صحف..

عن ظروف دخول الحزب في "طوفان الأقصى".. متى وأي ثمن؟

"أرشيفية"

بيروت

 مع دخول عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ضد إسرائيل يومها الثالث، ووسط استنفار عناصر الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة الموقتة العاملة في لبنان (يونيفيل) تحسباً لأي تصعيدٍ قد يُسجّل،بعد التطورات المقلقة التي سجلتها الحدود الجنوبية للبنان صباح الاحد.. هل ينجرّ لبنان الى الصراع؟

الكاتب السياسي ألان سركيس قال في حديث لـ"جسور" إن "قرار دخول حزب الله في المعركة ضد إسرائيل بيد إيران لا الحزب ، وإذا كان هناك أمر إيراني بفتح كل الجبهات سواء في لبنان أو في سوريا أو في فلسطين، فحزب الله لا يستطيع إلّا أن يرضخ له. لكن وبحسب المعطيات، في المرحلة الحالية، هناك مساع لتبريد الأجواء، لأنه ليس من مصلحة أي من الطرفين فتح جبهة جديدة، إلّا أنه لا يمكن التنبؤ في أي وقت ممكن أن تنفجر الأوضاع في المنطقة ككل وليس فقط في لبنان".


وتابع سركيس: "حزب الله حزب مسلح تابع لإيران، وخاطف قرار السلم والحرب في لبنان المدمر إقتصاديا وماليا، حيث لا رئيس للجمهورية والمراكز الكبيرة فارغة، وأي حرب ممكن أن تكون نهاية لما تبقى من الدولة، لذلك حزب الله يقوم اليوم بحسابات دقيقة كون ظروف يوليو/تموز 2006 مغايرة تماماً لظروف اليوم".


وأضاف: "في 2006، حظيَ حزب الله بدعم الشعب اللبناني الذي تضامن معه بكل شرائحه، أما اليوم، فأغلب اللبنانيين ينظر إليه على أنه قوة إيرانية في لبنان، وبالتالي أي حرب ممكن أن ترسم نهايته أو أن تدمره، لأن الموضوع لم يعد يتعلّق باحتلال أرض ومقاومة كما كان الوضع ما قبل العام 2000، بل هو حرب إيرانية - إسرائيلية على الأراضي اللبنانية".  

"خطوط حمراء"

في المقلب الآخر، يرى المحلل السياسي المقرّب من حزب الله فيصل عبد الساتر أن "تدخل حزب الله في الحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي مرهون بالتطورات الميدانية على أرض الواقع. وحزب الله قد قال مرارا إنه عند أي مسألة لها علاقة بتجاوز ما يسمى الخطوط الحمراء لديه، يعني أن يكون هناك اجتياح بري للدخول الى قطاع غزة، فهو حكمًا لن يكون فيها على الحياد، وبالتالي الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات".


وقال في حديث لـ"جسور": "نحن اليوم أمام معركة كبرى، الفلسطينيون يقومون بتحرير بعض المغتصبات التي استولى عليها الكيان الصهيوني، وبالتالي المعركة لها بعد داخلي وطني بامتياز، وإذا حصلت محاولة اجتياح لقطاع غزة ما يعتبر خرقا للقواعد، فالحزب سيكون معنياً بهذا الموضوع إلا أنه وحتى الآن ليس هناك ما يشير الى مثل هذا الأمر".


وعن مدى جاهزية لبنان لخوض حرب مع إسرائيل، قال عبد الساتر: "عن أي لبنان نتحدث؟ إذا كنا نتحدث عن لبنان الذي يتحدث بعض مسؤوليه دائما بلغة الإنفصال عن الواقع والخروج عن الإطار الوطني والعروبي والقضية الفلسطينية، والذي لا يزال البعض فيه يتحدث عن مرقد عنزة في جبل لبنان وينسون كل ما يجري حولنا، ولبنان الرسمي غير المعني بكل ما يجري وربما يعيش في غيبوبة، فالجواب بالتأكيد لا. لكننا نتحدث عن لبنان نبض الشارع والمقاومين الأشراف ونبض كل من يقف الى جانب القضية الفلسطينية ولا يقبل الإهانة للشعب الفلسطيني، ولبنان المقاومة الذي هزم العدو الإسرائيلي وأجبره على الإنسحاب وهزمه في العام 2006 ولا زال يردعه حتى اليوم، فالجواب عندها سيكون نعم بالتأكيد".


وتابع: "هذا هو لبنان الذي نتحدث عنه عندما نستحضر الصراع مع العدو الاسرائيلي،  وليس لبنان من يجلس في قصره ويتحدث المهم ألا يورد حزب الله لبنان في هذه الحرب التي تعتبر جزءا من النضال ومن المواجهة المفتوحة مع العدو الإسرائيلي. والأسوأ من ذلك، أن هؤلاء يقولون إن حزب الله يريد إبعادنا عن الحضن العربي، وهم غائبون عما يجري. عن أي عروبة تتحدثون؟ عن العروبة المطبّعة مع إسرائيل والخائنة


وختم عبد الساتر قائلاً: "المقاومة ليست فقط جاهزة بل ربما تدعو الله بأن تكون اللحظة أقرب من أي وقت مضى، وحزب الله هو أول من أطلق شعار "زحفا زحفا نحو القدس"، فإذا تطورت الأمور، لن يكون أبداً خارج هذه المعركة".