جنوب السودان: انعدام الأمن الغذائي يهدد حياة 3.1 مليون طفل

"أرشيفية"

الخرطوم

حث العاملون في مجال حماية الطفل والأمن الغذائي في جنوب السودان الجهات المانحة والحكومة والمجتمع الإنساني على ضمان ألا تهدد أزمة الأمن الغذائي حياة الفتيات والفتيان وحمايتهم.

واجتمعت منظمات المجتمع الإنسانية والجهات المانحة والحكومة في جوبا هذا الأسبوع لمعالجة الآثار الخطيرة لأزمة الجوع في جنوب السودان على حماية الأطفال.

ويشكل الأطفال، الذين يمثلون 40% من السكان الذين يحتاجون إلى الأمن الغذائي ودعم سبل العيش، الفئة الأكثر ضعفا والمعرضين لخطر متزايد من مختلف آليات التكيف السلبية لتلبية احتياجاتهم الغذائية.

وتشمل التقارير آليات التكيف السلبية لزواج الأطفال، وعمالة الأطفال الخطرة، وانفصال الأسر، والتجنيد من قبل القوات المسلحة والجماعات المسلحة.

وقال المجتمعون ومنهم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنطقة مسؤولية حماية الطفل، ومجموعة الأمن الغذائي وسبل العيش، وبلان الدولية، والرؤية العالمية، ومنظمة إنقاذ الطفولة، والعديد من الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية ومجموعات المجتمع المدني المحلية، في بيان لهم: "الأمن الغذائي ضروري لنماء الأطفال.. إنه يحدث فرقا بين مساعدتهم على الازدهار في المستقبل أو دفعهم نحو آليات تكيف ضارة للبقاء على قيد الحياة.. يستحق الأطفال أن يكبروا في بيئة صحية وآمنة حيث يمكنهم التركيز على تعليمهم وكونهم أطفالا بدلا من القلق بشأن ما سيأكلونه بعد ذلك".

وتواجه الفتيات على وجه الخصوص مخاطر متعددة خلال الأزمات الغذائية، وتواجه الفتيات المراهقات في سن العمل حواجز أكبر في الوصول إلى فرص كسب العيش وخدمات إنقاذ الحياة والحماية.

وفي أوقات الأزمات ونقص الغذاء، من المرجح أن تشهد الفتيات انقطاع تعليمهن وإجبارهن على العمل في حالات العمل الخطر، أو زواج الأطفال، أو الاستغلال والاعتداء الجنسيين.

ومع استمرار تدهور حالة الأمن الغذائي في البلاد، مع وجود ما يقرب من 8 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، يستعد مؤيدو حماية الطفل لعام آخر من الارتفاع في حالات حماية الطفل، بما في ذلك حالات العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وعمالة الأطفال، والأطفال غير المصحوبين بذويهم والأطفال المنفصلين عن ذويهم.

وأفاد التقرير السنوي للممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح عن زيادة بنسبة 135% في الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في عام 2022، حيث أبلغت الجهات الفاعلة الإنسانية عن زيادة إجمالية بنسبة 8% في عدد الحالات التي توثق حماية الطفل، وهناك العديد من الحالات الأخرى المتعلقة بشواغل حماية الطفل لا تزال غير موثقة.

وشدد البيان على أهمية تسليط الضوء على أن الأزمات المتعددة في جنوب السودان هي أزمة حماية الطفل.. فالصدمات الناجمة عن النزاعات والصدمات الاقتصادية والمناخية والنزوح وخاصة انعدام الأمن الغذائي تزيد من خطر وضعف العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وزواج الأطفال والاختطاف وقضايا الصحة العقلية.

وعلى الرغم من التأثير الموثق لانعدام الأمن الغذائي على حماية الأطفال، غالبا ما يفتقر ممارسو الأمن الغذائي وحماية الطفل إلى القدرات والموارد والاستراتيجيات اللازمة لمعالجة هذه القضايا.

وناقش المانحون ووكالات الأمم المتحدة والشركاء الحلول وسبل المضي قدما لتعزيز التعاون بين القطاعات والاستجابات الإنسانية المتكاملة الأكثر فعالية وكفاءة.

وقالوا: "يجب علينا تبني الابتكار وتعزيز الشراكات والتعاون عبر القطاعات لتحقيق استراتيجيات مراعية للنوع الاجتماعي والعمر لاحتياجات الأطفال والفتيات متعددة القطاعات.. من الضروري أن نتحد في بناء توافق في الآراء وضمان الحد الأدنى من حزمة الخدمات التي تحمي أطفالنا وفتياتنا في أوقات الأزمات الغذائية وما بعدها".

ويعد هذا الحدث جزءا من التعاون العالمي المستمر بين منظمات حماية الطفل والأمن الغذائي التي تدعمها وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية في إطار مشروع توحيد القوى لحماية الطفل في حالات الطوارئ.

وتوج هذا الحدث بإطلاق موجز جديد للدعوة بين منطقة مسؤولية حماية الطفل ومجموعة الأمن الغذائي وسبل العيش التي تلفت الانتباه إلى الروابط بين انعدام الأمن الغذائي ومخاوف حماية الأطفال.

ويقدم الموجز سلسلة من التوصيات للجهات الفاعلة الرئيسية، بما في ذلك الجهات المانحة والجهات الفاعلة في مجال حماية الطفل والأمن الغذائي والحكومة الوطنية.