وكالات..
الغرابي: حزب البيت الوطني نواة التغيير والسوداني فشل

"أرشيفية"
في خضم تغير مزاج الشارع العراقي بعد فشل الطبقة السياسية الحاكمة لعشرين عاماً، برز على الساحة بعد حراك تشرين، حزب البيت الوطني بزعامة حسين الغرابي أحد الوجوه البارزة في المعارضة العراقية.
عن الحراك الشعبي والانتخابات المقبلة وتحالفات البيت الوطني والتحالفات الانتخابية الاخرى والأوضاع الراهنة تحدث حسين الغرابي الأمين العام للبيت الوطني، لـ "جسور" في لقاءٍ خاص..
هل حزب "قوى التغيير " ويضم حزب البيت الوطني، هو إطار تنسيقي مدني قِبال الإطار التنسيقي الشيعي ؟
"كثيراً ما قلت إن في تشرين قد قتلنا الطرف الثالث، وفي الانتخابات المقبلة سنكون نحن الطرف الثالث سياسياً هذه المرة، البيت الوطني عمل منذ عامين على إنشاء مظلة مدنية جامعة بالتشاور والعمل الجاد سواء مع المدنيين ممن شاركوا في العملية السياسية سابقاً ومع الاحزاب الناشئة بعد حراك تشرين.
ونجحنا أخيراً بقيام "قوى التغيير الديموقراطية" هذه القوى ستحاول جاهدةً لتغيير نظام المحاصصة الطائفية بنظام مفهوم المواطنة، هذه القوى ستطرح مشروعا وطنيا سياسيا عراقيا، لأن المشكلة السياسية في العراق أن تركيبتها طائفية مناطقية وليس هناك أي حزب يمثل كل العراقيين بغض النظر عن مناطقهم وطائفتهم "
هل خفُت وهج الحركات الاحتجاجية ولماذا برأيك؟
"الحركة الاحتجاجية كأي حركة اجتماعية تمر باخفاقات، لكنها لا تضمحل، حراك عام 2011 كان بداية الاحتجاجات الشعبية، قال الساسة في وقتها إن الحراك الشعبي انتهى، لكن الذي حدث أن هناك حراكا قد حدث عام 2015 و2018 كذلك، أما في عام 2019 توجت تشرين الاحتجاجات الشعبية العراقية واعطت مثالاً أن العراقيين قادرون على التغيير وانبثاق قوى وطنية جديدة ومنها البيت الوطني .
من المؤكد، أن الحراك الجماهيري لن يتوقف، لأن الطبقة السياسية لا تأخذ الدرس من هذه الثورات وهي الى الآن تصم آذانها وتمارس الفساد بطرق اكبر ولن تتورع عن هذا الفساد .
وفي حال عودة الاحتجاجات الشعبية، سنكون المحرك الاساسي لهذا الاحتجاج، سنخلق معارضة سياسية، ليست في البرلمان فقط، بل في الشارع بالأساس والبيت الوطني سيكون العنصر الأساسي في هذا الحراك في حال حصوله مع باقي الأحزاب الوطنية المعارضة"
في الذكرى الأولى للحراك الصدري في الخضراء، هل تعتقد أن الحراك المدني قد تقاعس بعدم التحاقه بحراك الصدر وأضاع فرصة للتغيير عبر ضغط الجمهور كما في تشرين 2019، ولماذا كانت هناك فجوة بين الحراك الصدري و المدني ؟
"لا يخفى على الجميع أن جماهير التيار الصدري هي الجماهير الأكثر فقراً ونحن وإياهم نشترك معهم بنفس المشتركات، لكن قيادة التيار الصدري أرادت ممارسة دور المتحكم بالمشهد الاحتجاجي وهذا ما رفضه الاحتجاج، وأخفقت بالتعامل مع الحركة الاحتجاجية لأنها أرادت أن تتصدر المشهد الاحتجاجي، وهذا ما ادى إلى احتكاكات بين شركاء الاحتجاج، بالنتيجة ما حدث في ساحة الصدرين في النجف وساحة الحبوبي في مدينة الناصرية تسبب بجرح غائر بيّن أبناء الخط المدني ويحتاج لجبر خواطر من قِبل الاخوة الصدريين"
"نعم تعلمنا من أخطاء الأحزاب الناشئة"
ما رأيكم والقوى الناشئة وهل استوعبتم الدرس من تجربتهم عندما شاركوا في انتخابات 2021 والتي لم تلب طموح جمهور تشرين و الجمهور الذي يطمح للتغيير ؟
"بالتأكيد نتعلم من أخطاء الأخوة في القوى الناشئة، كانت أخطاؤهم أنهم لم يحسنوا اختيار شخصهم، ولم يكتبوا برنامجهم السياسي موحداً، ولم يمتلكوا أدوات لمحاسبة نوابهم في حال خروجهم عن أهداف تشرين والحراك الشعبي.
