إجلاء 2000 شخص وسط حرائق غابات لا بالما بجزر الكناري الإسبانية

أرشيفية

القاهرة

أعلنت السلطات المحلية في إسبانيا إجلاء أكثر من 2000 شخص، بعد أن خرجت حرائق الغابات عن السيطرة في لا بالما، ودمّرت نحو 12 منزلا.

وأثّر الحريق على مساحة تبلغ نحو 4500 هكتار، وحذّر المسؤولون، السكان من أن الوضع قد يتفاقم بسبب موجة الحر التي جعلت التضاريس جافة، بحسب ما ذكرت وكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية.

وقال رئيس حكومة جزر الكناري، فرناندو كلافيخو: "الحريق انتشر بسرعة كبيرة.. النيران خارجة عن السيطرة"، وأضاف أن بعض السكان لا يريدون ترك منازلهم، وناشد الناس تحمل المسؤولية والاستجابة لنداءات الإجلاء.

وأضاف كلافيخو أنه يشعر بقلق شديد من احتمال تحول الرياح ليلا، قائلا إنها قد تجعل عملية الإجلاء أكثر خطورة، وبيّن أن 10 طائرات تكافح النيران وأن من المتوقع وصول طائرات لرش المياه.

تأتي حرائق الغابات وعمليات الإجلاء بعد ما يقرب من عامين من ثوران بركاني استمر 3 أشهر تسبب في دمار في لا بالما، بينما لم يقتل أحد، ولكن تم طمر نحو 3000 مبنى إلى جانب العديد من مزارع الموز والطرق وأنظمة الري.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.