يوم الشباب الدولي..

قاطرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة

أرشيفية

روسيا

من أجل تمكينهم والاستفادة من طاقاتهم وإمكانياتهم الهائلة، تحتفي الأمم المتحدة بالشباب بوصفهم أداة التغيير والتطوير الأساسية في المجتمعات المعاصرة.

ويحيي العالم، يوم الشباب الدولي في 12 أغسطس من كل عام، لتركيز اهتمام المجتمع الدولي بقضايا الشباب والاحتفاء بإمكاناتهم بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي المعاصر.

وتحتفل الأمم المتحدة بهذه المناسبة هذا العام، تحت شعار "أهمية تنمية مهارات الشباب المناسبة للاقتصاد الأخضر في تحقيق عالم مستدام".

وفي هذا الإطار، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "في اليوم الدولي للشباب من كل عام، نحتفل بتصميم الشباب وأفكارهم ودورهم القيادي في سعينا للوصول إلى عالم أفضل".

وأوضح غوتيريش في كلمته بهذه المناسبة: "في مواجهة جميع التحديات الماثلة اليوم، نجد الشباب يدعون إلى اتخاذ إجراءات جريئة ومعجَّلة، ويتضامنون مع الفئات الأكثر ضعفا، ويبتكرون حلولا لضمان العدالة الاجتماعية والاقتصادية والمناخية، وتحقيق السلام والازدهار للجميع".

وأضاف: "لتوسيع نطاق مشاركتهم، أصدرت الأمم المتحدة مؤخرا موجزا للسياسات يدعو الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى أن تجعل مشاركة الشباب هي القاعدة، وليس الاستثناء في مختلف القرارات والسياسات".

التحول نحو عالم مستدام

وتقول الأمم المتحدة في اليوم الدولي للشباب، إن العالم بدأ في الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، وأصبح التحول نحو عالم مستدام بيئيًا وصديقًا للمناخ أمرًا بالغ الأهمية ليس فقط للاستجابة لأزمة المناخ العالمية ولكن أيضًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتضيف أن الانتقال الناجح نحو عالم أكثر مناسبة للبيئة سيعتمد على تنمية مهارات الشباب لتتماشى مع الاقتصاد الأخضر منها "المعرفة والقدرات والقيم والمواقف اللازمة للعيش في مجتمع مستدام وفعال من حيث الموارد وتطويره ودعمه".

وتشتمل على المعرفة والمهارات التقنية التي تمكن من الاستخدام الفعال للتقنيات في البيئات المهنية، فضلاً عن المهارات المستعرضة التي تعتمد على مجموعة من المعارف والقيم والمواقف لتسهيل القرارات المناسبة والمستدامة بيئيًا في العمل والحياة. 

ونظرًا لتعدد التخصصات، يتم التعبير عن جوهر المهارات الخضراء أحيانًا من خلال مصطلحات أخرى مرتبطة بها مثل "مهارات المستقبل" و"مهارات الوظائف الخضراء". 

في حين أن المهارات الخضراء مناسبة للأشخاص من جميع الأعمار، إلا أنها تزداد أهمية بالنسبة للشباب الذين يمكنهم المساهمة في الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر لفترة زمنية أطول.

ووفق تقديرات أممية، يبلغ نصف سكان كوكب الأرض من العمر 30 عامًا أو أقل، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 57 بالمئة بحلول نهاية عام 2030.

مستقبل أفضل

ويُظهر استطلاع أن 67 بالمئة من الناس يؤمنون بمستقبل أفضل، وأن الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا هم الأكثر تفاؤلاً.

ويتفق غالبية الناس من مختلف المراحل العمرية على أن المزيد من الفرص للشباب ليكون لهم رأي في تطوير أو تغيير السياسات من شأنه أن يجعل الأنظمة السياسية أفضل.

على الصعيد العالمي، بلغت نسبة أعضاء البرلمان الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا نحو 2. بالمئة فقط، حيث تحتل النساء أقل من 1 بالمئة من مجموع النواب في هذه الفئة.

وتشير الأمم المتحدة إلى المجالات ذات الأولوية لبرنامج العمل العالمي للشباب، والتي تتمثل في التعليم، والتشغيل، والجوع والفقر، والصحة، والبيئة، وتعاطي المخدرات، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، والشباب والنزاع، والعلاقات بين الأجيال.

مبادرة أممية

واحتفالا بهذه المناسبة، تنظم مبادرة الأمم المتحدة العالمية بشأن الوظائف اللائقة للشباب ندوة عبر الإنترنت لتوفير معلومات وبيانات تهدف إلى تعزيز المناقشات وتبادل الأفكار حول المهارات المطلوبة للشباب في الاقتصاد الأخضر.

تتضمن الندوة أيضا وجهات نظر المنظمات الدولية والحكومات الوطنية والخبراء الشباب العاملين في هذا المجال، وستوفر المزيد من المعلومات لدعم وتشجيع الشباب لتعزيز دورهم وإسهاماتهم في الاقتصاد الأخضر والمجالات البيئية.

والاقتصاد الأخضر، هو ناتج تحسن الوضع الاقتصادي مع الحد من المخاطر البيئية ونموذج للتنمية الاقتصادية المستدامة، وهو نوع من الطرق المنظمة لإنشاء مجتمع وبيئة نظيفة ترفع من المستوى الاقتصادي وتدفع المجتمع نحو حياة أفضل، وتحافظ على موازنة البيئة من جميع أشكال التنوع البيئي.