ولهذا لم ندخل نحن البيت الوطني في انتخابات عام 2021 لأننا لم نكن بجاهزية كافية ولم ننضج سياسيا كي ندخل هذا المعترك السياسي، نحن لا نلهث خلف المشاركة من دون جاهزية كاملة"
السلطة أو الأحزاب التقليدية الممسكة بالسلطة هل تتوجسون من تغلغلها داخل الأحزاب الناشئة كما جرى بعد انتخابات 2021 ؟
"للأسف الشديد نعم، اخترقت القوى التقليدية بعض الأحزاب الناشئة، مستشاري رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني دخلوا عبر بعض ممثليهم داخل البيت الوطني، أرادوا تخريب البيت الوطني تارةً، أو سحب الحزب الى صف الإطار التنسيقي تارةً اخرى، واستطاعوا جذب بعض العناصر الركيكة وضمهم لحزب رئيس الوزراء أو ضمن الفريق الحكومي، لكن البيت الوطني استطاع الصمود امام هذا التحدي.
الاطار بشكلٍ عام كان ولا زال يحاول جذب الكثير عبر دفع المال وتوفير درجات وظيفية في مناصب مهمة في الدولة العراقية، مع ذلك بقينا على موقفنا الثابت ولم تغرينا هذه المغريات ولم ولن ننساق لها"
"أحزاب الظل الإطار لن تُفلح في الانتخابات"
ما رأيك بقوائم الاحزاب التقليدية ( الإطار ) والتي تتخفى بوجوه مدنية ومستقلة وحتى تشرينية في انتخابات مجالس المحافظات ؟
"لن تنطلي هذه الخدعة، بالتاكيد ان الاحزاب السياسية التقليدية حاولت و تحاول التخفي خلف عناوين مدنية، وذلك عبر تأسيس احزاب تدعي وصلها بتشرين، وهذه الاحزاب وهؤلاء النواب مشخصين لدينا ومعروفين الآن عند الشارع العراقي، وتستطيع مراقبة ردود الفعل الساخرة عند تشكيل هذه الأحزاب التي هي بالأساس صدى لصوت الإطار والقوى المتحالفة معها ولا علاقة لها بالشارع الاحتجاجي"
هل تتوقعون مقاطعة جماهيرية لانتخابات مجالس المحافظات بنسبة أكبر من السابق ؟
" اعتقد ان الناس الان لا تؤمن بوجود عملية سياسية صحيحة بسبب مخرجات الانتخابات في أكثر من مرة، الفائز الأول في الانتخابات لا يستطيع تشكيل الحكومة بسبب الضغط عليه تارة بحيل قانونية واخرى بالضغط الامني عبر قوة السلاح، وهذا ما جرى مع التيار الصدري الفائز في الانتخابات، و بالتالي الناس احبُطت وحتى من طرح نفسه بديلا جديداً، خذل الناس بعد اصطفافه مع القوى التقليدية بعد الانتخابات، واجبنا الآن كقوى تغيير وبالخصوص البيت الوطني هو إعادة الثقة بنا عبر برامج سياسية رصينة نستطيع بها كسب ثقة هذا الجمهور"
تغيير النظام الانتخابي من دوائر متعددة الى سانت ليغو ( دائرة انتخابية واحدة) هل له أثر ايجابي او سلبي على حظوظ القوى المدنية الناشئة ؟
" كل نظام انتخابي له سلبيات و ايجابيات، نظام الدوائر المتعددة كان من المفترض أن يكون في انتخابات مجالس المحافظات، أما قانون الدائرة الواحدة فهو الافضل لمجلس النواب لأسباب سياسية حتى يكون التمثيل وطني، قوى الإطار قد شّوه نظام سانت ليغو الذي هو بالاساس لانصاف القوى الناشئة غير أن الاطار قد حول هذا القانون لفائدته فاصبح ( إطار ليغو ) عبر التلاعب بنسب الأصوات لصالحه، كل شيء في العراق تم تشويه صورته على يد الإطار الحاكم سياسياً واجتماعياً واقتصادياً !"
