تحديا في ما يتعلق بزيادة احتمالية أو ترجيح استغلال العمال المهاجرين الأكثر احتياجا وهذا يزيد من أهمية تطبيق القوانين الموجودة والنظر في بذل مزيد من الجهود لملاحقة مهربي البشر”.

وأضافت المسؤولة الأميركية “تلك في العادة جريمة تتم في الخفاء وبالذات بالنسبة إلى من يعملون في الاقتصاد غير الرسمي (…) الذين ليس لديهم القدر الكافي من القدرة على الوصول إلى جهات إنفاذ القانون أو المؤسسات الأخرى القائمة للحماية”.

وتشكل العمالة الوافدة والأجانب أغلبية سكان قطر البالغ عددهم 2.8 مليون نسمة. وتستعين قطر بآلاف من العمالة الوافدة المؤقتة لتعزيز صفوف قوة العمل لديها خلال بطولة كأس العالم التي ستستمر مبارياتها شهرا ومن المتوقع أن تستقطب 1.2 مليون زائر.

وقالت الحكومة القطرية إن أنظمة العمالة لديها قيد التحسين، نافية تقريرا أصدرته العفو الدولية في العام 2021 يتحدث عن استغلال الآلاف من العمال الوافدين.

وأثنت زيا على إصلاحات في أنظمة العمالة طبقتها قطر في السنوات القليلة الماضية لكنها اعترفت بوجود “تحديات” أمام تطبيق القواعد الجديدة التي تشمل الحماية من عدم دفع الأجور وحد أدنى شهري يبلغ ألف ريال (275 دولارا) والسماح للعمال بتغيير جهات عملهم بسهولة أكبر.

وقالت “إذا تم تطبيقها بالكامل، فستشكل فعلا دور قيادة عظيم لقطر في المنطقة”، مضيفة أنها “شعرت بالارتياح”.