وكالات..
لماذا يقمع النظام الإيراني المشاهير؟

"أرشيفية"
نتيجة الغضب من ردود الأفعال حول العالم تجاه القمع الوحشي لأسابيع من الاحتجاجات الجماهيرية، انتقل النظام الإيراني نحو قمع أصوات ووجوه مشهورة وأقل شهرة في الفنون والرياضة، لإسكات دعمهم للاحتجاجات.
أظهر النظام أن صدره لا يتسع للفنانين وأمثالهم. وتشير الأحاديث الخاصة التي سجلتها وكالة أنباء فارس الإيرانية إلى أن قائد الحرس الثوري حسين سلامي يريد "كبح" الفنون والترفيه والرياضةأصبح النظام الإيراني يصف أي دعم للحركة الشعبية بأنه "دعاية معادية"، وذلك حسب ما أفادت صحيفة "كيهان" اللندنية.
واعتُقلت مؤخراً في طهران الفنانة ترانه علي دوستي المعروفة عالمياً بعدما ظهرت دون حجابها الإلزامي، ونددت بإعدام المتظاهر محسن شكاري البالغ من العمر 23 عاماً. وقامت بتحذير السلطات من "توقع عواقب" مقتله.
ووفق زميلها المخرج ماني حقيقي، فإن لدى علي دووستي سجلاً حافلاً وواضحاً في الدفاع عن حقوق الإنسان، وحول الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً في حجز الشرطة.
وفي تصريحات بُثت على إذاعة "صوت أمريكا"، سخر حقيقي، وهو صديق للفنانة علي دوستي، من وزير الثقافة الإيراني محمد مهدي إسماعيلي لمطالبته الفنانين بـ "استئناف نشاطهم الفني" وسط الاحتجاجات.
وقال حقيقي إن صانعي الأفلام والفنانين كانوا في حالة حداد على القتلى في إيران، و"ليس لديهم وقت للرقص من أجلك".
مغني الراب يواجه عقوبة الإعدام
وكان من بين الشخصيات المهمة الأولى التي تم القبض عليها مغني الراب البارز توماج صالحي، الذي تم اعتقاله منذ عدة أسابيع، ويقال إنه يواجه عقوبة الإعدام.
نددت وسائل الإعلام الرسمية بالممثلين والفنانين الآخرين، مثل حميد فارخ نجاد، الذين يدعم الكثيرون منهم الاحتجاجات من الخارج. ووصف فاروخ نجاد - الذي قيل إنه كان في تركيا ولكنه ربما غادر منذ ذلك الحين إلى الولايات المتحدة - المرشد الأعلى علي خامنئي بأنه ديكتاتور "مختل العقل"، وشبهه بشخصيات مثل بول بوت في كمبوديا وعيدي أمين الأوغندي.
وكتب على "إنستغرام" يقول: على خامنئي أن يتوقع مصير كل الديكتاتوريين الذين يتشبثون بالسلطة ويغضبون شعبهم – بمعنى أن عليه أن يواجه "موتاً فوضوياً". قبل الاحتجاجات، كان فارخ نجاد نشط في وسائل الإعلام الرسمية وشارك في أعمال أنتجها التلفزيون الحكومي.
ولاحظت وكالة "إيرنا" الرسمية الإيرانية أنه قبل مغادرته إلى تركيا، وقع فارخ نجاد على إفادة خطية يتعهد فيها بأنه لن يفعل شيئاً "ضد المصالح العليا للقوانين الإيرانية، لكنه [انتهك تعهده] بمجرد أن علم أن له موطئ قدم في أمريكا".
وقالت الصحيفة الإيرانية، التابعة لإيران، إن منشوراته كانت "مبيَّتة"، وتساءلت عن سبب عدم قول فارخ نجاد أي شيء لدعم الاحتجاجات في وقت سابق. وبحسب ما ورد تلقى آخرون في القطاع تحذيرات خاصة بشأن سلوكهم.
ممثل ومصمم ملابس ولاعب كرة قدم
وأظهر النظام أن صدره لا يتسع للفنانين وأمثالهم. وتشير الأحاديث الخاصة التي سجلتها وكالة أنباء فارس الإيرانية إلى أن قائد الحرس الثوري حسين سلامي يريد "كبح" الفنون والترفيه والرياضة.
من الواضح أن الأمور تتجه نحو القمع. وتضمنت الإجراءات الأخيرة الأخرى "لكبح" المعارضين الإيرانيين حُكماً بالإعدام على الممثل المسرحي حسين محمدي، لدوره المزعوم في هجوم على رجل الميليشيا روح الله عجميان، والذي أُعدم بسببه محسن شكاري مؤخراً فقط.
كما قضت المحاكم بالإعدام على لاعب كرة القدم أمير نصر آزاداني. وحثت صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة (التي لا تنتمي إلى "كيهان - لندن") السلطات على سجن نجم كرة القدم علي كريمي في 19 ديسمبر(كانون الأول) بسبب تشجيعه للاحتجاجات.
وأغلقت السلطات شركة "شيشماه" في 17 ديسمبر(كانون الأول)، وهي دار نشر للفنون مقرها طهران. وتواجه فاجيه باريز أنجانيه، مصممة من أصفهان، ست سنوات في السجن لتعليقها عبارة "أبكي دماً"، على ملابسها.