ضمن منطقة حمى بنجران أكبر متحف للنقوش الصخرية

هيئة التراث السعودية تكتشف سادس أقدم نقش عربي

تعد منطقة حمى الثقافية بنجران واحدة من أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم

وكالات

ضمن جهودها الحثيثة لتعقّب واكتشاف الآثار الوطنية في الجزيرة العربية، كشفت هيئة التراث السعودية سادس أقدم نقش عربي مبكر، في جبل الحقون بمنطقة حمى الثقافية في نجران، المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، بوصفها موقعاً ثقافياً ذا قيمة عالمية واستثنائية للتراث الإنسانية.

وفي سياق أعمال المسح التي تُجريها هيئة التراث، لتسليط الضوء على المزيد من الكنوز الثقافية التي تحتفظ بها مناطق السعودية الغنيّة بمواقع التراث المهمة على خارطة الحضارات الإنسانية، تم اكتشاف النقش التذكاري الذي سجّله كعب بن عمرو بن عبد مناة، وختَمه بتاريخ تنفيذه وفقاً للتقويم النبطي، وذلك باستخدام أسـلوب الرموز النبطية ذات القيم العددية.

وأوضحت الهيئة أن تاريخ هذا النقش يشير إلى أن صاحبه كان تاجراً مارّاً بهذا الطريق قاصداً موطنَه في شمال غرب الجزيرة العربية، مبينة أن قواعد التاريخ بينت أن سنة 380 بتقويم بصري تعادل سنة 485م، وذلك بعد إضافة 105 سنوات.

ويمثل هذا الاكتشاف إضافةً علمية قيمة لسجل الكتابات العربية المبكرة قبل الإسلام، وحلقة مهمة من حلقات تطوّر الكتابة العربية، وفصلاً تاريخياً جديداً يُضاف إلى متحف مفتوح من النقوش الأثرية الصخرية في منطقة نجران.

وجاء نص النقش "كعب بن عمرو بن عبد مناة كتب هذا الكتب سنة 380"، وأشارت هيئة التراث أنه ووفقاً لقواعد التاريخ، فإن سنة 380 بتقويم بصري تعادل سنة 485 للميلاد، وذلك بعد إضافة 105 وهو تاريخ سقوط مملكة الأنباط.

نجران: متحف مفتوح من النقوش الأثرية الصخرية

وتعد منطقة حمى الثقافية في نجران جنوب السعودية، واحدة من أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم، نجحت السعودية في تسجيلها في قائمة التراث العالمي في يوليو (تموز) 2021، كسادس موقع سعودي في القائمة العالمية الرفيعة.

وتقع منطقة الفن الصخري الثقافي في حِمى على مساحة 557 كم مربعاً، وتضم 550 لوحة فن صخري تحوي مئات الآلاف من النقوش والرسوم الصخرية، التي ورثت تاريخاً من الحضارات والثقافات المتعاقبة على مرّ العصور، إذ كانت دائماً في قلب التاريخ الحيّ، ونقطة حيوية في طرق القوافل القديمة وطرق التجارة التي تعبر الأجزاء الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، ويعتقد أنها كانت إحدى الأسواق الرئيسية في شبه الجزيرة العربية القديمة، وتمثل الآبار الموجودة في بئر حِمى آخر نقطة إمدادات الماء على طريق الشمال، والأولى بعد عبور الصحاري على طريق الجنوب.

ويضم موقع حِمى عشرات الآلاف من النقوش الصخرية المكتوبة بعدة نصوص قديمة، تضم نقوشاً بالقلم الثمودي، والنبطي، والمسند الجنوبي، والسريانية واليونانية، بالإضافة إلى النقوش العربية المبكرة (من فترة ما قبل الإسلام) والتي تعد بدايات الخط العربي الحديث.

وتمثل فنون ونقوش حمى الصخرية مصدراً لا يقدر بثمن للتوثيق الكتابي والفني والتاريخي وحتى الإثنوغرافي لأحداث التغير المناخي خلال الفترة السائدة، ويتجلى ذلك من خلال البقايا الأثرية الشاسعة التي تم العثور عليها في موقع حِمى بمنطقة نجران على شكل مذيلات ومنشآت ومقابر ركامية، وورش لتصنيع الأدوات الحجرية مثل الفؤوس والمدقّات ورؤوس السهام الحجرية، كما يوجد في الموقع آبار مياه قديمة لا تزال تستعمل حتى اليوم.