دراسة: توفير العلاج الوقائي من السل ينقذ حياة مليون شخص بحلول 2035

"أرشيفية"

فرنسا

كشفت دراسة حديثة عن أنه يمكن إنقاذ حياة 850 ألف شخص بحلول عام 2035 إذا تم توفير العلاج الوقائي من مرض السل للأشخاص المصابين بالإيدز والمخالطين للأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم حديثا بالسل.

ووفقا للدراسة -التي نُشرت في مجلة لانسيت للصحة العالمية- سيكون للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 15 عاماً وما دون الحصة الأكبر من الأرواح التي سيتم إنقاذها، حيث سيبلغ عددهم 700 ألف شخص، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة. 

ووجدت الدراسة -التي شارك في تأليفها باحثون من جامعة جونز هوبكنز ومعهد أوروم والمرفق الدولي لشراء الأدوية (يونيتيد)- أن التدخل الذي يجمع بين تتبع الاتصال والوقاية من السل فعال من حيث التكلفة بالنسبة للمخالطين في المنزل من جميع الفئات العمرية، وخاصة بين الأطفال دون سن الخامسة الذين يواجهون مخاطر أعلى بإمكانية الوفاة.

التخلف عن الركب

وقال الرئيس التنفيذي لمعهد أوروم البروفيسور جافين تشيرشيارد: "يظل مرض السل أكثر الأمراض المعدية فتكاً في العالم، على الرغم من إمكانية الوقاية والشفاء منه. 

ورغم التقدم محرز في الوقاية من مرض السل بين الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، فقد تخلفنا في منع إصابة أفراد الأسرة -وخاصة الأطفال- بالمرض عندما يصاب أحد الوالدين، نأمل أن توفر هذه الدراسة الجديدة الأدلة اللازمة لتوسيع نطاق استخدام العلاج الوقائي بين الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بالسل".

نحو ربع سكان العالم مصابون بمرض السل ومعرضون لخطر الإصابة بمرض نشط له أعراض شديدة. 

وقال فينسينت بريتين من مرفق يونيتيد: "إن ضرورة الوقاية من السل واضحة. يثبت تحليل فعالية التكلفة هذا أن الوصول الوقائي إلى جميع الأفراد المعرضين للخطر -حتى عندما يتطلب الأمر تخطي عقبات لوجستية كالذهاب إلى المجتمعات للعثور على أولئك الذين قد لا يسعون بنشاط للحصول على الرعاية- ليس فقط سليماً من الناحية الأخلاقية، بل هو استثمار ذكي قادر على إحداث تأثير هائل في الكفاح من أجل القضاء على السل في جميع أنحاء العالم".

انخفاض الأسعار

بعد سلسلة من المفاوضات بقيادة مرفق يونيتيد وآخرين، انخفضت أسعار علاج السل بأكثر من 70 في المائة منذ عام 2017، ما يجعل المرض أكثر قابلية للوقاية والشفاء.

وقالت الوكالة الأممية إن أنظمة العلاج الجديدة أصبحت أقل تكلفة، ما يعني أنه يمكن التخلص من عدوى السل قبل أن تتطور إلى مرض نشط.

ووجدت الدراسة أنه من خلال توفير دورة علاجية مدتها 12 أسبوعاً، يمكن أن تؤدي إلى انخفاض يقدر بنسبة 13 في المئة في عدد المخالطين المصابين بالسل.

في الوقت الذي يستعد فيه قادة العالم للاجتماع الثاني رفيع المستوى للأمم المتحدة حول مرض السل في سبتمبر، دعت يونيتيد إلى مزيد من الالتزام والدعم المالي من أجل "جني الثمار الهائلة للوقاية من مرض السل والوفاة بشكل عاجل" بحسب موقع أخبار الأمم المتحدة.

السُّلّ أو الدّرن أو التّدرّن‏ ويرمز له "TB" اختصارًا، هو مرض معدٍ شائع وقاتل في كثير من الحالات تُسببه سُلالات مُختلفة من الجراثيم وعادة المتفطّرة السلية يُهاجم السل عادة الرئة، ولكنه يُمكن أن يؤثر أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم. 

وينتقل المرض عن طريق الهواء عند انتقال رذاذ لعاب الأفراد المُصابين بعدوى السل النشطة عن طريق السعال أو العطس، أو أي طريقة أخرى لانتقال رذاذ اللعاب في الهواء تُعد مُعظم الإصابات بأنها لا عرضية وكامنة، ولكن واحدة من بين كل عشر حالات كامنة ستتطور في نهاية المطاف إلى حالة عدوى نشطة والتي إذا ما تُركت دون علاج، ستسبب وفاة أكثر من 50% من المُصابين بها.