حوار "الأيام السبعة"..

صحيفة: كيف جاء ردّ الكتل على محاولة بري؟

"أرشيفية"

دبي

في "مبادرة جديدة لكسر الجمود في الملف الرئاسي"، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، في خلال إحياء الذكرى الـ 45 لإخفاء السيد موسى الصدر ورفيقيه في بيروت، رؤساء وممثّلي الكتل النيابية إلى حوار في مجلس النواب، خلال سبتمبر/أيلول الحالي، لـ"مدّة حدّها الأقصى سبعة أيام، وبعدها نذهب لجلسات مفتوحة ومتتالية حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، ونحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية".
فهل تنجح مبادرة بري الحوارية أم تلقى مصير سابقتها؟
 
هذه الدعوة لم يتلقفها جميع الفرقاء والأحزاب بالطريقة نفسها. ففيما قال رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل "شرطنا للمشاركة في الحوار كان أن يفضي إلى توافق أو تنافس ديموقراطي، وما سمعناه من برّي جيّد وإيجابي، مضيفاً: "إذا كان هيك، انشالله بكون عنّا رئيس بشهر سبتمبر/أيلول"، كشف عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج في حديث لـ"جسور"، عن أن "حزب القوات اللبنانية يعتبر أن الدستور واضح، وتطبيقه يبدأ بالدعوة لانتخاب رئيس جمهورية وبجلسات متتالية، وبعدما تصبح طريقة تقسيم الأصوات على المرشحين واضحة، يبدأ النقاش بين النواب والكتل من دورة إلى أخرى، حتى الوصول إلى انتخاب رئيس".


ورأى أن "المسألة ليست عناداً أو تكابراً سياسيّاً، فالآلية الدستورية واضحة ويجب أن نحترمها، كما لا نريد القفز فوق الدستور".
 
"للإقتراع السرّي"
 
بدوره، اعتبر النائب المعارض أشرف ريفي، أن "الدستور واضح، ويجب انتخاب رئيس للجمهورية بالإقتراع السري ونقطة على السطر".
وقال في حديث لـ"جسور"، "أي محاولة لحوار أو اتفاق مسبق غير دستورية ومنطقية ووطنية، وتؤدي إلى تأخير العملية الإنتخابية، ويتحمل مسؤوليتها أي إنسان يحاول أن "يتذاكى"، لأن الأوطان تُبنى باحترام الدساتير وليس بفرض ممارسات خارج الدستور وتستند إلى قوة السلاح".
 
أما اللقاء الديمقراطي وبعض التغييرين فلم يصدر عنهم بعد اي رد على ما طرحه بري وهو الذي سأل في كلمته خلال إحياء الذكرى الـ 45 لإخفاء السيد موسى الصدر ورفيقيه: "ما معنى أن يرفض الطرفان المعنيان بهذا الإستحقاق (حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر)، أي صيغة من صيغ الحوار والتوافق؟"، مؤكداً أنه سيبقى يراهن على "صحوة الضمير الوطني لهؤلاء، ولا نريد أن نُصدّق أن أحداً ما في لبنان لا يريد رئيساً للجمهورية إذا لم يكن هو الرئيس".
 
"يجمع ولا يفرّق"
 
وأعاد برّي التذكير بدعوته الكتل النيابية قبل عام إلى "وجوب إنجاز توافق وطني يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرّق، رئيس يتمتع بحيثية مسيحية كما الحيثية الإسلامية وقبل أي شيء حيثية وطنية".


وهاجم بري المحرّضين عليه في واشنطن وبروكسل، واصفاً هؤلاء بـ"فريق الوشاة الذي يُسيّر خطوط ترانزيت جوية عابرة للقارات باتجاه عواصم القرار في أوروبا وأميركا ويُشكّل مجموعات ضغط في أكثر من عاصمة تحريضاً وتشويهاً". وقال لهم: "إنكم مخطئون في العنوان ولا تعرفون من هو نبيه بري ومن هي حركة أمل، أنصحكم بأن توفّروا أموال الترانزيت والأكلاف على الإقامة في الفنادق الفاخرة وعلى شراء الذمم في مراكز النفوذ في تلك العواصم، إنتو غلطانين بالنمرة وخيطوا بغير هالمسلّة".


وإذ أكد أن "هذا الاستحقاق لا يتم بفرض مرشح أو بوضع فيتوات على مرشح"، شدّد بري على أنه "لا يُنجز ولا يتم بتعطيل عمل المؤسسات الدستورية وشلّ أدوارها، ولا سيما عمل السلطة التنفيذية كسلطة تصريف للأعمال بالحدود الضيقة، وفقاً لما نصّ عليه الدستور اللبناني، ولا يكون بشلّ عمل السلطة التشريعية التي لها الحق أن تُشرّع في كل الأحوال وهي ضرورة قصوى تفرض على الجميع تفعيل عمل هذه المؤسسة لا تعطيلها".