منوعات..

عالم الفن والثقافة الفرنسي ينتفض لدعم احتجاجات الشعب الإيراني

"أرشيفية"

أبوظبي

من متحف الفن الحديث والمُعاصر في العاصمة الفرنسية، وقصر طوكيو الثقافي، والعديد من المباني المعروفة الواقعة بالقُرب من السفارة الإيرانية في الحي الثامن بباريس، إلى مركز بومبيدو للفنون والثقافات، ومعهد العالم العربي، ومدرسة الفنون الجميلة والعشرات من المتاحف والمسارح والمراكز الفنية، انطلقت حملة دعم واسعة للاحتجاجات في إيران بالتزامن مع الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة.

وتشمل الحملة التي تستمر لغاية نهاية شهر مارس (آذار) الجاري، قيام كُبرى المؤسسات الثقافية الفرنسية بتزيين واجهات مبانيها وأروقتها الداخلية بملصقات فنّية تستحضر حركة الاحتجاج في إيران تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، في مبادرة دعم مميزة لإظهار التضامن مع الشعب الإيراني امتدّت لتشمل مُدناً فرنسية أخرى مثل ليون وليل وتولوز وروين وغيرها.
ومنذ مقتل محساء أميني على يد الشرطة الإيرانية في سبتمبر (أيلول) الماضي، سرعان ما اجتاحت انتفاضة الإيرانيين البلاد وانتشرت في عواصم عالمية عدّة. ويُطالب المتظاهرون بالحرية، وإجراء تغييرات جذرية على القوانين التي تمّ وضعها مع قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
وأظهر الفنانون الإيرانيون في المنفى والمتعاطفون معهم من مختلف الجنسيات، وخاصة مصممي الجرافيك ومُنتجي الفيديو، دعمهم للحركة الاحتجاجية في إيران من خلال الصور الوفوغرافية أو اللوحات الفنية أو الملصقات الإبداعية أو مقاطع الفيديو أو عبر فن الإستنسل (الطباعة على القماش).
وذكرت شبكة راديو فرنسا الدولي أنّه تمّ اختيار وطباعة نحو 100 مُلصق منها للعديد من الناشطين المختارين لتوزيعها وعرضها على جدران المعارض الفنية والمؤسسات الثقافية الفرنسية، حيث استلهم الفنانون مُشاركاتهم من ثقافة الأيقونات والخط الإيراني، مُستلهمين كذلك صور النضال في كوبا خلال الستينيات، والانتفاضة الشعبية في فرنسا في مايو (أيار) 1968، وحتى فن المانغا اليابانية.
وتُظهر العديد من الملصقات التي تمّ عرضها من قبل المؤسسات الثقافية في باريس وغيرها من المُدن الفرنسية الصور التي انتشرت بكثرة في وسائل الإعلام لنساء إيرانيات يقصصن شعرهن أو يخلعن حجابهن، في رمزية للأسباب المباشرة التي أدّت لاندلاع الانتفاضة داخل إيران وخارجها. وذلك فضلاً عن التعبير عن رغبة الإيرانيين في التحرر من النظام السياسي الديني في بلادهم بشكل عام.
ويُعدّ متحف تاريخ الهجرة في باريس، أحد أبرز المؤسسات الثقافية التي بادرت لتوزيع الملصقات على غيرها من المؤسسات الفرنسية التي ترغب بعرضها كجزء من هذه المبادرة. كما تمّ تنظيم أمسية خاصة جمعت كلاً من الفنانة الفرنسية من أصل إيراني هنية ديلكرويكس وفنانة الرقص التقليدي رنا جرجاني والسوبرانو أريانا فافاداري. وذلك بالإضافة لعرض فيلم الدائرة الذي يعكس الصورة السلبية لمعاملة المرأة في المُجتمع الإيراني المنغلق، وهو من إبداع المخرج المعروف جعفر بناهي الذي تمّ الإفراج عنه مؤخراً بعد أن قضى نحو 7 أشهر في المُعتقلات الإيرانية، وهو أحد أشهر صُنّاع السينما في العالم.
تقول إحدى مُطلقي مُبادرة الدعم للشعب الإيراني عبر الفن والثقافة، أوديل بورلورو، أمينة متحف الفن الحديث في باريس، لصحيفة "جورنال دو ديمانش" إنّ جهداً كهذا لم يُشاهد منذ سنوات. إنها أسلوب عالم الفن الفرنسي لإظهار التضامن مع الإيرانيين الذين نزلوا إلى الشوارع للمُطالبة بحريتهم وحقوقهم، مُخاطرين بحياتهم.
وتواصل الصحافة الفرنسية شنّ حملة انتقادات واسعة ضدّ السلطات الإيرانية، مُحذّرة زيادة التوترات الاجتماعية وتصاعد حملة القمع والاعتقالات، ومُن أنّ الاحتجاجات الشعبية لم تهدأ كما يأمل النظام، متوقعة أن تعود على نحوٍ أقوى وأكثر تنظيماً وفاعلية.