إسبانيا تطبق قيوداً جديدة لترشيد المياه جراء أزمة الجفاف

"أرشيفية"

موسكو

بدأت الحكومة الإسبانية في تطبيق قيود جديدة على استهلاك المياه في البلاد، نظرا لوصول احتياطي المياه في الخزانات إلى مستويات حرجة بسبب موجة الجفاف الشديدة، وفقا لصحيفة "لا سيكستا" الإسبانية.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن خزانات الدولة بها 47.5% من طاقتها أي أقل من 20% من متوسط السنوات العشر الماضية، كما أن الوضع في كتالونيا أصبح أكثر حساسية بسبب انخفاض احتياطي المياه في الخزانات الرئيسية مع موجة الجفاف العالية.

وأوضحت الصحيفة أنه لذلك كان من الضروري تقييد استهلاك المياه في العديد من البلديات مع قطع الإمداد الليلي وإغلاق الصنابير على الشواطئ ومنع ري الحدائق وغسيل السيارات، بالإضافة إلى تقييد مياه الشرب للأشخاص خاصة في إقليم كتالونيا.

كما قررت الحكومة تخفيض استخدام المياه في الزراعة بنسبة 40%، ولكن القيود الجديدة تزيد من مصاعب المزارعين في منطقة برشلونة، وفقا لرئيس جمعية المزارعين أوجسطين جارسيا سيجوفا، الذين يعانون أصلا ندرة الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.

وقال سيجوفا: "إذا منعنا من زراعة ما نستطيع من الغلال، فالإنتاج سيكون قليلا، وستكون ندرة في الغذاء"، "وستكون الندرة في إسبانيا وفي الخارج، وسينعكس ذلك على الأسعار".

وتؤكد السلطات الكتالونية أنها لا تعتزم فرض المزيد من القيود على المدى القصير، ولكن بحلول الصيف، وارتفاع درجة الحرارة، سيزيد الضغط على الموارد المائية بسبب متطلبات موسم السياحة، وتعترف الحكومة أنها تستعد لأسوأ الظروف.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.