اشتباكات "عين الحلوة"..

صحيفة: معروفة الأهداف ومن وراء التصعيد

"أرشيفية"

فرنسا

على الرغم من التوافق الوطني والإسلامي الفلسطيني أمس، ورغم الضغط السياسي والعسكري من الجانب اللبناني للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، إلا أن الاشتباكات تصاعدت لليوم الرابع على التوالي. لم تنجح الاجتماعات والاتصالات التي جرت على مدار الساعات الماضية في تحقيق وقف لإطلاق النار. يبدو أن الاشتباكات في مخيم عين الحلوة تتصاعد بين قوات الأمن الوطني وحركة فتح والمجموعات المتشددة الأخرى، وتشير المعلومات إلى أن حركة فتح تسعى إلى الحسم.

وبحسب مصادر طبية تحدثت لـ"جسور"، أسفرت الاشتباكات المسلحة عن إصابة 25 شخصًا ومقتل 5 آخرين، بما في ذلك مدنيين لبنانيين. وشهدت الممتلكات دمارًا هائلًا، وقام عدد من السكان في مناطق الاشتباكات بالنزوح في فجر اليوم.

خريطة القتال والمعارك

تتعالى أصوات دوي القذائف الصاروخية وإطلاق الأسلحة الرشاشة في جميع أنحاء مخيم عين الحلوة ومدينة صيدا والمناطق المجاورة، ورغم أن هناك تراجعاً في حدة هذه الأصوات، إلا أنها لا تزال مرئية بوضوح. يتركز القتال بشكل أساسي بين مناطق الطوارئ والبركسات، وأيضًا في المنطقة المعروفة بالبستان - التعمير، بالإضافة إلى المواجهات في مناطق حطين وجبل الحليب. وجدير بالذكر أنه تم فتح محور جديد للمرة الأولى يمتد من الرأس الأحمر إلى الطيري.

مصادر داخل حركة فتح أكدت لـ"جسور" أن عضو اللجنة المركزية للحركة، عزام الأحمد، نقل رسالة مهمة إلى الجهات المعنية في لبنان، وهي أنه يجب الحفاظ على الأمن في لبنان كجزء أساسي من الأمن في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وأنه لا يوجد أي نية أو قرار بالتلاعب بالأمن اللبناني قادمًا من داخل المخيمات الفلسطينية.

وبحسب المصدر، وفي ظل استمرار إطلاق الرصاص والقذائف بشكل عشوائي الذي بدأ منذ مساء الخميس الماضي من قبل المجموعات التكفيرية مثل "جند الشام" و "الشباب المسلم"، تواصل قوات الأمن الوطني الفلسطيني وحركة فتح تقديم الرد على هذه الهجمات وحماية سلامة العائلات والمخيم. تجدر الإشارة إلى أن هذه الجهود تستهدف مكافحة الإرهاب والإرهابيين في المخيم والمنطقة.

حركة فتح تحارب الارهاب

هناك من يشير إلى أن الجماعات المتشددة التكفيرية في مخيم عين الحلوة تتلقى دعمًا سياسيًا وماليًا من تنظيم إسلامي له وجود في المخيم. يتم تنشيط هذه الجماعات التكفيرية المتشددة واستخدامها كأذرع لهذا التنظيم كجزء من أجندات معروفة للجميع.

الهدف الرئيسي من هذه الجهود هو تقويض سيطرة حركة فتح، التي تعد أقوى تيار في مخيم عين الحلوة ومخيمات الشتات في لبنان. يهدفون إلى تسليم إدارة مخيم عين الحلوة إلى سلطة تخضع لحسابات إقليمية تابعة لدول معينة. هذا سيؤدي إلى تغيير المعادلة الاستراتيجية والسياسية، وقد يؤدي إلى إضعاف حركة فتح والحركات الوطنية الديموقراطية المستقلة في المنطقة.

أما الهدف النهائي هو القضاء على تأثير حركة فتح والتحكم في مخيم عين الحلوة، وتحويله إلى ورقة تُستخدم في مشروع إسلامي، مع استخدامه كوسيلة للمعارضة ضد القيادات في رام الله. هذا يمكن أن يؤثر على التوازنات السياسية والاجتماعية في المنطقة ويزيد من التوترات.

عرقلة عمل الهيئة

هيئة العمل الفلسطيني المشتركة في لبنان، التي تضم كافة الفصائل والقوى الفلسطينية، حاولت بشدة تنفيذ المهام المكلفة بها في مخيم عين الحلوة. وكانت هذه المهام تتعلق بتسليم المشتبه بهم في اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا، أبو أشرف العرموشي، ورفاقه في حادثة وقعت في 29 يوليو الماضي. هذه الحادثة أسفرت عن اندلاع اشتباكات عنيفة وجولات متعددة بين قوات الأمن الوطني الفلسطيني وحركة فتح من جهة، وبين المجموعات المتشددة من جهة أخرى. وهناك من حاول عرقلة عمل هيئة العمل واستغلال السياسات التي تعتمد على التلاعب بالوقت لتجنب محاسبة المشتبه بهم الذين ارتكبوا هذا الجرم.

ومن المعروف هذه المجموعات تضم مقاتلين اجانب وفلسطينيين ولبنانيين وافراد قاتلوا مع الشيخ احمد الاسير في عبرا وجميعهم مطلوب للقضاء اللبناني ومتورط بجرائم ارهاب وقتل وتهريب اسلحة ومتفجرات ومخدرات.

وثمة من يقول أن مصطلح "تجمع الشباب المسلم" ليس الا كذبة ينضوي تحتها عشرات المطلوبين والفارين من العدالة والقضاء اللبناني وهم من أصحاب السوابق السطو والسرقة والارهاب والقتل وتجارة السلاح والمخدرات وغيرها من الجرائم، ولكنهم يعلمون أن "الدين هو أفيون الشعوب" ولذلك يقومون بالتدليس والكذب باسم الدين الاسلامي وهو براء منهم.