الحوثي "يستحوذ" على عقارات صنعاء... ما هي أهدافه؟

"أرشيفية"

موسكو

حرب ضروس ومعارك متواصلة عنوانها "العقارات" تقودها ميليشيات الحوثيّ ضدّ ممتلكات المواطنين اليمنيين.
 
ما أن تهدأ بمكان ما حتى تشتعل في مكان آخر.
 
ليسَ آخر الفصول ما حصل في مديرية بني مطر، غربي العاصمة صنعاء. تؤكد مصادر لـ"جسور" أنّ الميليشيات حاولت، بقوّة السّلاح، السيطرة على حوالي 80 ألف م2 من أراضي وممتلكات المواطنين بحماية من قوات عسكرية تابعة لها، وشرعت في بناء أسوار حولها".
 
تُؤكّد المصادر أنّ هذه الحملة لم تكُن الأولى. إذ شنّ مُسلّحو الحوثيّ د حملة سبقتها واستولوا خلالها على أموال المواطنين في منطقة جدر، شمال شرقي صنعاء، ومديريات أرحب شمالي العاصمة، بالإضافة إلى أراضي المواطنين في مديرية همدان، شمال غربي العاصمة".
 
ما هو هدَف المليشيات من هذه الحملات؟
 
تكشف المصادر"عن المخططات الرامية من قبل المليشيا نحو إجراء تغييرات ديموغرافيّة في تلك المناطق التي تخشى من اندلاع أي مقاومة فيها".
 
واعتبر مصدرٌ يمنيٌّ مُطّلع أنّ الإجراءات الحوثية تحمل هدفين:
 
الأوّل: تُخطّط الميليشيات لجرف مساحاتٍ الأرض وأن تُحدِثَ تغييراً ديمغرافيّاً، لتستحوذَ على ملف الأراضي والعقارات في العاصمةِ كإحدى وسائل الإثراء والنّهب.
 
الثّاني: ترتفعُ الهواجس الأمنيّة لدى جماعة الحوثيّ تحسّباً لأيّ انتفاضةٍ شعبيّة مُحتملة أو أيّ عملٍ عسكريٍّ ضدّها في صنعاء.
 
وفيما يحاول أهالي المنَاطِق المقاومةَ والّدفاع عن أرزاقهم وممتلكاتهم إلا أنّ سلاح الميليشيات بالمرصاد.
 
تُفيد المصادر أنّ الحوثيين "أطلقوا النار على منازل الموطنين وداهموا قرى ومنازل، واختطفوا عدداً من أبناء القُرى الذين رفضوا عمليّة السّطو على أراضيهم وتنفذيهم اعتصاماً سلمياً للتنديد بالإجراءات الحوثيّة".
 
خلال العام الماضي عاشت القبائل في "همدان" صراعًا محتدمًا مع ميلشيات الحوثيّ، عبر ما يُسمى بـ"مؤسسة شهيد"، وهي مؤسسة حوثية تهدف للّسطو على أراضي للمواطنين، وتحويلها إلى مقابرَ، بعد مصادرتها في أغسطس 2021، وتزيد مساحتها على 66 ألف متر مربع، وحصل الأهالي على حكم قضائي من محكمة حوثية بأحقيّتهم بالأرض، لكن نافذين في الميليشيا يرفضون تنفيذ الحكم القضائي.
 
وخلال العامين الماضيين، شدَّدت المليشيا القيود التعسفيّة على التصرف بالأراضي المتاخمة للعاصمة صنعاء. جاءَ ذلك عبر سلسلة من الاجراءات أبرزها، إلزام الأمناء الشرعيين في المناطق المحيطة لمداخل العاصمة، منع البيع والشراء في الأراضي والعقارات والتصرف بها إلا تحت إشراف الميليشيات عبر تشكيل ما يسمى بـ "الأمن والمخابرات".
 
يرى مراقبون، أنّ مليشيا الحوثي تواصل السطو على عقارات وممتلكات القبائل في محيط صنعاء، بهدفِ السّيطرة على موارد القبائل الماليّة وإعادة ترتيب السكان في العاصمة كما ضمان بقاء الميلشيات كقوة بلا منازع، وإخراج "القبيلة" من دائرة التأثير والفعل والنفوذ.