الإمارات تدخل عهد إنتاج الطاقة النووية السلمية

بانتظار تشغيل أولى محطات أكبر مجمع للطاقة النووية السلمية في العالم

أبوظبي

 أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة التابعة لها أن المحطة الأولى في مجمع براكة، الذي يضم 4 محطات أصبحت جاهزة للتشغيل خلال الأشهر المقبلة.

وأوضحت أن نتائج تقييم الجاهزية التشغيلية، التي أجراها فريق دولي من خبراء الطاقة النووية في مركز أتلانتا التابع للرابطة العالمية لمشغلي الطاقة النووية، أكدت جاهزية المحطة لبدء المرحلة التشغيلية.

وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية إن شركة نواة للطاقة، المشغلة للمحطة دخلت المرحلة الأخيرة من تلبية المتطلبات النهائية لضمان جاهزيتها التشغيلية قبل “بدء عملية تحميل أولى حزم الوقود النووي في أولى محطات براكة للطاقة النووية خلال الأشهر القادمة”.

وذكرت أنه “بمجرد تحميل حزم الوقود النووي في المحطة ستبدأ شركة نواة مرحلة اختبارات التشغيل التصاعدي حتى تصل إلى المستويات التي تسمح بإنتاج الطاقة بشكل تجاري خلال عدة أشهر”.

وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية قد أكدت الشهر الماضي أنها في المراحل النهائية لإصدار ترخيص أول مفاعلات براكة.

وتعد براكة، الني أنشأتها الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو) أكبر مجمع لتوليد الطاقة النووية السلمية في العالم. ويضم 4 محطات متطابقة. وتبلغ طاقة كل منها 1400 ميغاواط.

وكان من المقرر افتتاح المحطة الأولى في عام 2017. ويقول محللون إن التأجيل جاء بسبب جهود الجهات التنظيمية في الإمارات لرفع سقف معايير السلامة والإجراءات الاحترازية العالمية إلى مستويات غير مسبوقة.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات أنه “خلال عملية التقييم التي جرت في نوفمبر 2019، عمل فريق التقييم على اختبار عدد من الوظائف التخصصية، التي شملت أداء مشغلي المفاعلات والعمليات والصيانة، وصولا إلى إدارة العمل والجاهزية لحالات الطوارئ”.

وجاءت عملية تقييم الرابطة العالمية لمشغلي الطاقة النووية، بعد سلسلة من الاختبارات التي قامت بها عدة جهات رقابية محلية ودولية خلال الأعوام الماضية والتي تكللت باستيفاء المحطة الأولى في براكة لشروط التشغيل الآمن.

ويعتبر التعاون مع المنظمات النووية الدولية أحد أهم بنود وثيقة سياسة الإمارات، التي صدرت في عام 2008 والمتبعة لتطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي وفق أعلى المعايير العالمية.

وتتضمن تلك الوثيقة التزامات غير مسبوقة بالشفافية التشغيلية الكاملة وتطبيق أعلى معايير السلامة والأمان إلى جانب ضرورة التعاون مع الرابطة العالمية لمشغلي الطاقة النووية وأعضائها بهدف توفير التقييم اللازم وتبادل الخبرات في هذا المجال.

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية محمد إبراهيم الحمادي إن نجاح المحطة النووية الأولى في براكة في اجتياز تقييم الرابطة العالمية لمشغلي الطاقة النووية يعد إنجازا كبيرا بالنسبة للبرنامج النووي السلمي الإماراتي.

وأضاف أنه يمثل اعترافا دوليا بالتزام المحطة وفريق العمل والعمليات التشغيلية بالمعايير العالمية كما يمثل اعترافا بأن محطات براكة للطاقة النووية السلمية تستوفي الالتزامات التي تعهدت بها الإمارات في عام 2008 حول الشفافية التشغيلية الكاملة والسعي لتحقيق أعلى معايير السلامة والجودة والأمان.

وتعهد بمواصلة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تقديم الدعم لشركة نواة للطاقة في مساعيها للحصول على رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية للبدء بالإنتاج الآمن والتدريجي للطاقة الكهربائية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة لدعم النمو في الإمارات على امتداد الأعوام الستين المقبلة.

وتأتي عملية التقييم تتويجا لجهود الرابطة العالمية لمشغلي الطاقة النووية حيث قامت بأكثر من 30 زيارة وتقييم خلال الفترة الماضية والتي تبرز ثقافة السلامة المتبعة في البرنامج النووي السلمي الإماراتي والتزامه بتطبيق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأمان والجودة والشفافية.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن هذا الإنجاز يسلط الضوء على نجاح الأنشطة الخاصة بالجاهزية التشغيلية التي تجريها شركة نواة للطاقة المسؤولة عن التشغيل والصيانة بصورة مستمرة ولاسيما في ظل الاستعدادات لتحميل الوقود النووي في المحطة النووية الأولى خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وقال مارك ريدمان الرئيس التنفيذي لشركة نواة للطاقة إن اجتياز تقييم ما قبل التشغيل الذي أجرته الرابطة العالمية لمشغلي الطاقة النووية للمحطة النووية الأولى في براكة يعتبر إنجازا استثنائيا ودليلا على التزام شركة نواة باللوائح التنظيمية والمعايير المحلية والعالمية.

وأضاف أن شركة نواة سوف تواصل جهودها لضمان بدء التشغيل الآمن للمحطة النووية الأولى وستعمل بشكل وثيق مع شركائها “لضمان جاهزيتنا لاستلام رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية بالتزامن مع التزامنا الكامل بأعلى معايير التميز التشغيلي”.

واقتربت المحطة الثانية في مجمع براكة من الاكتمال بشكل نهائي لتبدأ بعد ذلك عمليات الاختبار في وقت تقترب فيه المحطتان الثالثة والرابعة من مراحل الإنجاز الأخيرة.

وستسهم المحطات الأربع عند اكتمال تشغيلها في تزويد دولة الإمارات بطاقة كهربائية تعادل خفض انبعاثات تصل إلى 21 مليون طن من الغازات الكربونية سنويا.

وكانت حكومة أبوظبي قد وقّعت عقدا في عام 2009 مع ائتلاف تقوده شركة كيبكو بقيمة حوالي 20.4 مليار دولار لبناء المفاعلات النووية تبلغ طاقتها الإجمالية التقديرية حوالي 5600 ميغاواط.

وفي يوليو 2016، وقّعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية اتفاقية مع الشركة الكورية للطاقة المائية والنووية لتقديم خدمات الدعم التشغيلي للمحطة.

وتندرج مفاعلات محطة براكة ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية، التي تتميز بأحدث التقنيات المتطورة من بين تصاميم مفاعلات الطاقة النووية في العالم.

ونفذت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عددا من التعديلات على تصاميم المحطات للتكيف مع الظروف المناخية في الإمارات وتلبية اللوائح الخاصة بالهيئة الاتحادية للرقابة النووية.

وتضمنت التعديلات استخدام مضخات ومبادلات حرارية وأنابيب أكبر حجما لزيادة معدل تدفق المياه في أنظمة التبريد، وبالتالي زيادة القدرة على التعامل مع درجات الحرارة لمياه البحر في الخليج.