من عين الحلوة إلى النازحين وعودة الارهاب: الأمن في زمام الصدارة!
التطورات الامنية المتسارعة في مخيم عين الحلوة اعادت الاهتمام مجددا بالملف الامني في لبنان والذي سيطغى على الهموم السياسية والاقتصادية والمعيشية ، فما يجري في مخيم عين الحلوة اثار الكثير من علامات الاستفهام حول ابعاد ما يجري وانعكاساته على كل الوضع اللبناني .
لكن اضافة الى ملف الاشتباكات في مخيم عين الحلوة فهناك ملفات اخرى خطيرة قد يكون لهما تداعياتهما الخطيرة على الاوضاع في لبنان : الاول يتعلق بملف النازحين السوريين الى لبنان والذين يزداد عددهم كل يوم وهناك تخوف كبير من زيادة الاعداد في الايام المقبلة بسبب تدهور الاوضاع الاقتصادية والامنية في سوريا ، والثاني له علاقة بعودة تحرك المجموعات الارهابية في لبنان في ظل معلومات امنية عن دخول اعداد جديدة من هؤلاء الى لبنان والتحضير للقيام بعمليات ارهابية على الاراضي اللبنانية
والثالث يتعلق بالصراع مع العدو الصهيوني والتهديدات التي اطلقها المسؤولون الصهاينة باستهداف قيادات من حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي من المتواجدين في لبنان ومنهم نائب رئيس المكتب السياسي الحاج صالح العاروري ، ورد حزب الله على تلك التهديدات من خلال مواقف الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله بالرد على اي استهداف لاي قيادي في المقاومة يقيم في لبنان مهما كانت جنسيته ، وجاء الرد الاولي باللقاء الذي جمع نصر الله بالعاروري وامين عام حركة الجهاد الاسلامي زياد نخالة، والذي اكد على التنسيق والتعاون بين قوى المقاومة في مواجهة تهديدات العدو الصهيوني.
وتشير مصادر لبنانية امنية مطلعة الى ان العدو الصهيوني ينشط حاليا بتعزيز نشاطه الامني في لبنان من خلال الشبكات الى يشغّلها وعبر ارسال العملاء والجواسيس الى لبنان من جنسيات مختلفة ( روسية وتركية وعربية واوروبية) ، والعدو الصهيوني يسعى لتوجيه ضربات امنية للمقاومة اللبنانية والفلسطينية بدون ان يتحمل مسؤولية مباشرة ومنعا لتدهور الاوضاع على الحدود.
وتشير هذه المصادر : الى ان الوضع الامني في لبنان يواجه مخاطر كبيرة في ظل استمرار الازمة الرئاسية وتصاعد الخطاب السياسي والاعلامي والتحريضي ، وان ما جرى خلال احداث الكحالة كان مؤشرا خطيرا لاجواء التحريض ولولا المسارعة في ضبط الاوضاع لكانت الامور اتجهت نحو صراع خطير ، وطالما ان هناك تحريضا متبادلا ولا حلول سياسية فان المخاوف قائمة .
وتضيف هذه المصادر : واما بشأن الملف الفلسطيني وما يجري في مخيم عين الحلوة فان الخطر الاكبر يكم بوجود مخطط لتهجير الفلسطينيين من لبنان وذلك في اطار المفاوضات الجارية للتطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية وانهاء ملف العودة واللاجئين ، اضافة للضغط على قوى المقاومة بسبب تصاعد العمليات في الضفة الغربية والاراضي الفلسطينية المحتلة ، كما ان وجود مجموعات ارهابية في بعض المخيمات يشكل خطرا كبيرا على الوضع اللبناني ، وفي حال لم تحسم الامور في مخيم عين الحلوة فان ذلك ينذر بخطر كبير في المرحلة المقبلة.
وعلى صعيد ملف النازحين السوريين تقول المصادر : ان المسؤولين اللبنانيين تبلغوا قرارا اميركيا واوروبيا ودوليا بان لا حلول لازمة النازحين السوريين الا بعد تسوية الازمة السياسية والامنية في سوريا ، لكن الخطر الاكبر ان تؤدي التطورات الامنية والاقتصادية في سوريا الى زيادة اعداد هؤلاء النازحين وتحولت لبنان الى مركز للهجرة وانه ياتي مع هؤلاء النازحين اعداد من الارهابيين كما سرح وزير المهجرين عصام شرف الدين .
وفي خلاصة لكل هذه المعطيات : فان الاوضاع الامنية في لبنان ستواجه المزيد من المخاطر ولا سيما في ظل التحديات والصعوبات التي يواجهها الجيش اللبناني والقوى الامنية وانه اذا لم تحصل تسوية سياسية خلال شهر ايلول ويتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية فالمخاطر ستزداد والاوضاع ستتجه نحو المزيد من التطورات الامنية الخطيرة.