وفاة الإعلامية اللبنانية جيزال خوري

"أرشيفية"
توفيت فجر اليوم الأحد الإعلامية اللبنانية جيزيل خوري عن عمر ناهز 62 عاماً بعد صراع مع المرض، بعد أن لمع نجمها في عالم التغطية السياسية في الشرق الأوسط على مدى سنوات.
وُلدت جيزيل خوري في لبنان وبدأت مسيرتها الصحفية في وقتٍ مضطرب، حيث كانت منطقة الشرق الأوسط تشهد صراعات معقدة. اكتسبت من خلال هذه البيئة فهماً عميقاً للتحديات والحساسيات المرتبطة بتغطية الأحداث في هذا الجزء من العالم.
لم تقتصر أعمالها على التقارير الإخبارية التقليدية، بل تضمنت أيضاً مقابلات عميقة مع شخصيات ذات تأثير سياسي كبير. من خلال طرحها الأسئلة الصعبة مع الحفاظ على جو من الحوار المحترم، مهارة لا يمكن إتقانها بسهولة في المشهد السياسي المعقد في الشرق الأوسط.
تحدت خوري المخاطر والصراعات بسبب التزامها بالصحافة النزيهة التي تهدف إلى كشف الحقائق وتوجيه الضوء على الأمور بدلاً من تحريك الأحداث.
تجدر الإشارة إلى أن جيزيل خوري كانت زوجة الإعلامي والمؤرخ سمير قصير، الذي يعتبر "مهندس" انتفاضة 14 من مارس (آذار) في 2005 التي ضغطت لإخراج الجيش السوري من لبنان، والذي اغتيل بانفجار عبوة ناسفة وضعت بسيارته في بيروت بتاريخ 2 يونيو (حزيران) 2005.
الخسارات تتوالى...
وداعا #جيزيل_خوري سلميلنا على #سمير_قصير
— mohamad chebaro محمد شبارو (@mchebaro) October 15, 2023
ووجهت خوري أصابع الاتهام مذاك الوقت إلى الدولة السورية وأذرعها في الداخل اللبناني بالعملية التي لم يكشف أي تفصيل حولها حتى اليوم.
انطلقت في العمل الإعلامي سنة 1986 في قناة "المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC"، واستضافت أبرز الشخصيات السياسية والثقافية العربية والعالمية في برنامجها "حوار العمر" بين عامَي 1992 و2001، قبل انضمامها إلى مجموعة "أم بي سي" في 2002 ومساهمتها في إطلاق قناة "العربية"، مقدمة برنامج "بالعربي" بين عامَي 2003 و2013، ثم انتقالها إلى قناة "بي بي سي عربية" سنة 2013 حيث حاورت كبار القادة والمفكّرين عن لحظات مفصلية في التاريخ المعاصر ضمن برنامج "المشهد"، وأخيراً إلى قناة "سكاي نيوز عربية"، سنة 2020، مع برنامج "مع جيزال"، الذي شكّل نقطة تحوّل في شكل البرامج الحوارية وإيقاعها وتنوّع مواضيعها، عرضت آخر حلقة منها يوم 25 سبتمبر (أيلول) الماضي.
قصة حياة جيزيل امتزجت بصراعات الحرب والمقاومة والتضحيات من أجل الصحافة الحرة والنزيهة، ولكنها لم تترك وراءها إرثاً صحافياً بتكريس حياتها المهنية لتعليم وتوجيه الأجيال الجديدة من الصحفيين، بل أيضاً منظمات إعلامية وثقافية تأسست تحت إشرافها، مثل مؤسسة سمير قصير ومركز سكايز للحرية الإعلامية والثقافية. وتمثل هذه المنظمات مرجعية مهمة لمؤسسات حقوق الصحفيين والمثقفين في المشرق العربي. بالإضافة إلى ذلك،