مزاعم لاوجود لها في الواقع

"أرشيفية"

القاهرة

منذ 21 مارس2023، حيث ألقى خامنئي خطابه الاستثانئي والملفت للنظر والذي خرج عن المسار والخط المألوف المتبع في الخطابات التي دأب على إلقائها في هذه المناسبة تحديدًا، يحاول القادة والمسٶولون وعلى ضوء المسار والخطوط العامة لهذا الخطاب، أن يٶکدوا على إستقرار الأوضاع وإن النظام الإيراني قد تجاوز کل المعوقات والعراقيل وبات متفرغا للبناء والإعمار وتحسين الأوضاع.

هذه التأکيدات يبدو إنها تلقى آذانا صاغية من البعض الذين صدقوا بأن النظام قد حسم الأمور کلها لصالحه وأنهى مشاعر الرفض والکراهية الشعبية ضده مثلما أنهى قبل ذلك دور وتأثير المعارضة النشيطة العاملة ضده في داخل وخارج إيران والمتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق، بل وإن المثير للسخرية إن هذا البعض يبني على هذه "التأکيدات" المعتمدة أساسًا على مزاعم لفظية من دون أن يکون لها أي أساس من المصداقية على أرض الواقع.

في الوقت الذي تتزايد فيه التصريحات "الرنانة" لقادة ومسٶولي النظام بخصوص الاوضاع المستقرة وإستتباب الامور کلها لصالح النظام، فإن الملاحظ إن هناك عدد من التصريحات المتشددة الملفتة للنظر من حيث إستخدام لغة التهديد والوعيد فيها ضد کل من تسول نفسه بالتحرك ضد النظام، مع ملاحظة إن هذه التصريحات تطلق على مشارف وأعتاب قرب حلول الذکرى الاولى لإنتفاضة 16 سبتمبر2022، والتي کانت الاساس الذي بنى خامنئي خطابه عليها في 21 مارس2023، وحتى إن عودة العديد من المظاهر والممارسات القمعية وتزايد التحوطات الامنية للنظام الى جانب تزايد التأکيد على الارشادات الملفتة للنظر لقادة الحرس الثوري وبشکل خاص حسين سلامي، قائد الحرس، للقوات الحرس والباسيج بخصوص التهيأ لمواجهة التحرکات المضادة، کل هذا يدل على إن تلك "التأکيدات" التي أشرنا إليها ليست تستند على أرضية صلبة بل وحتى يمکن القول بأنها أرضية رخوة.

ملاحظتين مهمتين جدًا ولا يمکن التغاضي عنهما ولاسيما مع إصرار قادة النظام ومسٶوليه على إستقرار الاوضاع وإن النظام في خضم البناء وتحسين الاوضاع، الملاحظة الاولى، تتعلق بتزايد تنفيذ أحکام الاعدامات بعد خطاب خامنئي الذي أشرنا إليه وبصورة تصاعدية تلفت النظر إليها. وکمثال حي على ذلك فإنه وخلال شهر أغسطس 2023، قد تم تنفيذ أحکام الاعدام بحق 70 سجينا، أما الملاحظة الثانية فتتعلق بتزايد نشاطات شباب الإنتفاضة الى الحد الذي يتمکنون فيه وخلال يوم واحد من تنفيذ أکثر من 23 نشاطا ضد النظام في نقاط مختلفة في سائر أرجاء إيران، هذا الى جانب التحرکات الاحتجاجية والاضرابات والاعتصامات لمختلف الشرائح والمکونات الاجتماعية الإيرانية ضد النظام، وفي ضوء کل ماقد أسردنا ذکره، فهل إن تلك "التأکيدات" التي يحرص قادة النظام ومسٶولوه على تسويقها، ليست إلا مجرد فقاعات وليس أي شئ آخر!