حت قناع العمل الخيري

مؤسسات قطرية وتركية لدعم الإرهاب في أوروبا

وكالات

يعمل قطبا الإرهاب القطري والتركي على التوغل والانتشار في دول القارة العجوز، من خلال عدة أدوات مختلفة، أبرزها العمل الخيري؛ حيث تتخذ تلك البلدان الجمعيات الخيرية والثقافية كستار لدعم أنشطتهم المتطرفة في أوروبا، ولدعم أعضاء جماعة الإخوان الذين ينتشرون في كل أنحاء أوروبا؛ من أجل نشر أفكارهم المتطرفة، القائمة على نشر الفوضى في بلدان المنطقة العربية، وكل دول العالم.

وفي سياق هذا، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 2 يوليو 2020 بزيارة غامضة إلى دولة قطر؛ للحصول على دعم قطري، خاصة بعد الخسائر المتتالية التي تكبدتها الميليشيات الإرهابية في المنطقة العربية، والمدعومة من تركيا، وعلى رأسها دعم حكومة الوفاق غير الشرعية في ليبيا.

 

دعم الإخوان

فضلًا عما أشارت إليه صحيفة «إكسبريس»  البريطانية في تقرير لها، أن الأسباب الكامنة وراء زيارة «أردوغان» تكمن في  طلب أنقرة من تنظيم الحمدين تمويلًا لدعم الجمعيات الخيرية الإرهابية في أوروبا، والتي يستغلها «الإخوان» في الترويج لفكرهم المتطرف في أوروبا، وحذرت الصحيفة البريطانية من تداعيات ارتفاع التمويلات المالية من تركيا وقطر للمنظمات الدينية والمؤسسات الخيرية في أوروبا، مبينة أن الحليفين التركي والقطري يتبنيان أفكارًا إخوانية، وتحاولان نشرها في أوروبا من خلال المنظمات الدينية في القارة العجوز، ونددت بمحاولات أنقرة لاستغلال الجالية التركية في أوروبا لنشر أجندتها الإخوانية في أوروبا؛ ما يضر بصورة المسلمين في الخارج.

 

جمعيات الشر

ومن أبرز الجمعيات الخيرية القطرية التي تعمل على تمويل أنشطة الإخوان في أوروبا، «جمعية قطر الخيرية» التي تمتلك فروعًا في العديد من دول القارة الأوروبية، وقد كشف «موقع قطريليكس»، التابع للمعارضة القطرية في يناير 2020، أن تنظيم الحمدين يستخدم «قطر الخيرية» للتغلغل وتمويل أنشطة الإخوان في أوروبا، وبين الموقع أن «قطر الخيرية» قامت بتحويل مبلغ يقدر بنحو 88 مليون يورو إلى حساب جمعية تدعى «ابن رشد»، في فرنسا لاستكمال أنشطتها في الخارج.

لكن «قطر الخيرية» تمول بناء المساجد في أوروبا، من أجل تسهيل وصول التمويلات إلى جماعة الإخوان، إذ مولت المجمع الإسلامي في لوزان بسويسرا بمبلغ 1.6 مليون دولار، وكلية سانت أنتوني في أكسفورد التي استفادت من مبنى جديد من تمويل قطر بقيمة 11 مليون جنيه، في مقابل توظيف حفيد مؤسس الإخوان طارق رمضان، وفقًا للموقع القطري المعارض.

وفيما يخص الحليف التركي، تنشط الاستخبارات التركية خلف مجموعات من جمعيات إسلامية يصل عددها إلى 15 جمعية مسجلة في ألمانيا تعمل تحت إطار  «الاتحاد الإسلامي التركي» للشؤون الدينية في تركيا المعروف بـ«ديتيب»، وهذا الاتحاد يعمل وفق أجندة الإخوان، ويهدف إلى أسلمة المجتمع الألماني  عبر المدارس، والهيمنة على المساجد والمراكز الإسلامية.

 

نهج عثماني

وفي إطار ذلك، أوضح هشام النجار، الباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي، أن هناك نشاطًا استخباراتيًّا تركيًّا مدعومًا بجهود التنظيم الدولي للإخوان، وجمعيات تحمل العناوين الخيرية والدعوية تديرها مباشرة جماعة «الإخوان» أو من خلال أشخاص مقربين منها وأئمة مساجد وخطباء أتراك متشبعين بمناهج وأفكار العثمانية الجديدة في العديد من دول أوروبا، يقومون بأنشطة هدفها تحقيق انفصال الجاليات الإسلامية والمواطنين المسلمين في الغرب عن مجتمعاتهم وتكفيرها، والولاء لنظام أردوغان بصفته الخليفة العثماني الجديد عبر اعتناق مناهج قطبية وإخوانية متطرفة وتكفيرية تحض على كراهية الآخر، وعلى حتمية اختراق وغزو المجتمعات الغربية، وتفجير الحضارة الغربية من داخلها.

ولفت «النجار» في تصريح إلى أن هذا النشاط التركي مستمر منذ سنوات وتموله قطر، وتم رصده وفضحه في بعض دول أوروبا وخاصة فرنسا مؤخرًا، ولاشك أن الدفع باتجاه مضاعفة تمويل تلك النشاطات يحمل رسالة سياسية موجهة من «أردوغان» لقادة أوروبا بأنه يملك أدوات ضغط وابتزاز كثيرة ومتعددة، بغرض مواجهة محاولات فرنسا الأخيرة في الأوساط الأوروبية الهادفة إلى التصدي للتجاوزات التركية، وحمل الأوربيين على اتخاذ موقف من ممارسات تركيا العدوانية في ملفات كثيرة وأهمها الملف الليبي.