ضغوط برلمانية على سلطات البيرو لإنهاء دعمها لبوليساريو

فرصة لمراجعة المواقف

الرباط

تلقت رئيسة البيرو دينا بولوارتي دعوة من طرف باتريسيا شيرينوس رئيسة لجنة الدفاع في الكونغرس البيروفي إلى "إعادة النظر في أقرب وقت ممكن" في موقف بلادها بشأن الصحراء المغربية و"فك ارتباط" البيرو مع بوليساريو.

وفي رسالتها إلى الرئيسة بولوارتي أكدت رئيسة لجنة الدفاع في الكونغرس البيروفي أنه بموجب الصلاحيات التي يمنحها لها القانون البيروفي كعضو في كونغرس الجمهورية "أدعوكم بشدة للقيام بتدخل من جانبكم، بصفتكم رئيسة للجمهورية (..) من أجل أن تعمل السلطة التنفيذية التي ترأسونها على إعادة النظر في أقرب وقت ممكن في موقف البيرو من خلال فك ارتباط دولة البيرو وبشكل نهائي مع الجمهورية الوهمية".

وأضافت شيرينوس أن هذا "التصحيح المتوقع" لموقف البيرو "سينظر إليه على أنه بادرة صداقة فائقة، لاسيما وأنه من جانب سيادة دولة"، وهو ما "سيرحب به المغرب كبادرة التزام حقيقية إزاء الوحدة الترابية للمملكة".

وتتفق باتريسيا شيرينوس، مع عدد من نواب الكونغرس البيروفي، على أهمية حفاظ  بلادهم على علاقات فعالة ومتينة مع المغرب، وأيضا قلقهم إزاء “سلسلة من التهديدات الجديدة والناشئة التي تتزايد في منطقة أميركا اللاتينية، وتستند، في جملة أمور، إلى الترابط بين الدول التي لا تحترم المبادئ الديمقراطية والمنظمات الإرهابية أو الحركات الانفصالية أو الجريمة المنظمة". وتعتقد أن هذا "الوضع يشكل تهديدا خطرا لأمن بلداننا، وهي التهديدات التي تتزايد في منطقة أميركا اللاتينية، مما يعرض شعوبنا ووحدتنا وسلام دولنا وسيادتها لخطر الهشاشة الشديد".

وأكد صبري الحو الخبير في القانون الدولي ونزاع الصحراء أن دعم برلمانيي البيرو لوحدة المغرب والحكم الذاتي كحل لمشكل الصحراء المفتعل، يتماشى مع الديناميكية الدولية ويتطابق مع الرؤية الأممية، ما يؤشر على أن المعركة الدبلوماسية انتقلت الى أميركا الجنوبية، وهو ما يسلط الضوء على نجاعة الدبلوماسية المغربية التي تمكنت من اختراق مجال وقارة كانت حكرا على الجزائر.

وشدد صبري الحو في تصريح لـ"العرب" أن هذا الضغط البرلماني يتماشى مع ديناميكية تصاعد أعداد سحب الاعترافات ببوليساريو مع التأكيد على وحدة المغرب الكاملة، ودعم الحكم الذاتي كحلّ للنزاع ينطوي على أهمية سياسية وقانونية كبيرتين، موضّحا أنه عمل وتصرف يدخل ضمن الدبلوماسية البرلمانية ويتفاعل مع الديناميكية المغربية والأممية والدولية لتثبيت الحل، بعد أن أصبح الجميع مقتنعا أن الصحراء مغربية.

وبدوره قال الكاتب الصحافي ريكاردو سانشيز سيرا الذي يشغل منصب نائب رئيس اتحاد الصحافيين البيروفيين إن الرئيسة بولوارتي مازالت لم تقم بإصلاح الأضرار التي ألحقها سلفها بالعلاقات مع المغرب، مشيرا إلى أنه يتعين عليها وبشكل مستعجل اتخاذ قرار بهذا الشأن دون الارتهان إلى مواقف أيديولوجية لطالما ألحقت الكثير من الأضرار بالعلاقات الدولية.

وزار العاهل المغربي الملك محمد السادس البيرو عام 2004، وهي الزيارة التي شكلت نقطة تحول لصالح العلاقات الثنائية بين البلدين. وكان العاهل المغربي أول قائد عربي وأفريقي يزور البيرو "وهو ما يعكس أن تلك العلاقة السياسية والدبلوماسية رفيعة المستوى وطويلة المدى ومتواصلة في الزمن” حسب باتريسيا شيرينوس. ودعا عدد من البرلمانيين إلى تعزيز وتوطيد العلاقات مع المملكة المغربية، باعتبارها القوة التي ما فتئت تتزايد أهميتها في أفريقيا. وفي يونيو الماضي، زار وفد من البيرو الأقاليم الجنوبية وأعرب عن دعم هذه المؤسسة التشريعية لمغربية الصحراء ولمبادرة الحكم الذاتي المغربية.

وقام كارلوس إرنيستو بوستامانتي دونايري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية، الذي رأس الوفد، بتشكيل "مجموعة دعم وتأييد المبادرة المغربية للحكم الذاتي" داخل الكونغرس البيروفي، لحث السلطات البيروفية على إقامة علاقات مع المغرب من أجل تجاوز تداعيات القرارات "الخاطئة" التي اتخذتها حكومة الرئيس السابق.