"سنطالب بإشراف أممي في الانتخابات"
ما مدى ايمانكم بنزاهة الانتخابات القادمة ؟ مع لحاظ أنكم قاطعتم سابقا انتخابات 2021 لأيمانكم بعدم وجود النزاهة، هل ترونها كانت نزيهة بعد ظهور النتائج ؟
"رئيس المفوضية السابق جيد وانتخابات 2021 كانت جيدة ونزيهة، وبدليل ان نتائج الانتخابات أعطت الحجوم الحقيقية للكتل السياسية، لكن لماذا تم تغيير رئيس المفوضية القاضي جليل عدنان بضروف غامضة ولماذا تم تغييره ، لا نعرف بالضبط ما يجري وماذا يفعل الإطار، وبالتالي نحن قلقون من تزوير الانتخابات ، ولهذا سنحمي اصواتنا عبر منع التلاعب ومراقبة الفرز والعد و سنطالب بإشراف أممي للانتخابات إن استطعنا ذلك و إن اقتضت الضرورة لذلك . هناك سوابق بتزوير الانتخابات وحرق الصناديق في عام 2018 مثلاً وهذا ما قاله رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي باعتراف واضح منه، ولهذا نحن متخوفون جداً من تزوير الانتخابات وتغيير ارادة الناخبين"
ما هي خططكم في حال تأجيل الانتخابات واحتمالية دمجها مع انتخابات برلمانية مبكرة ؟
"إن تأجلت الانتخابات او لم تؤجل، نحن تحالف سياسي وليس تحالف انتخابي، نعمل جاهدين لبلورة هوية سياسية جامعة لجميع العراقيين .
ولا اعتقد ان قوى الإطار ستحاول تأجيل الانتخابات، نعم هي حاولت اعادة الصدر للعمل السياسي عبر الانتخابات ولم تستطع ذلك.
ستكون قوى التغيير الديمقراطي والتي سُجلت بأسم ( تحالف قيم المدني ) هي البديل السياسي الذي سيواجه الإطار في هذه الانتخابات المرتقبة، هذا التحالف اصبح ذو خبرة سياسية وتعلم من اخطاء الاخرين، والفكر السياسي لدى هذه القوى المدنية تطور والشخوص السياسية لهذه القوى اصبحوا اكثر خبرة في التعامل وأكثر جاهزية لأي انتخابات، ان كانت الانتخابات في موعدها أو تأجلت إلى موعد آخر"
العملية السياسية فقدت أدواتها الشرعية و السوداني "مدير عام لا أكثر"
ما رأيكم بحكومة الإطار بقيادة السوداني؟وهل تعتبرونها حكومة شرعية بعد انسحاب الصدر وهل تعكس الديمقراطية فعلا ؟
"العملية السياسية فقدت شرعيتها بعد انسحاب الصدريين، الموجودين في البرلمان الآن هم كالتلاميذ الناجحين في الدور الثاني وليسوا ناجحين بأصوات الناخبين، بعضهم حصل على عشرات الاصوات فقط مع لحاظ ان الانتخابات الاخيرة شارك فيها 20% فقط من أبناء الشعب بالرغم من نزاهة الانتخابات تلك، اذاً ما الذي تبقى من التمثيل الشعبي في البرلمان في هذه الحالة .
الناس في هذه الانتخابات عاقبت القوى السياسية وبالخصوص الإطار التنسيقي، فكيف بكتلة سياسية خاسرة تحكم الشعب الان وتتحكم بمصير البلاد وهي خاسرة في الانتخابات . حتى السوداني اتى بحكومة اسماها بحكومة الخدمات، و انا قلتها لأكثر من مرة ، ان الرجل لا يملك صلاحية رئيس وزراء، بل صلاحية مدير عام و ربما أقل من ذلك، لم تقدم حكومة الخدمة الوطنية بعد قرابة عام في ملفات الاقتصاد والماء والكهرباء والخدمات، أي شيءٍ يذكر.
حكومة السوداني في الواقع مكبلة بأحزاب الإطار وبذلك فأن رئيس الوزراء لا يملك حرية العمل وفشل فشلاً ذريعا بتحقيق وعوده وعليه الاعتراف بذلك ، وان لم يعترف بأن الإطار مسيطر على حكومته فأذاً هو شريكهم ويتحمل المسؤولية كاملة في الإخفاق الواضح والتخبط باتخاذ الإجراءات والقرارات"
حسين الغرابي، هل لا زلت تصر على أنكم البديل الأفضل لقوى الإسلام السياسي الحاكم ؟
"نعم بكل تاكيد، لا زلت أقول إننا البديل السياسي الأفضل للإسلام السياسي الذي فشل بقيادة البلاد، نحن لسنا ضد الأديان إنما نحن ضد من يستخدم الدين لغايات سياسية وحزبية، الإسلام السياسي في العراق حاول تمزيق وحدة العراقيين وخنق الحريات، لاحظوا كم السرقات والفساد بأسم أحزاب تصف نفسها بأنها أحزاب إسلامية .
نحن في البيت الوطني وقوى التغيير الديموقراطية، نطرح قصة عراقية جديدة وهي أننا أمة سياسية واحدة لا تفرقها الانتماءات الطائفية والقومية والفرعية، ونؤمن بأن المحاصصة يجب أن تُستبدل بمفهوم المواطنة و أن إدارة البلد يجب ان تكون للأكفأ والأكثر نزاهة بعيداً من هويته الفرعية والطائفية"