"كوروشي": برامج الإغاثة المنقذة للحياة يجب ألّا تكون رهينة للمصالح السياسية

"أرشيفية"

واشنطن

قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن برامج الإغاثة المنقذة للحياة يجب ألا تكون رهينة للمصالح السياسية، حيث اجتمعت الدول الأعضاء لمناقشة استخدام حق النقض من قبل عضو دائم في مجلس الأمن، والذي أوقف المساعدات الحيوية عبر الحدود الأسبوع الماضي إلى شمال سوريا. 

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن "كوروشي"، رئيس الدورة الـ77 للجمعية العامة قوله: "لا ينبغي أبدا اختزال حياة المحتاجين في تكتيكات الألعاب الجيوسياسية".

وأضاف: "يجب أن يسترشد العمل الإنساني دائما بمبادئ عدم التحيز والحياد والاستقلال.. وعلى هذا النحو، لا يمكن أبدا أن تكون المساعدات الإنسانية الفعالة رهينة لأي مصلحة سياسية".

قراران فاشلان

حق النقض هو قوة تصويت خاصة للدول الأعضاء الدائمين في المجلس، حيث إذا أدلى أي من الأعضاء الخمسة الدائمين -الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة- بصوت سلبي، فإن القرار يفشل تلقائيا.

وفي 11 يوليو، فشل قرار مجلس الأمن بشأن تجديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى شمال سوريا، بعد أن استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد المسودة، وصوت 13 عضوا من أصل 15 عضوا في المجلس لصالح القرار وامتنعت الصين عن التصويت.

وفي 11 يوليو أيضا، لم يعتمد أيضا قرار ثانٍ بتمديد الآلية لمدة 6 أشهر لأنه يفتقر إلى العدد المطلوب من الأصوات المؤيدة، وقدمت القرار روسيا وأيدته الصين، وصوتت 3 دول أعضاء (فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) ضد القرار وامتنعت 10 دول عن التصويت.

وأدى الفشل في تمديد الآلية إلى توقف جميع قوافل المساعدات تقريبا، ما ترك أكثر من 4.1 مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، معزولين عن الإمدادات الأساسية.

وكان معبر "باب الهوى" العمود الفقري لعمليات الإغاثة في المنطقة منذ عام 2014، حيث تعامل مع أكثر من 85% من عمليات تسليم المساعدات.

تحديد أولويات الاحتياجات

وحث رئيس الجمعية، أعضاء مجلس الأمن على إعطاء الأولوية لاحتياجات السكان المتضررين، قائلا: "أدعوكم في مجلس الأمن إلى أن تكونوا على دراية بالحقائق وأن تكونوا موجهين نحو حلول حقيقية، وإعطاء الأولوية بشكل عاجل للتعاون طويل الأجل على الانقسام.. والضرورة الإنسانية على حافة الهاوية".

وتابع المسؤول الأممي: "معا، لدينا القدرة على إحداث فرق ذي مغزى.. إن الشعب السوري يعول علينا لتحقيق ذلك".

نزاع دامٍ

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.

ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.

وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.

ولم تسفر الجهود الدبلوماسية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

وبعد مرور اثني عشر عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 5.3 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.