ترجمات..

الولايات المتحدة تحذّر من الانسحاب السريع لقوات الأمم المتحدة في الكونغو

"أرشيفية"

روسيا

حذرت الولايات المتحدة، الاثنين، من أن انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد انتخابات ديسمبر وفق ما طلبت كينشاسا، سيكون سابقا لأوانه.

وقال روبرت وود نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة إن "انسحابا سريعا لـ مونوسكو (بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية) من المرجح أن يخلف فراغا أمنيا لن تكون سلطات الدولة قادرة على تعويضه"، مشيرا إلى أن ذلك سيعزز نشاط الجماعات المسلحة، وفق فرانس برس.

وجاءت تصريحات وود خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في الكونغو الديمقراطية. 

وتابع وود: "كما قلنا مرات عدة، لا تستطيع بعثة مونوسكو ولا ينبغي لها البقاء في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى أجل غير مسمى".

أضاف: "لكن هناك إجماعا واسع النطاق على أن حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية لن تتمكن من تلبية المعايير التي وافقت عليها على أنها الحد الأدنى من الشروط المطلوب توافرها لسحب (مونوسكو) نهاية عام 2023".

وكان مجلس الأمن قد وافق عام 2020 على خطة للانسحاب التدريجي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، واضعا معايير لنقل مسؤوليات قوات الأمم المتحدة إلى القوات الكونغولية.

وأواخر العام الماضي وافق مجلس الأمن على تمديد مهمة "مونوسكو"، لكنه طلب في الوقت نفسه من الأمين العام أنطونيو غوتيريش أن يقدم في يوليو اقتراحات لإعادة تشكيل البعثة.

ومنذ عام 1999، تعد "مونوسكو" واحدة من أهم مهام الأمم المتحدة وأكثرها تكلفة على الإطلاق.

واقترحت كينشاسا على القوات الأممية الانسحاب بعد الانتخابات العامة في ديسمبر.

وقال جورج نزونغولا نتالاجا سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية لدى الأمم المتحدة، الاثنين: "تواصل حكومتي إجراء حوار بناء مع بعثة مونوسكو لتحديد خطة انتقالية".

أضاف: "رؤيتنا هي التركيز على المعالم المطلوبة لخلق الحد الأدنى من الظروف الأمنية تمهيدا لانسحاب جيد".

تدهور الوضع الأمني

وبدورها قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا، مارثا بوبي إن الوضع الأمني في شرق الكونغو الديمقراطية مستمر في التدهور في منطقتي إيتوري وكيفو الشمالية رغم هدوء الاشتباكات بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية.

وأضافت المسؤولة الأممية في تعليقها على الخطة الانتقالية لمغادرة بعثة الأمم المتحدة للكونغو الديمقراطية "إنه في ظل التحول السريع في البيئتين الوطنية والإقليمية فإنه يجب علينا أن نحافظ على المسار لإتمام خطة انتقالية مسؤولة ومنظمة وتدريجية".

لكنها أكدت أنه يجب ألا يضر انسحاب بعثة (مونوسكو) بعملية حماية المدنيين قائلة: "ينبغي أن نتجنب خلق فراغات أمنية.. لا يمكن أن تغادر البعثة مناطق تمثل فيها الجهة الوحيدة لتوفير الحماية".

وأوضحت أن البعثة وفريق الأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية يتعاونان بصورة نشطة مع الحكومة هناك لإعادة تقييم الخطة الانتقالية اتساقا مع التفويض الممنوح للبعثة من مجلس الأمن.

وتعرضت بعثة "مونوسكو" في الكونغو لانتقادات من السكان المحليين بسبب استمرار العنف في شرق البلاد الغني بالموارد، كما خرجت تظاهرات عنيفة ضدها لاتهامها بالفشل في حماية المدنيين.

وتواجه بعثات الأمم المتحدة في جميع أنحاء القارة الإفريقية دعوات مماثلة للانسحاب.

ومن المقرر أن ينظر مجلس الأمن أيضا في وقت لاحق هذا الأسبوع في التصويت على بقاء بعثة الأمم المتحدة في مالي "مينوسما"، بعد أن طلب وزير الخارجية المالي عبدالله ديوب انسحابها "دون تأخير" منددا بفشلها في مواجهة التحديات الأمنية.

ومن المرجح أن توافق الأمم المتحدة على طلب مالي، وفقا لمصادر دبلوماسية.