المتحور الجديد "بيرولا": هل يشكل تهديدًا حقيقيًا للبنان؟

"أرشيفية"
فيما يشهد لبنان موجة جديدة من فيروس كورونا، الذي عاد لينتشر عالمياً بعد تخطي المتحور الجديد المناعة المكتسبة سابقاً، كشفت منظمة الصحة العالمية مدى خطورة متحور فيروس كورونا الجديد المعروف علميا باسم "BA.2.86" ويُطلق عليه إعلاميا "بيرولا"، والذي ينتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى اكتشاف المتحور الجديد بأعداد صغيرة في 11 دولة.
ويراقب مسؤولو الصحة عالميا عن كثب سلالة "بيرولا كوفيد"، إذ تُثير قلق الخبراء بسبب 34 طفرة في البروتين الشوكي، وهو جزء الفيروس الذي صمّمت لقاحات كوفيد-19 لاستهدافه، فماذا عن جهوزية مستشفيات لبنان للتعامل مع أي انتشار واسع لـ "كورونا" ومتحوراته، سواء "بيرولا"، أو غيره من المتحورات. وهل المستشفيات قادرة في ظل الظروف الصعبة على التصدّي بفعالية لأي موجة جديدة، وهل من خوف على العام الدراسي الجديد؟
"لا داعي للهلع"
عمّا إذا كانت المستشفيات في لبنان قادرة على تحمّل أعباء كورونا في حال تزايد عدد المصابين، شدّد نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، على أنّ المستشفيات غير قادرة على تحمّل أعباء كورونا كما في السنوات الماضية، مطمئناً أنّ وصولنا إلى السيناريو القديم من حيث عدّاد الإصابات غير وارد حالياً، ولا داعي للخوف والهلع من المتحور الجديد، لافتا إلى أن المستشفيات الخاصة ليست على الجهوزية ذاتها اليوم كما في السابق، حيث كان الاستنفار والاستعداد في ذروته.
وأوضح هارون لـ "جسور" أنّ عدد الإصابات بفيروس كورونا ارتفعت بنسبة قليلة في الفترة الأخيرة، بغض النظر عن نوع الفيروس ومن أي متحور، لكنه يؤكد ألا عوارض قوية تُسجّل لدى المصابين، لافتا إلى أنّ الإصابات بفيروس كورونا التي تتم متابعتها منذ فترة من خلال المصابين الذين يحضرون إلى المستشفيات لإجراء الفحوصات والعناية، تبيّن أن العوارض خفيفة وليست بالقوة التي شهدناها عند بداية الجائحة وفي ذروتها.
هارون طمئن عبر "جسور"، إلى أن الإصابات بفيروس كورونا بالفترة الأخيرة في لبنان، ليست خطرة ولا يعاني المصابون من تأثيرات قوية، مضيفا أنّ نسبة الإشغال في أقسام كورونا أو في العناية الفائقة في المستشفيات، قليلة جداً، بل حتى إن نسبة من هم بحاجة من المصابين بفيروس كورونا لدخول مستشفى من الأساس متدنية جداً. والأرجح وفق هارون أنه بات هناك مناعة مجتمعية بنسبة كبيرة اليوم، وفيروس كورنا بحدِّ ذاته بات ضعيفاً نسبياً وعوارضه خفيفة، وبالتالي لا نشهد حالة من الضغط على المستشفيات في الوقت الراهن.
بدوره، طمأن الخبير في الأمراض الجرثومية البروفيسور جاك مخباط، عبر "جسور" ألا ضرورة للهلع من انتشار متحورّ كورونا الجديد، مؤكدا ألّا تخوّف في الوقت الحالي من إصابات خطرة بكورونا، لكن سنراقب الوضع مع بداية العام الدراسي.
وعن أخذ جرعات إضافية من اللقاحات المضادة لكوفيد -19، أوضح مخباط ألا إرشادات جديدة بهذا الشأن حالياً، وننصح بأخذ ثلاث جرعات على الأقلّ من اللقاحات، مؤكدا أنّ "هناك إصابات طفيفة جدا بفيروس كورونا وهو لا يزال موجودًا في كل دول العالم وظهور المتحورات الجديدة أمر طبيعي، لأن الوباء مستمر ومن الممكن أن يظهر على شكل متحورات أخرى".
وبالنسبة إلى حفاظ الجسم على المناعة بعد مرور فترة على أخذ اللقاح، شرح مخباط أن اللقاح يحمي بين ستة وثمانية أشهر، بحسب الدراسات، لذلك الأشخاص الذين أخذوا لقاحات قبل أكثر من سنة، من المحبّذ أن يأخذوا جرعات محفّزة.
نبأ "سار" بشأن لقاح موديرنا
وقالت شركة "موديرنا"، في وقت سابق إن بيانات التجارب السريرية أظهرت أن لقاحها المعدل ضد "كوفيد-19" سيكون فعالا على الأرجح ضد السلالة الفرعية (بي.إيه.2.86) شديدة التحور من فيروس كورونا، التي أثارت مخاوف من عودة انتشار العدوى.
وذكرت الشركة أن جرعة من التطعيم بلقاحها ولدت زيادة في الأجسام المضادة لدى البشر بواقع أكثر من ثمانية أمثال ونصف لدى البشر ضد السلالة (بي.إيه.2.86)، التي تراقبها منظمة الصحة العالمية والمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وأوضحت موديرنا أنها أبلغت الجهات التنظيمية بالنتائج الجديدة بشأن لقاحها وقدمتها للمراجعة قبل النشر. ولم تقر إدارة الأغذية والأدوية الأميركية الجرعة بعد، لكن من المتوقع إتاحتها في وقت لاحق من الشهر الحالي أو في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
ورغم أهمية مراقبة السلالة الجديدة، قال عدة خبراء إنها من غير المرجح أن تُحدث موجة من الإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة بسبب الدفاعات المناعية التي تكونت من التطعيم الجماعي والعدوى السابقة في جميع أنحاء العالم.