العرب والصين في قمة تعزيز العلاقات.. والدفاعات الروسية "ضعيفة" أمام الهجمات الأوكرانية

وكالات

سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء، الضوء على أهم القضايا والملفات الشائكة على الساحة الدولية، وكان في مقدمتها القمة "العربية - الصينية" المقرر انطلاقها بعد يومين، والتي وُصفت بقمة تعزيز العلاقات.

وعن الحرب الروسية الأوكرانية، ناقشت الصحف تقارير تكشف عن "ضعف" الدفاعات الجوية الروسية بعد هجوم أوكراني ثالث لليوم الثاني على التوالي داخل الأراضي الروسية.

كما ناقشت الصحف قضية "فساد" عائلة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

القمة العربية الصينية دليل على تنامي الدور الصيني في الشرق الأوسط وعلى تعميق العلاقات مع دول الخليج التي نمت إلى ما هو أبعد من النفط

قمة تعزيز العلاقات

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن القمة العربية الصينية المقرر انطلاقها بعد غد الجمعة، في العاصمة السعودية، الرياض، بمثابة دليل على تنامي الدور الصيني في الشرق الأوسط، وعلى تعميق العلاقات مع دول الخليج التي نمت إلى ما هو أبعد من النفط.

ومن المقرر أن يسافر الزعيم الصيني، شي جين بينغ، إلى الرياض اليوم، الأربعاء، لعقد سلسلة من الاجتماعات التي تجمع رؤساء دول من جميع أنحاء الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن يحضر الرئيس الصيني ثلاث قمم، قمة "سعودية-صينية"، و"خليجية-صينية"، و"عربية-صينية".

وقالت الصحيفة إن رحلة شي – وهي التي تستغرق ثلاثة أيام - تهدف إلى تعميق العلاقات الصينية مع منطقة الخليج منذ عقود، التي بدأت بشكل ضيق كمحاولة لتأمين النفط، ومنذ ذلك الحين تطورت إلى علاقة أكثر تقدماً شهدت مبيعات الأسلحة ونقل التكنولوجيا ومشاريع البنية التحتية، مشيرة إلى أن "الدول الخليجية ترى الصين أفضل شريك لها".

الصين هي الشريك التجاري الأكبر للسعودية، في حين أن الأخيرة هي واحد من أكبر موردي النفط للصين

وسلطت الصحيفة الضوء بشكل خاص على عمق العلاقات بين المملكة وبكين، وقالت إن المصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين واضحة. وأضافت: "الصين هي الشريك التجاري الأكبر للمملكة، في حين أن الأخيرة هي واحد من أكبر موردي النفط للصين".

وتابعت: "الشركات الصينية أيضاً تعمل بشكل كبير في السعودية، فهي تبني مشروعات عملاقة، وتنشئ بنية تحتية للجيل الخامس. كما يرفض البلدان فكرة تدخل الغرباء في شؤونهما الداخلية".

وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) قد صرحت أمس بأنه من المقرر أن يحضر القمة أكثر من 30 من رؤساء الدول وزعماء المنظمات الدولية، مشيرة إلى أن الرياض وبكين ستوقعان "شراكة استراتيجية".

وأشارت الصحيفة إلى أن القمم الثلاث توفر لشي "فترة راحة" من الاضطرابات الداخلية في بلاده، حيث أدى الغضب المتزايد من القيود الصارمة التي تفرضها الصين على فيروس كورونا (سياسة صفر كوفيد) إلى احتجاجات على مستوى البلاد تعتبر أخطر تحد للحكومة منذ عقود.

وقالت "نيويورك تايمز": "ترسل رحلة شي رسالة مفادها أن نفوذ الصين في المنطقة يتزايد، في وقت يقول فيه المسؤولون الأمريكيون إنهم يريدون جعل الشرق الأوسط أقل أولوية، مع تركيز الموارد الدبلوماسية والعسكرية على آسيا وأوروبا".

من الواضح أن شي يريد استغلال الموقف مع تراجع العلاقات بين واشنطن ودول الشرق الأوسط

وقال جيمس دورسي، الزميل والباحث في "مدرسة إس راغاراتنام للدراسات الدولية" بسنغافورة: "من الواضح أن شي يريد استغلال الموقف مع تراجع العلاقات بين واشنطن ودول الشرق الأوسط".

وفي مقابلة مع الصحيفة، أضاف دورسي: "إنها لحظة جيدة للزعيم الصيني. كما أنها لحظة جيدة لدول الخليج أن ترحب ببكين".

كما صرح ما شياو لين، باحث العلاقات الدولية في جامعة تشجيانغ للدراسات الدولية في هانغتشو: "بصفتها شريكًا تجاريًا، ليس لدى بكين أي متطلبات من الرياض. السعودية تثق في الصين. وتتجلى هذه العلاقات بشكل متزايد في شوارع الرياض، حيث يبدأ السعوديون في شراء السيارات الصينية وتوسع الشركات الصينية وجودها هناك".

