مفوض حقوق الإنسان يدين الحكم الصادر بحق المعارض الروسي "نافالني"

"أرشيفية"
يثير الحكم الجديد الذي فرض على المعارض الروسي، أليكسي نافالني مخاوف جدية متجددة بشأن المضايقات القضائية واستخدام نظام المحاكم أداة لأغراض سياسية في روسيا.
ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، حول تعليق مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، على الحكم، استند الحكم بالسجن لمدة 19 عاما إلى تهم غامضة وفضفاضة للغاية بـ"التطرف"، وجاء بعد محاكمة مغلقة في مبنى السجن حيث يقضي نافالني بالفعل حكمين آخرين تصل إلى 11 عاما ونصف العام.
ووفقا للبيان، قال تورك، إنه بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، يقع على عاتق الدول التزام، باحترام وحماية وإعمال كامل نطاق الحق في المحاكمة العادلة والإجراءات القانونية الواجبة لجميع الأفراد المحرومين من حريتهم، داعيا السلطات الروسية إلى اتخاذ تدابير لاحترام هذه الالتزامات من خلال الوقف الفوري لانتهاكات حقوق الإنسان لنافالني وإطلاق سراحه.
ويأتي الحكم الأخير ضد نافالني وسط حملة قمعية متزايدة على حرية التعبير والمعارضة السياسية في روسيا.
ومنذ فبراير 2022، تم اعتقال نحو 20 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد، العديد منهم لفترة وجيزة، بسبب أعمال مختلفة ضد حرب روسيا ضد أوكرانيا، بما في ذلك الاحتجاج والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
وسجن العديد منهم بزعم نشر معلومات كاذبة عن تصرفات الجيش، وحكم على مئات آخرين بغرامات إدارية بتهمة "تشويه سمعة الجيش الروسي".
وحدثت زيادة حادة في استخدام أحكام التجسس والخيانة في القانون الجنائي لمحاكمة وإدانة الأشخاص الذين كانوا يمارسون حقوقهم الإنسانية فقط.
وقال "تورك": "أحث على إجراء استعراض شفاف ونزيه لهذه الحالات وفقا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان".
وأضاف: "يشكل الحرمان من الحرية بسبب ممارسة حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات، احتجازا تعسفيا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان.. ينبغي الإفراج فورا عن جميع المحتجزين تعسفيا.
إدانات دولية
أدانت كل من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، الجمعة، الحكم الجديد الذي صدر بحق المعارض الروسي أليكسي نافالني.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان إن "الولايات المتحدة تدين الحكم القضائي الجديد" بحق نافالني والمستند إلى "اتهامات لا أساس لها بتطرف مزعوم"، معتبراً أنه يشكل "نهاية غير عادلة لمحاكمة غير عادلة".
أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك فقد أدانت أيضاً الحكم على المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني.
وكتبت على منصة إكس (تويتر سابقاً): “إنّ نظام العدالة التعسّفي في روسيا الذي يسجن أليكسي نافالني 19 عاماً إضافياً هو ظلم صارخ”.
وأضافت: "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخشى شيئاً أكثر من هؤلاء الذين يعارضون الحرب والفساد ويدافعون عن الديمقراطية، حتى من زنزانة السجن، لن يُسكت الأصوات الناقدة".
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن الحكم الجديد الذي صدر بحق المعارض الروسي "غير مقبول"، مجدداً مطالبته بالإفراج "الفوري وغير المشروط" عنه.
وكتب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال على منصة إكس أنه إثر "محاكمة مفبركة" فإن “هذا الحكم التعسفي هو رد على شجاعته في انتقاد نظام الكرملين”.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان إن "الاتحاد الأوروبي يندد بأشد العبارات بتوقيفه ومحاكمته والحكم عليه لدوافع سياسية".