غوتيريش يدعو من بور أو برنس إلى عدم "نسيان" هايتي

"أرشيفية"
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، السبت، من بور أو برنس إلى عدم "نسيان هايتي"، مبديا "تضامنه" مع الهايتيين العالقين في "حلقة مأساوية" من العنف والبؤس والكوارث الصحية.
في ختام زيارة "تضامن" استغرقت بضع ساعات هي الأولى له إلى هذه الدولة الكاريبية الفقيرة بصفته الأمين العام للمنظمة الدولية، قال غوتيريش: "يجب أن نضع هايتي على خريطة الحياة السياسية الدولية، وأن نجعل مأساة الشعب الهايتي أولى أولويات المجتمع الدولي".
وأضاف “غوتيريش”: "التقيت هايتيات وهايتيين وشعرت بكل الإنهاك الذي يعانيه السكان الذين يواجهون منذ فترة طويلة سلسلة أزمات وظروف معيشية غير مستدامة"، مشيرا إلى أنه "استمع إلى ندائهم للمساعدة"، وفق وكالة فرانس برس.
بعد لقائه خصوصا رئيس الوزراء أرييل هنري وقادة أحزاب سياسية مختلفة وأعضاء من المجتمع المدني، شدد غوتيريش على أن "هذا ليس الوقت لنسيان هايتي".
وقال غوتيريش إنه أجرى "تبادلات صريحة" مع هنري ومسؤولين آخرين حول "الحاجة إلى اتفاق سياسي لإنهاء الأزمة"، من دون أن يخوض في تفاصيل.
ومن المقرر أن يبحث مجلس الأمن الدولي في الوضع بهايتي في يوليو الجاري، وقد حضه غوتيريش على "السماح بنشر قوة أمنية دولية قوية على الفور".
وقال الأمين العام: "أدعو الدول التي لديها القدرة على توفير قوة أمنية قوية إلى عدم التردد بعد الآن".
وأردف: "كل يوم مهم، إذا لم نتحرك الآن، سيكون لعدم الاستقرار والعنف تأثير دائم في أجيال من الهايتيين".
عصابات مسلحة
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أن "بور أو برنس محاطة بعصابات مسلحة تقطع الطرق الرئيسة المؤدية إلى المناطق الشمالية والجنوبية وتتحكم في الوصول إلى المياه والغذاء والرعاية الصحية".
وأدان غوتيريش بـ"أشد العبارات" انتشار "العنف الجنسي الذي تستخدمه العصابات المسلحة سلاحا لبث الرعب".
كانت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، كاثرين راسل، نددت، الخميس الماضي، بـ"الفظائع" التي يعانيها شعب هايتي، متحدثة عن عمليات اغتصاب تتعرض لها فتيات صغيرات وتجنيد أطفال وحرق منازل.
وبعد أيام قليلة على عودتها من بور أو برنس، قالت "راسل"، إن "هايتي تتحول بالفعل إلى أزمة منسية"، مشيرة إلى أن ما يقرب من نصف السكان أي 5,2 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، بينهم نحو 3 ملايين طفل.
المساعدات ليست كافية
لكن المساعدات الإنسانية ليست كافية لتلبية هذه الاحتياجات، لذلك ناشد غوتيريش المجتمع الدولي، قائلا: "إنها مسألة تضامن، لكنها أيضا مسألة عدالة أخلاقية".
كذلك دعا إلى عودة "النظام الديمقراطي سريعا"، مطالبا الجميع بـ"تجاوز مصالحهم الشخصية وتقديم تنازلات تسهيلا لظهور رؤية مشتركة ومسار انتخابي قابل للتطبيق".
لم تجرِ هايتي انتخابات منذ 2016، ويواجه هنري الذي عين رئيسا للوزراء قبل 48 ساعة فقط من اغتيال الرئيس جوفينيل موييس في يوليو 2021، تساؤلات بشأن شرعيته.