وكالات..

عائلة لين طالب:لا نرضى بأقل من الإعدام!

"أرشيفية"

بيروت

‌لم يكن صدور القرار الظني بحق خال الطفلة لين طالب ووالدتها وجديها لأمها مفاجئاً بقدر ما كانت حيثيات التحقيقات صادمة بوحشيها، حتى ليخال المرء أن الطفلة أمضت أيامها الأخيرة بين أنياب الذئاب، بعد أن تحولت من منحتها الحياة وشركاؤها الثلاثة إلى قتلة عديمي القلب، راقبوا أنفاسها الأخيرة تغادر جسدها المنهك والضعيف ببرودة وأمعنوا في التكتم على جريمة الاغتصاب، غير مبالين بآلام الصغيرة الجسدية والنفسية ومعاناتها من سكرات الموت لأيام قبل أن تسلم الروح.
 
وعقب صدور القرار الظني في قضية اغتصاب الطفلة لين طالب ووفاتها عقدت عائلة والد الطفلة مؤتمراً صحافياً في دارتها في بلدة سفينة القيطع، بمشاركة عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب وليد البعريني، ومشايخ ومخاتير ورؤساء بلديات وفاعليات مختلفة وحشد من الأهالي، أكدت خلاله عدم قبولها "بأقلّ من عقوبة الإعدام" واعتبرت أن القضاة "سيدخلون التاريخ"، موجهة شكرها إلى القضاء اللبناني والإعلام والأجهزة الأمنية وكل من دعم قضية الطفلة.
 
في قرارها الظني، اعتبرت قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار  فعل خال الطفلة ينطبق على جنايتي المادتين 503 و504 من قانون العقوبات، فيما اعتبرت وفاة الطفلة لين طالب ينطبق على جريمة القتل عمداً بناءً للمادة 549 من القانون ذاته والتي تنصّ على عقوبة الإعدام، وطلبت بالتالي محاكمة الخال والوالدة وكل من جدها وجدتها لأمها بهذه الجناية.
 
صدمة العائلة وقرار
 
من جهته، كشف المتحدث باسم العائلة عامر طالب عن صدمة العائلة لما جاء في حيثيات القرار "لقد تعرضت الطفلة لعذاب كبير لم نتوقعه بهذه الوحشية".
‌وأكد في حديث لـ"جسور" إصرار العائلة على مطلبها "إنزال عقوبة الاعدام بحق الخال والأم والجد والجدة".
‌في المقابل، وإذ لم ينفِ صعوبة تطبيق عقوبة الاعدام في لبنان، أضاف قائلاً "نحن نشدد على المطالبة بتنفيذ عقوبة السجن المؤبد بحق المتهمين الأربعة وعدم إمكانية خروجهم مطلقاً من السجن".
ونوه طالب بعمل القضاء والأجهزة الأمنية "لقد قاموا بعمل رائع ولم يوفروا أي طريقة للبحث عن الأدلة".
 
‌ الخال المطمئن
 
‌وعند سؤاله عن رأيه في سبب عدم هروب الخال قبل كشف الحقيقة أجاب أن "القاضية استدعته كشاهد وليس كمدعى عليه حيث طُلب أكثر من مرة إلى التحقيق للادلاء بإفادته ثم أخلي سبيله، ما أزال مخاوفه من أي شكوك به واطمأن إلى أن مجريات التحقيق تبتعد عن اتهامه".


وتمنى طالب في الختام على الجهات السياسية عدم التدخل لصالح المتهمين الأربعة "أي سياسي لديه ضمير وشرف لن تسوله نفسه التدخل في هذه القضية وحماية المجرمين". ‌
وأشار إلى أنه تحدث إلى نائبين عن المنطقة الانتخابية التي تقترع فيها عائلة والدة لين ووعداه "بعدم التدخل في الملف".
 
موسم المدارس على الأبواب، لكن لين لن ترتدي هذه السنة "مريولها" الصغير ولن تختار حقيبتها المدرسية، فيد الغدر قضت على مستقبلها وعلى أحلامها لكن القرار الظني، وإن لم يعدها إلى الحياة، إلا أنه أنصفها بعد الموت، كما تلقفه الرأي العام بإيجابية، مثنياً على دور بعض القضاء اللبنانيين في تحقيق العدالة رغم الظروف القاهرة المحيطة بعملهم.