ميليتوبول..

هل تصبح جبهة أوكرانيا المقبلة في الحرب؟

"أرشيفية"

الرياض

تكثف أوكرانيا جهودها لعزل القوات الروسية في ميليتوبول، وسط توقعات أن تكون تلك المدينة هي الجبهة المقبلة في الحرب.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن كييف كانت تستخدم الضربات الصاروخية الدقيقة بعيدة المدى، والمهمات التخريبية، والاغتيالات الموجهة للاتجاه نحو المدينة، ذات الأهمية الاستراتيجية والتي تقع على بعد حوالي أربعين ميلا خلف الخطوط الأمامية في منطقة زابوريجيا.

ملاجئ وحقائب ظهر وأجهزة لاسلكية.. كييف تستعد للنووي
وتعرف ميليتوبول بأنها البوابة إلى شبه جزيرة القرم بسبب موقعها عند تقاطع الطرق بين طريقين رئيسيين وخط سكة حديد مهم يربط روسيا بشبه الجزيرة والأراضي الأخرى التي تسيطر عليها في جنوب أوكرانيا.

وتم تخريب جسر في ميليتوبول عبر نهر مولوشنا، ليلة الإثنين – وهو عمل عزاه المسؤولون الأوكرانيون والروس إلى قوات كييف. وأدى تدمير الجسر إلى تهديد طريق إمداد روسي رئيسي إلى مليتوبول من الجنوب.

وأقر المسؤولون الأوكرانيون والروس بالضربات الأوكرانية الأخيرة والمحاولات لضرب مراكز القيادة الروسية، ومستودعات الذخيرة، ومسارات الإمداد في ميليتوبول، التي كان عدد سكانها قبل الحرب حوالي 150 ألف نسمة.

ولم يتضح ما إذا كانت الضربات تهدف لأن تكون مقدمة لهجوم أو إلهاء بينما تستعد القوات الأوكرانية لمهاجمة الروس من اتجاه مختلف. لكن وصفها المحللون العسكريون بالمهمة، وقالوا إنها تتماشى مع نهج استخدام أوكرانيا للصواريخ الدقيقة لضرب أهداف لوجيستية روسية.

وتعتبر ميليتوبول مركزا رئيسيا، واستعادة السيطرة عليها لن يساعد القوات الأوكرانية في استعادة منطقة زابوريجيا بأكملها فحسبن بل أيضًا باقي منطقة خيرسون المجاورة. وهذا قد يمنحهم حتى مسارا لدفع القوات الروسية إلى القرم، التي كانوا يسيطرون عليها قبل الحرب.

وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار كبير للرئيس فولوديمير زيلينسكي، نهاية الأسبوع: "كل ذلك يتوقف تماما على ميليتوبول. إذا سقطت ميليتوبول، ستنهار الدفاعات الروسية بأكملها وصولا إلى خيرسون، وستقفز القوات المسلحة الأوكرانية مباشرة إلى الحدود مع القرم."

ومنذ هزيمة القوات الروسية من شمال شرق أوكرانيا وإجبارها على التراجع من مدينة خيرسون الساحلية الجنوبية، قاتلت القوات الروسية لتحصي مواقع دفاعية عبر الخطوط الأمامية التي تمتد لمئات الأميال.

وتواصل القوات الأوكرانية التقدم ببطء في الجنوب، لكن دار أعنف القتال في الشرق، حيث تحاول القوات الروسية السيطرة على مدينة بخموت، وتواصل موسكو الدفع بالجنود إلى المعركة.

وكانت ميليتوبول واحدة من أولى المدن التي سيطرت عليها القوات الروسية في وقت مبكر من الحرب، جزء أساسي من الجسر البري الذي يطمحون إليه على بحر آزوف، الذي يربط المنطقتين في أوكرانيا اللتين سيطروا عليهما أو وكلائهما في 2014: القرم، في الجنوب، وأجزاء من منطقة دونباس في الشرق.

وستؤدي السيطرة على المدينة ومراكز النقل الخاصة بها إلى قطع هذا الجسر، وتصعيب عملية إعادة إمداد القوات الروسية وتعزيزها في جنوب أوكرانيا، لكن الاستيلاء عليها يعد صعبا.