الأخوان المتحاربان..

رسالة سوداني خاسر تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

"أرشيفية"

الرياض

تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع رسالة مصورة مؤثرة لشاب سوداني وجهها إلى أخويه اللذين يقفان على جبهتين مختلفتين في الحرب الطاحنة التي يشهدها السودان، في موقف لم يكونا يتخيلانه.

وتحول مصعب ويعقوب جالي إلى عدوّين موجهين أسلحتهما إلى بعضهما البعض في السودان، إذ يقاتل الأخ الأكبر في صفوف الجيش ضد أخيه الأصغر الذي ينتمي إلى قوات الدعم السريع.

ووجد الأخ الأوسط نفسه بين شقيقيه، فنشر رسالة لأخويه المتعاديين جسّدت تمزّقاً ليس فقط بين أبناء الوطن الواحد بل بين أبناء العائلة الواحدة وأقرب المقربين.

وانتشرت رسالة محمد جالي على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعا خلالها أخويه إلى التريث وإعادة الحسابات، مؤكداً أنه الخاسر الأوحد في هذه الحرب. وكتب:

وحصدت رسالة الشقيق محمد تعاطفاً كبيراً على الشبكات الاجتماعية تجاوزت حدود السودان، وكتب مغرد:

saadalroqi1@

رسالته تدمي القلوب.. لا أعلم حقيقةً كيف لشخص أن يحمل السلاح في وجه أخيه.

وكتب ناشط:

AlhmydAljabry@

حقيقه أنه لا يجتمع سيفان في غمد واحد لأن كلا منهما سوف يجرح الآخر، فهذا الخطأ الذي وقع فيه السودان الشقيق.


وتأسف مغرد لحال الإخوة، قائلا:

ib85drakmh@

حالك وحال أشقائك ينطبق على الأمة العربية والإسلامية. نحارب بعضنا البعض إما بالقوة أو بالاقتصاد أو بالتآمر، فلا تحزن يا عزيزي فهذا حالنا منذ زمن.


وأشار ناشطون إلى أن هذا الوضع المأساوي يعاني منه الكثيرون في السودان، في حرب لن تبقي ولن تذر وسيدفع السودانيون وحدهم ثمنها.

واستعان البعض بقصائد للشاعر الفلسطيني محمود درويش لتوصيف الحالة، حين قال “ستنتهي الحرب ويتصافح القادة وتبقى تلك العجوز، تنتظر ولدها الشهيد وتلك الفتاة، تنتظر زوجها الحبيب وأولئك الأطفال، ينتظرون والدهم البطل لا أعلم من باع الوطن! ولكنني رأيتُ من دفع الثمن”.

وأوضح الشاب محمد جالي في تصريحات لوسائل الإعلام أن شقيقه الأكبر مصعب واحد من قوات الجيش المرابطة في منطقة الفشقة على حدود السودان الشرقية، وقد أبلغه أن أوامر صدرت إليهم من القيادة بالتحرك إلى الخرطوم.

في حين أن أخاه الأصغر يعقوب جالي كان أبلغه قبل يومين بأن الأوامر صدرت إليهم من قيادة الدعم السريع بالتوجه من كردفان إلى الخرطوم.

الشقيق الأوسط محمد دعا من خلال الرسالة أخويه إلى التريث وإعادة الحسابات، مؤكدا أنه الخاسر في حربهما

وأشار إلى أن تلك الأنباء أصابته بحزن شديد، قائلاً “أصبح كل تفكيري منصبّا على مصير أخوي الأكبر والأصغر، وما زاد من حزني وآلامي أن أخبار شقيقي الاثنين انقطعت تماماً، فأخي الأكبر مصعب انقطعت أخباره عني بعد تحركهم من الفشقة حتى فوجئت باتصاله، وكم كانت مفاجأة سارة أسعدتني كثيراً وبثت بعض الطمأنينة إلى قلبي، أما شقيقي الأصغر يعقوب فلا زالت أخباره مقطوعة عني تماماً، وقلبي مشغول عليه كثيراً، وما زلت في انتظار أي اتصال منه أو ممن يخبرني بحاله على أحرّ من الجمر”.

ووجه رسالة إلى السودانيين دعاهم فيها إلى الضغط على القادة العسكريين من أجل وقف هذه الحرب الطاحنة فوراً. وقال “الدم السوداني واحد.. وهذه الحرب اللعينة لا رابح فيها فالجميع خاسر”.

وقال معلقون إن هذا المشهد يتكرر في دول عربية كثيرة. وكتب مغرد:

binajlan85@

#أحداث_السودان في العراق وعندما قتل العراقي أخاه، قلتُ في نفسي اختلاف مذاهب، ثم في سوريا تكرر المشهد فقلت اختلاف مذاهب أيضاً، ثم في مصر تكرر جزءٌ من المشهد، ثم في السودان يتكرر المشهد ويقتل المواطن أخاه على وقع التهليل والتكبير المتبادل، وكأن العروبة أصبحت لعنة.

وعلى إثر التفاعل الكبير مع منشوره، عاد محمد إلى منصة فيسبوك مجددا ليشكر كل من تواصل معه على رسائلهم إليه التي كانت مليئة بالتعاطف والدعاء له ولعائلته. وطمأن محمد متابعيه أنه تمكن من التواصل مع أخويه وهما بصحة جيدة. وقال محمد إن أخويه “فرحا لخبر المولود، واتفقا على تسميته محمد على اسمه”.

وسخر الأخوان حسب رواية محمد من القلق الذي أبداه تجاههما، قائلين “إنهما يقاتلان وفق قناعاتهما.. واحترمت ذلك رغم أنفي”.

وتشهد الخرطوم اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي”، والجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان الذي يقود البلاد منذ 2021.