صحف..

"خلافات" عسكر السودان.. انفراجة مرتقبة بدعم "مدني"

"أرشيفية"

الخرطوم

بدعم من القوى السياسية المدنية، ومساندة شعبية، باتت خلافات عسكريي السودان على مرمى حجر من الحل.

وبين تحركات مطردة واجتماعات مكثفة، تعكف القوى العسكرية (قوات الجيش وقوات الدعم السريع)، على الوصول إلى منطقة وسط للتوترات التي فجرتها تحركات من "الدعم السريع" على الأرض في مدينة مروي وفي محيط مطارها، أكدت قوات الجيش أنها لم تتم بالتنسيق معها، وقوبلت كذلك برفض شعبي.

"خلافات" عسكر السودان.. مخاوف من "المربع صفر"
وتسعى القوى السياسية للتنسيق مع الجيش لاستكمال العملية السياسية، وتشكيل حكومة انتقالية مدنية، وصولاً إلى تحول ديمقراطي بقيام الانتخابات.

أهمية "مروي"
وتقع مدينة مروي في الولاية الشمالية، وتبعد عن العاصمة الخرطوم نحو 360 كيلومترا شمالا.

وتضم مطار مروي الدولي، أحد أكبر المطارات في البلاد، ويُستخدم كقاعدة عسكرية أيضا.

كما تستضيف المدينة الفرقة الـ19 التابعة للجيش السوداني المعنية بحماية المرافق الاستراتيجية في المنطقة.

وتضم المدينة أيضا سد مروي الذي يبعد 40 كيلومترا عن المدينة ويغطي نصف حاجة البلاد من الكهرباء.

اجتماع استثنائي
ويرتقب السودانيون والقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري لقاء بين قادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، لطرح أفكار عملية والاتفاق على نقاط لتجاوز التوتر الحالي واستعادة المسار السياسي.

ومهّد لهذا الاجتماع المرتقب بين قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" والقيادات العسكرية من الجانبين، اجتماع عقدته، الخميس، القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري.

الاجتماع ناقش آخر التطورات في البلاد، بما يعجل بتجاوز نذر المواجهة الحالية، ودعم التوصل لاتفاق نهائي تتشكل بموجبه حكومة مدنية تعالج القضايا الملحة.

ووقف الاجتماع على "النشاط المتصاعد لعناصر تنظيم الإخوان و(المؤتمر الوطني المحلول)، وسعيهم الحثيث لإثارة الفتنة بالوقيعة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".

وطالبت بـ"التصدي لمخططات النظام البائد، ودعاوى الحرب، والتصعيد العسكري، ورفض تحويل الصراع في البلاد لصراع مسلح يغيب الطبيعة السياسية المدنية للقضية الوطنية".

ومن بين الحراك الهادف إلى حل الأزمة، وصل نحو 9 قادة كبار في الجيش السوداني، الخميس، لقاعدة مروي العسكرية، فيما عقد "حميدتي" اجتماعاً عبر الهاتف مع 3 مبعوثين دوليين.

وأعلن 3 من قادة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام قيادتهم وساطة لإنهاء خلافات البرهان وحميدتي.

وقالوا في بيان وقعه رئيس الحركة الشعبية مالك عقار، و"تحرير السودان" مني أركو مناوي، وزعيم حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم: "نود إحاطة شعبنا بأننا بذلنا مساعي حميدة بين قيادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لنزع فتيل الأزمة الأمنية التي تكاد تورد البلاد موارد الهلاك".

وأوضح القادة أنهم "وجدوا تجاوبا من الجانبين، وطلبا منهما التحلي بالروح الوطنية وتقديم تنازل يحقن الدماء ويعين على تحقيق الوفاق الوطني الشامل".

تصاعد التوترات
وكانت التوترات بين الجيش والدعم السريع وصلت إلى منحى خطير للغاية وسط انتشار للقوات في العاصمة الخرطوم وعدة مدن ونشر قطع عسكرية ثقيلة.

وتعود تلك التوترات بحسب مصادر عسكرية إلى خلافات بين حميدتي والبرهان بشأن تحديد الموعد النهائي لدمج قوات الدعم السريع في الجيش.

وقالت مصادر عسكرية لوسائل إعلام سودانية، إن "الدعم السريع أرسل مزيدا من القوات إلى مروي، في حين ينتظر الجيش انسحابه الكامل من المدينة".

فيما قال المتحدث باسم القوات المسلحة، في بيان، الأربعاء، إن قوات الدعم السريع أجرت تحركات داخل العاصمة وولايات أخرى دون موافقة القوات المسلحة بما يخالف نظام عمل الدعم السريع.

وأكد المتحدث باسم الجيش، نبيل عبدالله، في بيان، أن "البلاد تمر بمنعطف خطير والخطر يتزايد مع حشد قوات الدعم السريع بالعاصمة وبعض المدن دون التنسيق مع القوات المسلحة السودانية أو موافقتها".

بينما أصدرت قوات الدعم السريع بيانا، قالت فيه إن "انتشارها وتنقلها في جميع أنحاء البلاد، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومكافحة ظواهر الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية ومكافحة التهريب والمخدرات والجرائم"، نافية عدم التنسيق مع الجيش بشأن التحركات.

 مخاوف غربية
وكان مبعوثون وممثلون خاصون من فرنسا وألمانيا والنرويج وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أعربوا عن قلقهم العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن تصاعد التوترات في السودان وخطر التصعيد بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

وقال المبعوثون، في بيان مشترك، الخميس، إن "هذه الإجراءات التصعيدية تهدد بعرقلة المفاوضات نحو تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية".

ودعا المبعوثون القادة العسكريين والمدنيين بالسودان إلى "اتخاذ خطوات فاعلة للحد من التوترات".

كما حثوا قادة الجيش و"الدعم السريع"، على "الإيفاء بالتزاماتهم والانخراط بشكل بناء، لحل القضايا العالقة بشأن إصلاح قطاع الأمن لإنشاء مستقبل عسكري موحد ومهني وخاضع للمساءلة أمام حكومة مدنية.

وأكدوا أن "الوقت قد حان الآن للدخول في اتفاق سياسي نهائي يحقق التطلعات الديمقراطية لشعب السودان".

وتابعوا: "يُعد إنشاء حكومة انتقالية بقيادة مدنية أمرًا ضروريًا لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية الملحة في السودان، وهو المفتاح لإطلاق العنان للمساعدات الدولية".