تساؤلات حول الدفاعات الروسية

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن أوكرانيا واصلت، أمس الثلاثاء، "استهداف الأراضي الروسية"، بعدما أعلنت موسكو أن طائرات من دون طيار أوكرانية ضربت قاعدة جوية روسية ثالثة لليوم الثاني على التوالي.

الهجوم بالطائرة المسيرة الذي استهدف مطاراً عسكرياً في مدينة كورسك الحدودية أدى لاشتعال منشأة لتخزين الوقود ووصفته موسكو بأنه ثالث هجوم بعيد المدى

وأشارت الصحيفة إلى أن هجوماً بطائرة مسيرة استهدف مطاراً عسكرياً في مدينة كورسك الحدودية أمس، ما أدى لاشتعال منشأة لتخزين الوقود، في ما وصفته موسكو بأنه "ثالث هجوم بعيد المدى" تشنه القوات الأوكرانية على قواعدها الجوية خلال يومين.

وجاء الهجوم على مطار كورسك في أعقاب ضربات استهدفت قاعدتي القاذفات الاستراتيجية الروسية في إنجلز ودياجيليفو أمس الأول، الاثنين.

وعادة ما تمتنع الحكومة الأوكرانية عن شن ضربات على الأراضي الروسية، كما أنها لم تعلق رسمياً على الضربات الثلاث حتى الآن.

ورأت الصحيفة أن هجوم أمس يدل مرة أخرى على قدرة أوكرانيا على الوصول إلى الأراضي الروسية، مشيرة إلى أن الهجمات الثلاث كشفت عن نقاط ضعف كبيرة في الدفاعات الجوية الروسية وأرسلت إشارة إلى موسكو بأن أصولها الاستراتيجية البعيدة عن ساحات القتال ليست بعيدة عن حدود الجيش الأوكراني.

ولم يتسن، وفقاً لتقرير الصحيفة، تحديد نوع الأسلحة التي استخدمتها أوكرانيا في الهجمات الأخيرة، لكن روسيا أكدت أن هجمات يوم الاثنين على إنجلز ودياجيليفو نفذت بطائرات مسيرة سوفيتية التصميم، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وأوضح محللون عسكريون أنه تم تزويد هذه الطائرة برأس حربي ونظام ملاحي حديث.

ونقلت "الجورنال" عن قنوات إخبارية روسية قولها إن الدفاعات الجوية تصدت أمس لهجوم آخر بطائرة مسيرة أوكرانية على قاعدة بيلبيك الجوية العسكرية في شبه جزيرة القرم، لكن الصحيفة أوضحت أنه لم يكن هناك دليل مستقل على هذا الحادث.

الهجمات الأوكرانية الأخيرة داخل الأراضي الروسية أدت إلى موجة غضب واسعة من قبل الصقور والمدونين العسكريين الروس

وقالت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، إن الهجمات الأوكرانية الأخيرة داخل الأراضي الروسية قد أدت إلى موجة غضب واسعة من قبل الصقور والمدونين العسكريين الروس بسبب "عجز" الرئيس، فلاديمير بوتين، عن وقف الضربات المتكررة على القواعد الجوية في البلاد.

ووفقاً لتقرير الصحيفة، انتقد رؤساء تحرير أكبر الصحف الروسية والمراسلون العسكريون المسؤولين لفشلهم في توقع ومنع الضربات الأوكرانية الأخيرة التي شنتها بطائرات من دون طيار على ثلاث قواعد عسكرية أبرزها إنجلز ودياجيليفو.

وقالت الصحيفة: "أشار عدد من المدونين إلى أن المسؤولين العسكريين الروس لم يوفروا الحماية الكافية للقواعد الجوية، حيث اتهم البعض المسؤولين الروس صراحة بأنهم لم يدافعوا بشكل كافٍ عن القواعد، على الرغم من علمهم أنها كانت أهدافًا واضحة للضربات الأوكرانية".

ونقلت الصحيفة عن تقرير أصدره "معهد دراسة الحرب"، ومقره واشنطن، قوله: "الغضب من عجز الجيش الروسي عن منع الضربات الأوكرانية على القواعد الجوية الاستراتيجية على بعد 280 ميلاً من المواقع الأوكرانية يفوق الثناء على الجولة الأخيرة من الضربات الروسية ضد أوكرانيا".

وذكر تقرير المعهد: "يبدو أن الضربات الأوكرانية قد أثرت على دعم المدونين العسكريين الروس لجيش بلادهم، وهذا بدوره يمكن أن يساعد في تقويض مستوى ضئيل على الأقل من الثقة في قيادة موسكو". كما أشار المعهد إلى أن هؤلاء النقاد كانوا "بارزين" في مجتمع المدونات الروسية.

