الأرصدة المجمدة

كوريا الجنوبية تعاقب إيران أمريكيا وطهران تهدد فقط

وكالات

ارتفعت مؤخرًا حدة التهديدات والانتقادات الإيرانية إلى كوريا الجنوبية؛ بسبب قضية «الأموال المجمدة»، حيث يواصل مسؤولو الملالي تهديد كوريا الجنوبية من أجل الإفراج عن أموال إيران المتحجزة في بنوك كوريا الجنوبية؛ حيث تنفذ حكومة سيول العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، والتي دفعت بعض الدول لاحتجاز أموال من مبيعات النفط الإيراني بسبب الحظر الأمريكي المفروض على التبادلات المالية بين هذه الدول وإيران.

وتعد كوريا الجنوبية التي أوقفت بعد أكثر من عام من استيرادها النفط الإيراني، من الدول التي امتثلت لقرار واشنطن بسحب الإعفاءات النفطية، في إطار تشديد العقوبات على إيران، إلا أن «سيول» لم تسلم من مسؤولي نظام الملالي الذين شنوا حملة في يونيو 2020 عليها للحصول على أموال إيران المجمدة لدى البنوك الكورية الجنوبية منذ سبتمبر 2019، بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، بما يقارب 7 مليارات دولار.

 

تهديدات إيرانية

وكان آخر ما نجم عن هذه الأزمة في 21 يوليو 2020؛ حيث استدعت وزارة الخارجية في كوريا الجنوبية، السفير الإيراني لديها «سعید بادامجیان شبستري»، لإعلان رفضها التهديدات الإيرانية التي أطلقها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «عباس موسوي» في 20 يوليو 2020، برفع شكوى قضائية ضد كوريا الجنوبية في المحاكم الدولية، في حال عدم توصل الإجراءات الدبلوماسية إلى نتائج، واستمرت سيول في تجميد الأرصدة الإيرانية في بنوكها، ليس ذلك فقط، بل اتهم المتحدث الإيراني كوريا الجنوبية بالتبعية لأمريكا، واصفًا العلاقة بين البلدين بـ«علاقة السيد برعيته»، وفقًا لما أعلنته وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».

ومع ذلك، فإن السفير الإيراني لدى كوريا الجنوبية، أخبر وزارة الخارجية في سيول، بأن تصريحات المتحدث الإيراني «موسوي» لا تعكس موقف الحكومة الإيرانية، مطالبًا كوريا الجنوبية بضرورة التوصل إلى اتفاق لإنهاء هذه الأزمة.

وتجدر الإشارة إلى أن إيران تبذل كافة مساعيها في الوقت الحالي للحصول على هذه الأموال للخروج من التداعيات السلبية التي فرضتها العقوبات الأمريكية وجائحة «كورونا»، الذين نجم عنهما انهيار الاقتصاد الإيراني، والعملة الإيرانية.

ورغم ذلك، يمكن القول إنه بموجب العقوبات الأمريكية، يمكن لإيران استخدام أصولها المجمدة فقط لاستيراد السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء من كوريا الجنوبية، وهذا ما أعلنه رئيس غرفة التجارة الإيرانية الكورية الجنوبية «حسين تنهائي» في 7 يوليو 2020، مبينًا أن هناك اتفاقًا سيبرم بين طهران وسيول لتوريد أدوية ومعدات طبية من سيول عبر أرصدة إيران المجمدة في هذا البلد، وفقًا لوكالة «إيلنا» الإيرانية.

أسباب الأزمة

وتطرح تساؤلات عن أسباب ارتفاع حدة التهديدات الإيرانية مرة أخرى، وهل من الممكن أن تنفذ طهران تهديدات ضد سيول، وتلجأ إلى المحاكم الدولية لحل أزمتها، لذلك أوضح «مسعود إبراهيم» أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة كفر الشيخ المصرية، أن كوريا الجنوبية تعد شريكًا تجاريًّا مهمًّا للنظام الإيراني خلال فترة العقوبات، وكانت من أهم مستوردي النفط الإيراني، ولكن مع إلغاء واشنطن الإعفاءات لبعض الدول من شراء النفط الإيراني دون تطبيق العقوبات عليها، وصل معدل شراء سيول للنفط الإيراني صفر منذ مايو ٢٠١٩.

ولفت «إبراهيم» في تصريح إلى أنه مع التزام حكومة كوريا الجنوبية بقرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» جمدت كوريا ما يقرب من 7 مليارات دولار من أرصدة الحكومة الإيرانية، الأمر الذي يمثل ضغطًا كبيرًا على الاقتصاد الإيراني الذي يعاني نتيجة للعقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل أمريكا على إيران.

وأشار الأكاديمي المصري، أنه في ظل الضغط الأمريكي، وخوف الشركات الأجنبية من أن تطالها العقوبات الأمريكية لم تقم الدول الأوروبية وغيرها من تطبيق آلية دول الاتحاد الأوروبي «الأنستكس» والتي تسمح بتبادل السلع الرئيسية وخاصة الدواء والغذاء مقابل النفط دون استخدام الدولار.

اللجوء إلى الدبلوماسية

وأضاف أن ذلك دفع الكثير من مسؤولي النظام الإيراني بالتهديد والوعيد، باتخاذ إجراءات قانونية ضد كوريا الجنوبية، وهو أمر مستبعد حاليًّا؛ لأن كوريا تمثل أحد أهم الآليات التي تساعد طهران في تخطي أزمتها الاقتصادية.