تحذيرات من مخاطر فتنة شيعية - شيعية تتربص بالعراق

استهداف الرموز الدينية بداية الطريق

بغداد

دعت قوى سياسية دينية عراقية إلى ضرورة التحلّي بالحكمة وعدم الانجرار خلف أصوات تدعو ضمنا وعلانية إلى الفتنة من خلال الإساءة إلى الرموز الدينية في البلاد.

وحذر ائتلاف إدارة الدولة، الذي يضم قوى الإطار التنسيقي الشيعي والتيارات والكتل السنية الكردية التي تبنت تشكيل الحكومة العراقية الحالية، من “مخاطر الفتنة التي تروّج لها دوائر مشبوهة الأغراض والمنطلقات، من داخل وخارج العراق، والوقوف بمسؤولية تجاه أي إساءة إلى الأمن المجتمعي والسلم الأهلي للشعب العراقي الآمن المتآلف بكل أطيافه”.

وأوضح الائتلاف، في بيان صحفي، أن “الاجتماع تدارس الأوضاع الحالية على المستوى الوطني، وجملة من الملفات والقضايا التي تشكل تحديا وأولوية ضمن المسؤوليات الحكومية وأهداف البرنامج الحكومي الجاري العمل بموجبه، من أجل تلبية متطلبات وتطلعات المواطنين وخارطة التشريعات التي تحظى بأولوية المواطن لتشريعها في الفصل التشريعي الجديد للبرلمان العراقي، ومنها قانون جرائم المعلوماتية”.

وشهدت مناطق متفرقة من البلاد خلال الأيام الثلاثة الماضية عمليات استهداف طالت مقار ومكاتب تابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وحزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري بقذائف صاروخية وأسلحة خفيفة دون وقوع إصابات، على خلفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأثارة الفتن وزعزعة الأمن والإساءة إلى المراجع الدينية الشيعية، وأبرزهم محمد صادق الصدر والد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

وطالب مجلس القضاء الأعلى بالعراق، البرلمان العراقي، في بيان صحفي، بـ”المضي في تشريع قانون الجرائم المعلوماتية بما يكفل حسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وعدم استخدامها منصات لإثارة الفتن وزعزعة الأمن المجتمعي والحفاظ على رمزية المرجعيات الدينية والاجتماعية والسياسية”.

وذكر المجلس أنه “بالنظر لشيوع جريمة الإساءة إلى الرموز والمعتقدات الدينية في الآونة الأخيرة وجه مجلس القضاء الأعلى في العراق المحاكم المختصة بتشديد الإجراءات القضائية بحق مرتكبي هذه الجرائم، التي تشكل مخالفة صريحة لقانون العقوبات العراقي النافذ بما يكفل حسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وعدم استخدامها منصات لإثارة الفتن وزعزعة الأمن”.

وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر حذر الاثنين من اندلاع فتنة شيعية – شيعية باستعمال العنف والسلاح ضد بعض المقار الحزبية وحث على عدم الانجرار خلف ذلك، لأن هناك أطرافا لن تتورع عن الدماء ونشر الفتنة لأجل مغانم دنيوية.

ودعا الصدر، في تغريدة عبر حسابه الشخصي على تويتر، القوى السياسية في البرلمان العراقي إلى “سن قانون تجريم سب العلماء بغير وجه حق”.

وطالب ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي البرلمان العراقي بـ”تشريع قوانين تتعلق بتجريم الاعتداء على المراقد المقدسة ودور العبادة ومراجع الدين العظام والاعتداء على المؤسسات الرسمية ومقرات الأحزاب وتشريع قانون جرائم المعلوماتية ومكافحة المخدرات وتجريم المثلية”.

وتأتي هذه المواقف قبيل انطلاق المجالس الشيعية لإحياء ذكرى مقتل الحسين التي ستنطلق نهاية الأسبوع الحالي وتستمر نحو 50 يوما.

وخلال الأسبوعين الماضيين، أجرت “سرايا السلام” استعراضات لعناصرها في البصرة، وظهر المئات وهم يحملون الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في جولة بين شوارع وأحياء المدينة.

وكان الصدر قد جمّد عمل “سرايا السلام”، عقب الاشتباكات التي وقعت عند مدخل المنطقة الخضراء (الحكومية) في بغداد، في أغسطس الماضي.