يأتي ذلك فيما ترأس بوتين أمس اجتماعًا لمجلس الأمن الروسي حضره كبار المسؤولين لمناقشة "الأمن الداخلي" لروسيا، حيث قال الكرملين إن الهجمات الأوكرانية الأخيرة تشكل خطراً على البلاد. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن السلطات تتخذ الإجراءات "الضرورية" لحماية البلاد من الهجمات الأوكرانية، دون ذكر مزيد من النفاصيل.

عائلة جو بايدن هي الأكثر فساداً في تاريخ البلاد

"عائلة بايدن الأكثر فسادًا في التاريخ"

من ناحية أخرى، نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن جمهوريين زعمهم أن عائلة جو بايدن هي "الأكثر فساداً" في تاريخ البلاد، فيما بدا أن ماضي نجله، هانتر، قد عاد مجدداً ليطارد الرئيس الأمريكي.

وقالت الصحيفة إن المعارضين يخططون لاستجواب المديرين التنفيذيين في شبكة التواصل الاجتماعي، "تويتر"، بشأن "التستر" على قصة جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن خلال انتخابات الرئاسة عام 2020، كجزء من تحقيق أوسع في تواطؤ مزعوم بين شركات التكنولوجيا الكبرى والديموقراطيين ووسائل الإعلام ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي).

ووفقاً لتقرير الصحيفة، تشير رسائل البريد الإلكتروني من الكمبيوتر إلى تورط جو بايدن في الشؤون التجارية لابنه، بما في ذلك عندما كان نائب الرئيس (خلال فترة أوباما)، على الرغم من نفيه ذلك خلال الحملة الانتخابية.

وذكرت الصحيفة أنه فور تولي الجمهوريين رئاسة مجلس النواب ولجانه الشهر المقبل، سيحاولون إظهار أن الشبكة الاجتماعية الأمريكية (تويتر) عملت على "قمع العناوين الضارة" التي ظهرت من الكمبيوتر المحمول إلى ما بعد الانتخابات.

خطط الجمهوريين للإيقاع بهانتر دفعت إيلون ماسك لتسريب تفاصيل المداولات الداخلية في الشبكة الاجتماعية

التايمز

وأضافت الصحيفة البريطانية أن خطط الجمهوريين للإيقاع بهانتر قد دفعت الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، المالك الجديد لـ"تويتر"، إلى تسريب تفاصيل المداولات الداخلية في الشبكة الاجتماعية حول قمع قصة الكمبيوتر المحمول الأولية التي ظهرت في صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية في أكتوبر 2020، كما أنه وعد بمزيد من "التسريبات".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القضية كانت قد دفعت الرئيس السابق، دونالد ترامب، إلى الدعوة إلى "إنهاء" أجزاء من دستور الولايات المتحدة حتى يمكن تنصيبه كرئيس أو إعادة الانتخابات، في تدخل انتقد على نطاق واسع.

وقالت التايمز: "ينكر الديموقراطيون قيامهم بأي مؤامرة لحماية بايدن، لكن الجمهوريين يقولون إن الهدف النهائي هو التستر على استخدام العائلة لاسم جو بايدن ونفوذها لكسب ملايين الدولارات في صفقات دولية مشبوهة حول العالم".

وأضافت: "أوضح مثال على ذلك كان تعيين هانتر بايدن في مايو 2014، بينما كان والده نائبًا للرئيس باراك أوباما، في مجلس إدارة شركة الغاز الأوكرانية (بوريزما)، مقابل مليون دولار سنويًا".

لا توجد عائلة مثلها في تاريخ أمريكا.. لم يكن لدينا أبدًا عائلة لديها نفوذ متداول إلى هذه الدرجة

جيمس كومر، عضو الكونغرس الجمهوري

ونقلت الصحيفة البريطانية عن جيمس كومر، عضو الكونغرس الجمهوري الذي سيرأس لجنة الإشراف في مجلس النواب، قوله: "لا توجد عائلة مثلها في تاريخ أمريكا. لم يكن لدينا أبدًا عائلة لديها نفوذ متداول إلى هذه الدرجة".

وأضاف: "تستند الأدلة كثيرًا، جزئيًا، إلى ماهية المستندات والبيانات الموجودة على الكمبيوتر المحمول (الخاص بهانتر) بناءً على المستندات الداخلية التي أصدرها ماسك الأسبوع الجاري".

وتابع: "سترسل لجنة الإشراف رسالة إلى ثلاثة موظفين بتويتر متورطين في التستر على قصة الكمبيوتر المحمول. ومن المتوقع حضورهم أمام اللجنة في يناير المقبل".

وأوضحت الصحيفة: "الثلاثي هم يويل روث، رئيس السلامة والنزاهة السابق في تويتر، وفيجايا جادي، الرئيس التنفيذي السابق للسياسة العامة والثقة والسلامة، وجيمس بيكر، نائب المستشار العام الذي قضى أربع سنوات في منصب كبير محامي مكتب التحقيقات الفيدرالي".