قتلى ومفقودون جراء انهيارات أرضية وفيضانات في كوريا الجنوبية

"أرشيفية"

موسكو

لقى سبعة أشخاص حتفهم وبات ثلاثة في عداد المفقودين، فيما أصيب سبعة آخرون وتم إجلاء أكثر من 1500 شخص في كوريا الجنوبية، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في وقوع انهيارات أرضية وفيضان أحد السدود، حسب ما قال مسؤولون، اليوم السبت.

وذكرت وزارة الداخلية والسلامة أنه حتى الساعة 11 صباحا (02:00 بتوقيت جرينتش) تم إجلاء 1567 شخصا في أنحاء البلاد، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بعدما غمرت المياه أحد السدود في مقاطعة تشنغتشونغ الشمالية إثر تجاوزها طاقته الاستيعابية، وفق رويترز.

وأمرت الحكومات المحلية بإجلاء أكثر من 7000 شخص، وفقا لسلطات المقاطعة.

واعتبارا من الساعة 9 صباحا، كان يتدفق أكثر من 2700 طن من المياه في الثانية إلى سد جويسان، وهو الحد الأقصى لكمية المياه التي يمكن تصريفها.

وقالت شركة السكك الحديدية الكورية إنها أوقفت تشغيل جميع القطارات البطيئة وبعض القطارات فائقة السرعة، بينما قد تتأخر القطارات السريعة الأخرى بسبب تباطؤ التشغيل، حيث تمثل الانهيارات الأرضية والفيضانات وتساقط الصخور خطرا على السلامة.

وفي وقت متأخر، الجمعة، خرج قطار عن مساره عندما ألقى انهيار أرضي بالتراب والرمل على خطوط السكك الحديدية في مقاطعة تشنغتشونغ الشمالية ولم يكن هناك ركاب على متن القطار، لكن مهندس القطار أصيب، وفقا لوزارة النقل.

وفي اجتماع مع الوكالات الحكومية، السبت، دعا رئيس الوزراء، هان دوك سو، الجيش إلى المشاركة بنشاط في أنشطة الإنقاذ من خلال العمل مع المسؤولين الحكوميين لتعبئة المعدات والقوى العاملة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.