اشترط على عباس قبول الخطة لاستئناف المساعدات
ترامب معلنًا صفقة القرن: القدس غير مجزأة عاصمة لإسرائيل
عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد أكثر من سنتين من العمل بتكتم وتأجيل إعلان الخطة للعديد من المرات، وذلك في وقت تعتبر فيه إسرائيل صفقة القرن بأنها "تاريخية"، فيما دعا الفلسطينيون إلى مقاطعتها لتعارضها مع القوانين الدولية.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته للسلام، مؤكدا أن الخطة تعتبر القدس عاصمة غير مجزأة لإسرائيل.
وقال ترامب إن الخطة هي فرصة مهمة، وربما آخر فرصة للفلسطينيين للسلام. وأضاف أن الخطة ستضمن دولة فلسطينية متصلة الأراضي.
وأكد الرئيس الأميركي وبجانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي إن خطته للسلام تتألف من 80 صفحة وهي "الأكثر تفصيلا" على الإطلاق.
وأعلن عن الخطة بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “صديقه الكبير”.
وأكد الرئيس الأميركي خلال لقائه نتنياهو يوم الاثنين “مرت سنوات عديدة عديدة عديدة، وعقود وقرون في البحث عن السلام في الشرق الأوسط، وهذه فرصة لتحقيق ذلك”.
وأضاف “أعتقد أن هناك فرصة” لتشجيع السلام، معبرا عن تفاؤل رغم الرفض القاطع من جانب الفلسطينيين الذين باتوا يرون أن واشنطن لم تعد تمتلك المصداقية الضرورية للتحرك كوسيط بعد اتخاذها سلسلة من القرارات المؤيدة لإسرائيل.
والهدف حدده رجل الأعمال النيويوركي السابق الذي يؤكد باستمرار أنه مفاوض بارع، عندما أسند إلى صهره ومستشاره جاريد كوشنر في ربيع 2017، المهمة الشاقة المتمثلة بوضع اقتراح يمكن أن يؤدي إلى “اتفاق نهائي” بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أي أن ينجح حيث فشل كل الرؤساء السابقين.
وقال ترامب “نعتقد أنه في نهاية المطاف سنحصل على دعم الفلسطينيين”، معولا بذلك على دعم الدول العربية الأخرى.
وذكر مسؤولون فلسطينيون إن رئيس الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض في الأشهر الأخيرة عروض حوار مع الرئيس الأميركي ويعتبر الخطة “ميتة أصلا”.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، مسبقا الأسرة الدولية إلى مقاطعة المشروع المخالف، برأيه، للقانون الدولي. وقال إنها “تصفية للقضية الفلسطينية”، داعيا المجتمع الدولي إلى “ألا يكون شريكا فيها لأنها تتعارض مع أبجديات القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف”.
وفي مؤشر إلى حساسية التوقيت قبل شهر من انتخابات جديدة في إسرائيل حيث يواجه نتنياهو اتهامات بالفساد، استقبل ترامب منافسه الرئيسي بيني غانتس. لكن اختار أن يظهر أمام الكاميرات مع نتنياهو الذي لم يخف حماسته.
وقال نتنياهو “شكرا على كل ما فعلته من أجل إسرائيل”، مشيرا إلى السياسة المتشددة حيال إيران والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقرار التراجع عن اعتبار مستوطنات الضفة الغربية “مخالفة للقانون الدولي”.
وأعلن متحدث باسم نتنياهو الثلاثاء أنه سيتوجه إلى موسكو الأربعاء لاطلاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تفاصيل الخطة الأميركية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز انتشاره في منطقة غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة.
يقول الفلسطينيون إن الخطة تقضي بأن تضم إسرائيل غور الأردن، المنطقة الاستراتيجية الواسعة في الضفة الغربية، والمستوطنات في الأراضي الفلسطينية والاعتراف بالقدس عاصمة موحدة للدولة العبرية.
وقد هدّد الفلسطينيون الأحد بالانسحاب من اتفاقية أوسلو التي تحدد العلاقة مع إسرائيل في حال أعلن ترامب خطته.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن “خطواتنا للرد على إعلان صفقة القرن تتمثل بإعلان تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير وأبرزها إعلان انتهاء المرحلة الانتقالية”.
وتنص اتفاقات أوسلو الثانية الموقعة في سبتمبر 1995، على فترة انتقالية من خمس سنوات يتم خلالها التفاوض على قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات والترتيبات الأمنية والحدود والعلاقات والتعاون مع جيران آخرين.
وبموجب هذه الاتفاقات، قسّمت الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق: الأولى خاضعة للسيطرة المدنية والأمنية الفلسطينية، والثانية تخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية والثالثة تخضع لسيطرة مدنية وأمنية إسرائيلية.
وكان يفترض أن تنتهي هذه الاتفاقات بحلول 1999، لكن تم تجديدها بشكل تلقائي من قبل الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
ورأى عريقات أن “إعلان الخطة سيخلق واقعا جديدا” و”يحوّل الاحتلال من مؤقت إلى دائم”. ورفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أيضا الخطة.
وصرح رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية أن خطة السلام الأميركية “لن تمر”، مشيرا إلى أنها قد تقود الفلسطينيين “إلى مرحلة جديدة في نضالهم”.
وأكدت حماس مشاركتها في اجتماع “طارئ” في رام الله مساء الثلاثاء يضم الفصائل الفلسطينية كافة برئاسة عباس.
وكشفت واشنطن في يونيو الماضي الجانب الاقتصادي من الخطة الذي يقضي باستثمار نحو خمسين مليار دولار في الأراضي الفلسطينية والدول العربية المجاورة على مدى عشر سنوات. لكن تفاصيل هذا الشق يبقى موضع تكهنات. إلا أنّ الغموض يلف مسألة قيام دولة فلسطينية. ورفض ترامب وكوشنر حتى الآن استخدام هذه العبارة، في قطيعة مع الموقف التقليدي للأسرة الدولية المؤيد لـ”حل الدولتين”.