الجيش اللبناني عنوان الصمود وقلب لبنان النابض رغم الأزمات!

"أرشيفية"
يحلّ عيد الجيش الثامن والسبعين ولبنان يعاني من شغور في سدة الرئاسة الأولى ما انعكس شللاً على المناسبة التي خلت من العرض العسكري التقليدي.
إنما وأبعد من أي احتفال، بدا لافتاً صمود المؤسسة العسكرية والتزامها أداء مهامها رغم ما تمر به من تحديات معيشية وأمنية كادت تهدم آخر مدماك في أساسات بلد ينهار تحت وطأة الفساد ويعيش على فوهة بركان السلاح المتفلت شمالاً وجنوباً ومخيمات يمنع على الجيش اجتياز عتبة مداخلها.
آخر التجاوزات الأمنية ترجم حرباً بين الفصائل الفلسطينية المتصارعة في مخيم عين الحلوة جنوب صيدا منذ ليل السبت الأحد، فيما حُكم على الجيش اللبناني التزام الحياد وعدم التدخل وبسط سيطرته على المخيم رغم تعرض عدد من عناصره إلى إصابات مباشرة.
صمود الجيش
إلى كل ذلك، تضاف أرجحية اتجاه الأمور نحو مزيد من التأزم مع انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون آخر السنة الجارية، واحتمال فتح الباب أمام فراغ في قيادة المؤسسة العسكرية باعتبار أن لرئيس الجمهورية الكلمة الفصل في تسمية قائد الجيش العتيد.
صمود الجيش أمام المشاكل المحيطة به أعاده العميد المتقاعد في الجيش اللبناني جورج نادر إلى مصدرين، وشرح لـ"جسور" أن المصدر الأول يتمثل "بالمناقبية العسكرية أي مجموعة المثل والأخلاق والانضباط التي يتحلى بها العسكر والضباط".
سبب رئيسي ثان لا يدركه اللبنانيون على حد قول نادر "الاحتضان الشعبي للجيش والذي يشكل مصدر قوة عاطفي وانساني ووطني" معتبراً أن العلاقة بين الشعب اللبناني وجيشه "غير موجودة في أي بلد آخر".
ولفت أيضاً إلى أهمية الدعم المالي من قبل اللبنانيين مقمين ومغتربين في حماية المؤسسة العسكرية من الانهيار معتبراً أنه لا يقل أهمية عن الدعم المعنوي إضافة إلى مساعدات عينية ومادية من دول صديقة مثل قطر والولايات المتحدة وفرنسا.
ولم يخفِ نادر أن المساعدات تمر خارج المسار القانوني "من حيث المبدأ، يجب أن تمر المساعدات عبر رئاسة الوزراء لكن عدم الثقة اللبنانيين بدولتهم وخوفهم من ضياع المساعدات دفعهم لإرسالها إلى قيادة الجيش مباشرة".
وأضاف بمرارة ممزوجة بالغضب "نحن اليوم أمام سلطة لم تفقد الصلاحية والشرعية فقط إنما أيضاً الأخلاق والالتزام الوطني كما نهبت المال العام فدفعت بقائد الجيش إلى استجداء المساعدات والأموال من الخارج، معيداً التذكير بكلام الأخير "عليّ أن استجدي لأطعم العسكريين".
الجيش ومخيم عين الحلوة
وأمام أحداث مخيم عين الحلوة المستمرة دون حسم أعلن نادر بوضوح أن القرار بعدم دخول الجيش "ليس عسكرياً بل سياسي بامتياز يرتكز على عرف أرسيَ عند إنشاء المخيم ويقول إن المخيمات تدير شؤونها بنفسها" معتبراً الأمر"انتقاصاً من السيادة اللبنانية".
وقدم نادر أمثلة أخرى رأى فيها انتهاكاً للسيادة اللبنانية "الاستعراض العسكري للحزب في جنوب لبنان والذي غطته وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية" على حد قوله، كذلك استقبال لودريان لحل الازمة اللبنانية.
واكد العميد المتقاعد أن الجيش اللبناني ترك وحيداً في هذه المعمة، ولم يتبق سواه كعامود يسند خيمة الوطن المتهالكة رغم الشوائب المحيطة به.
ولفت إلى مخاطر توقف التطوع في المدرسة الحربية بقرار حكومي "يسجل اليوم آخر دفعة تخرج لعسكريين من المؤسسة استوفوا الشروط ودخلوا إلى المدرسة الحربية لكن السنة المقبلة لا مدرسة حربية لأن الحكومة ترفض تطويع مدنيين لصالح المدرسة الحربية منذ سنوات وفي المقابل سنشهد على نقص في هذه الرتب بسبب السن القانوني" وأكد ان الجيش اللبناني ورغم كل شيء سيبقى حاملاً للأمانة وسيتابع رسالته حتى النهاية.