اشتباكات جنين..

محلل فلسطيني: نقاوم حتى الرمق الأخير ونواجه تحديات جمّة!

"أرشيفية"

لندن

فشلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجددًا في زعزعة وحدة الشعب الفلسطيني المقاوم، معلنة انتهاء العملية العسكرية في مخيم جنين التي استمرت 48 ساعة وعاد بعدها من خرج من سكان المخيم ليتفقدوا آثار الدمار في البنية التحتية لخامس أكبر مدينة في الضفة الغربية.

وفيما شوهدت أرتال من المركبات العسكرية الإسرائيلية تغادر جنين تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد الفرح بما وصفوه "انتصار المقاومة" في جنين، ونشروا بعض المقاطع التي تحدث فيها سكان المخيم عن صمودهم ودعمهم لمسلحي المخيم.

وسط هذه الأجواء، يشير رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس أحمد رفيق عوض في حديث لـ"جسور" الى أن "القوات الإسرائيلية اعتدت ودمرت منازل مدنيين عزل فيما انتهت العملية العسكرية باستشهاد 12 فلسطينيا بينهم 5 أطفال. ومرة جديدة، استطاعت المقاومة الشعبية المذهلة أن تكبد الاحتلال الإسرائيلي خسائر شتى".

نقاوم حتى الرمق الأخير

واستطرد موضحًا "العملية العسكرية فشلت في تحقيق أهدافها وسيستمر الشعب الفلسطيني بالمقاومة حتى الرمق الأخير لمنع العدو من الوصول الى مبتغاه! والأخطر من كل ذلك أن العملية تسعى الى قمع المقاومة الفلسطينية وتعزيز الاستيطان في جنين إضافة الى ضم الضفة الغربية المحتلة، في وقت كان الجيش الإسرائيلي يدعي أنه يعمل على القضاء على مظاهر العنف والعصابات المسلحة من خلال اشتباكات جنين!"

وأشار عوض إلى ما وصفه بأنه "حجم دمار كبير جداً في البنية التحتية"، بما في ذلك خطوط المياه والكهرباء والشوارع والصرف الصحي، قائلاً "على الرغم من أنه لا يمكن تحديد الأضرار بالضبط في هذه اللحظة، فإن تعليمات الرئيس (محمود عباس) تدعو الحكومة إلى الاستجابة للاحتياجات اللازمة لإعادة البناء في مخيم جنين."

وأضاف الأضرار التي لحقت بالمنازل تراوحت "بين تدمير كلي وجزئي، وحرق وتخريب ممتلكات وإتلافها"، مشيراً أيضاً إلى تضرر عشرات المركبات بشكل كامل وأخرى بشكل جزئي.

وأوضح أن فرق وزارة الأشغال العامة بدأت بالفعل عملية إزالة الركام وإصلاح الشوارع، في الوقت الذي تعمل فيه شركة الكهرباء على تأمين خطوط الكهرباء وتعمل سلطة المياه على إصلاح الخطوط المتضررة.

وحذَّر عوض من التداعيات الاقتصادية، التي قال إنها مرتبطة بالهجمات المستمرة على جنين من قبل جيش العدو، "بما في ذلك عدم تمكين العمال من الوصول إلى أماكن عملهم بفعل الحصار المستدام على المحافظة".

ردود الفعل الدولية

وفي ردود الفعل الدولية، قالت الولايات المتحدة إنها تحترم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنها أكدت ضرورة تجنب سقوط ضحايا من المدنيين. وقال الاتحاد الأوروبي إنه قلق للغاية حيال التصعيد وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها في شأن حجم التحرك العسكري.

وقال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إنه سيعقد اجتماعاً مغلقاً بناء على طلب من الإمارات. وأدانت كل من السعودية والبحرين العملية.

وحض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الجيش الإسرائيلي على "ضبط النفس" وحماية المدنيين الفلسطينيين، مع تأكيده في الوقت نفسه على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وإدانته الهجمات "الإرهابية" الفلسطينية.

من جانبه، شجب مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك دوامة العنف، مشدداً على "وجوب أن يتوقف القتل".

وتقول الأمم المتحدة، إن مخيم جنين يعاني من "أعلى معدلات البطالة والفقر" مقارنة بمخيمات الضفة الغربية الأخرى، وإن العملية العسكرية قطعت إمدادات الماء والكهرباء عن جزء كبير منه.